السبت: 11/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تطوي زيارة عباس لإيران صفحة الخلافات وتعيد الدم إلى العروق

نشر بتاريخ: 29/08/2012 ( آخر تحديث: 30/08/2012 الساعة: 08:12 )
بيت لحم- معا- توجّه الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في قمة عدم الانحياز، وذلك في أول زيارة له منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية عام 2005.

وسيلقي الرئيس محمود عباس كلمة فلسطين أمام القمة يستعرض خلالها التطورات السياسية والجمود الذي يكتنف عملية السلام في ظل رفض إسرائيل وقف الاستيطان وقبول حل الدولتين على أساس حدود 1967 والمسعى السياسي الفلسطيني في الأمم المتحدة إضافة إلى جهود المصالحة الفلسطينية.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس عباس سيضع رؤساء الوفود والقمة بشكل عام في صورة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، كما "سيطلب دعمهم السياسي سيما أن قمة دول عدم الانحياز التي تضم حوالي مائة وعشرين دولة في العالم داعمة بالكامل للحقوق الفلسطينية وتقف مع حقوق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

وتأتي مشاركة الرئيس عباس عقب سجال سياسي بين السلطة الفلسطينية وإيران حول دعوة حركة حماس لحضور القمة.
|148316|
وكالة معا ، علمت أن العديد من القادة الفلسطينيين حاولوا ثني "أبو مازن" عن الذهاب الى ايران، لكنه حسم امره وذهب، مع العلم انه كان يرغب بزيارة ايران حتى قبل القمة، وان زيارته هذه، وطريقة تعامل الايرانيين مع منظمة التحرير ستقرر علاقة المنظمة بايران لسنوات مديدة قادمة فالأمر لا يتعلق بمحبة خامنئي او كراهيته للرئيس، كما انها قضية لا تخص شخص محمود عباس بل إنها تخص الجيل القادم ومستقبل القدس، فإما إن يعود الرئيس نادما على محاولة اذكاء نار المحبة من جديد.
|187079|
وتشهد العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإيران حالة انهيار منذ وقوف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى جانب العراق في حربها مع طهران، ورغم ان بعض قادة الثورة الفلسطينية يقولون إن منظمة التحرير ساهمت في انهاء الحرب الايرانية العراقية ولعبت دورا وسيطا طيبا لجسر الهوة بين المتقاتلين الا ان الامر ظل في اطار الادعاء.

وحين وقع ابو عمار اتفاقية اوسلو عام 1993 انتهت العلاقات رسميا بين ايران والمنظمة ووصلت حد التجريح، وجمّدت ايران كل دعم لها لمنظمة التحرير وهاجمتها واتهمتها بالخيانة والتفريط ودعمت بدلا عنها الجهاد الاسلامي وحماس فساءت العلاقة الى أبعد حد.

ومع حصار "ابو عمار" زادت لهفة ايران لاعادة العلاقة مع منظمة التحرير، وظهر ذلك جليا من خلال تصريحات حليف ايران السيد حسن نصرا الله وامتداحه لحركة فتح ومنظمة التحرير في كل كتاباته، كما ازدادت حاجة المنظمة للحلفاء القدامى.
|187081|
ومع انتخاب "ابو مازن" رئيسا، ظلت العلاقات حبيسة الجمود والوسطاء، فهو كف عنهم المديح والقربى، وهم كفوا عنه الدعم بشكل كامل، وحين سيطرت حماس على غزة رفدت ايران بدائل الرئيس عباس بكل ما يحتاجونه فاغتاظت المنظمة وساءت العلاقة بعدما كادت تتحسن.

ومع فشل المفاوضات مع اسرائيل، حاولت العديد من الاطراف الايرانية والفلسطينية اعادة صلة الرحم بين المنظمة وايران، لكن الطرفين لا يثقان ببعض حتى الان والدليل ان مجرد دعوة ايران لهنية كادت تمنع زيارة "ابو مازن" لطهران، فالطرفان يعيشان على بوادر حسن النية والعلاقة هشة ولا تتحمل الامتحانات، وحماس تعرف ذلك وتمكنت من التدخل في الوقت المناسب لزرع الوهم في نفس الرئيس "ابو مازن" واظهرت هواجسه من الثقة بقيادة ايران.