السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفتي الديار المقدسة يعرب عن امله بان يشكل اعادة منبر صلاح الدين الى القدس تحريره من الاحتلال

نشر بتاريخ: 24/01/2007 ( آخر تحديث: 24/01/2007 الساعة: 17:12 )
القدس- معا- أعرب الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية عن أمله بأن يشكل اعادة بناء منبر صلاح الدين في ذات المكان الذي شهد حرق المنبر الأصلي على يد متطرف يهودي استرالي في الحادي والعشرين من آب 1969 فاتحة تمهد لحرير مدينة القدس من أيدي الاحتلال الاسرائيلي .

وقال الشيخ حسين ان وصول المنبر أمس أعاد الى الذاكرة حكاية بناء هذا المنبر قبل أكثر من 800 عام حين أقسم القائد المسلم نورالدين زنكي على بناء منبر ليدخل به بيت المقدس بعد أن يحرره من ربقة الاحتلال الصليبي أنذاك ..وتحققت أمنيته هذه على يد القائد صلاح الدين حين حرر القدس من الصليبيين الغزاة في العام 1187م ، وأدخل معه ما عرف بمنبر صلاح الدين معلنا عنه دحر الصليبيين والانتصار عليهم.

وأوضح مفتي القدس والديار الفلسطينية أن أعمال تركيب المنبر الجديد - وهو نسخة طبق الأصل عن المنبر القديم - بدأت اعتبارا من اليوم ويتوقع أن تستمر لعشرة أيام ، مشيرا الى أن خبراء وفنيين يديرون ورشة بنائه وتركيبه باشراف مباشر من قبل دائرة الأوقاف الاسلامية.

ويقول الشيخ حسين أن المنبر القديم استغرق بناءه نحو خمس سنوات من قبل فنيين بارعين في ذلك الزمان ، في حين استغرقت أعمال بناء المنبر الجديد بدء من اعداد دراساته ومخططاته نحو 13 عاما بدأت في العام 1993 وأزيح الستار عنه في شهر تموز من العام المنصرم.

يذكر أن منبر صلاح الدين كان دمر بالكامل في حريق نفذه دينيس روهان اليهودي الاسترالي في العام 1969 بعد عام من فشل محاولة لحلرق المسجد الأقصى وقف وراءها روهان وأحبطها حراس المسجد الأقصى في حينه حيث اعتقل أنذاك وأبعد الى استراليا مسقط رأسه قبل أن يعود ثانية وينجح في تنفيذ ما كان خطط له ، وقد اعتقل لكن ما لبثت السلطات الاسرائيلية أن أطكلقت سراحه بدعوى أنه مجنون.

وقال روهان في حينه أن ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله ، وأنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله.

وبعد هذا الاعتداء الذي استهدف الأقصى في حينه وما أدى اليه من احتراق منبر صلاح الدين ومساحة واسعم من المسجد تزيد عن 1500 متر مربع ، تقرر أن يعاد بناء ما دمر بما في ذلك المنبر ، وأوكلت مهمة اعادة بنائه والاشراف على صنعه الى د.منور المهيد عميد كلية الفنون الاسلامية في جامعة البلقاء الاردنية الواقعة على جبل "الطهاطير" في السلط حيث تشرف جبل البلقاء على القدس.

ونقلت وسائل اعلام أردنية في وقت سابق عن المهيد قوله :" ان التحدي الكبير الذي واجه الحرفيين والمهندسين والمشرفين هو تجميع 16500 قطعة بعضها لا يتعدى طوله المليمترات القليلة في بناء فني طوله 6 أمتار وبعرض 7 أمتار بدون استخدام مواد تثبيت من صمغ أو مسامير أو براغي أو غراء بل باستخدام طريق التعشيق لانتاج ما يمكن تسميته بفن المنبر المتمثل في فنون الزخرفة الهندسية والزخرفة النباتية والخط العربي والمقرنصات والخراطة والتطعيم بالعاج والأبنوس والتعشيق وهي الانماط الستة الرئيسية المكونة للفن الاسلامي ". ويضيف :" طريقة التعشيق تسمح للقطع الخشبية أن تتنفس أي أن تتمدد وتتقلص بالحرارة والبرودة".