الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

في بيت لحم.. المسلم يزين شجرة العيد والمسيحي يصوم رمضان

نشر بتاريخ: 16/12/2012 ( آخر تحديث: 17/12/2012 الساعة: 07:35 )
بيت لحم - معا - في خضم الاستعدادات لأعياد الميلاد المجيدة في مدينة بيت لحم تنشغل المدينة بالتحضيرات والتجهيز لاستقبال العيد ومعه ألاف السياح الأجانب وكذلك من المحافظات الفلسطينية وأبناء بيت لحم.

المدينة الواقعة في جنوب الضفة الغربية وفي مثل هذه الأيام من كل عام تلبس حلة العيد وتزدان بأجمل ما لديها من زينة تدخل البهجة والسرور لأهلها وزوارها، إلا أن هذه الاحتفالات لا تمر دون قصص وحكايات ومواقف تعبر عن التكاتف والتعاضد بين أهل بيت لحم من المسيحيين والمسلمين حتى أضحى العيد هنا عيدا وطنيا رسخ معالمه الوحدوية بكثافة الرئيس الراحل ياسر عرفات حتى أصبحت سنة حسنة ومحمودة لدى الشخصيات السياسية والمجتمعية والاقتصادية يحافظون عليها ليس في الميلاد فحسب بل وفي أعياد الأضحى والفطر أيضا حتى أصبحت تجد من يصوم رمضان من المسيحيين في المدينة تجسيدا لمعاني الإخوة والوحدة والمحبة والتسامح.

مدرسة "افتح بولس السادس" في مدينة بيت لحم تشهد حدثا يستوقف المتابع وهي المتخصصة لتعليم وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية وتضم حوالي 170 طفلا أتوها من مختلف المحافظات الفلسطينية مسلمين ومسيحيين يتعلمون فيها حتى الصف الحادي عشر مع طموح باعتماد الثاني عشر "التوجيهي" في الأعوام القادمة.

|198093|ففي مدرسة افتح استقبلت المديرة الإقليمية للمؤسسة مع الراهبات المشرفات على المؤسسة عضو بلدية بيت لحم سابقا رجل الإعمال خضر الجراشي ابو عبد الله الذي يحرص سنويا على التواصل مع هذه المؤسسة جالبا مجموعة كبيرة من هدايا العيد المزركشة لكافة النزلاء من مسيحيين ومسلمين لتعم الفرحة والبهجة لدى الأطفال والراهبات تحت الشجرة التي يتكلف بتزينها سنويا في باحة المؤسسة.

ورغم برودة الجو وزخات المطر الخفيفة إلا أن الدفء كان يعم المكان بفعل الإيمان بالعطاء والشراكة والتواصل الإنساني.

مديرة المدرسة الراهبة رانية خوري تقول إن المؤسسة تأسست عام 1971 وكانت تخدم الأطفال من كل فلسطين والأردن أيضا إلا ان الظروف السياسية منعت ذلك من الاستمرار.

وتضيف ان العشرات من الأطفال يأتون هنا بأوضاع صحية صعبة مع صعوبات في التعلم بداعي الإعاقة السمعية ومشاكل في النطق الا أنهم يتطورون ويحصلون على التعليم والرعاية ويدفعون رسوما رمزية بدل ذلك.

وتعقب على مبادرة أبو عبد الله الجراشي بالقول إن هذا الرجل اعتاد ان يأتي ألينا داعما ومساندا وأنا افخر به كانسان مسلم يتفقد هذه المؤسسة في عيد الميلاد ويأتي بالصحافة والإعلام للتركيز على المدرسة ودورها حيث أغلبية الناس حتى هنا في بيت لحم لا يعرفون شيء عنا ولا عن الأطفال وهذا عمل كبير وعظيم انياتي الناس هنا لنقل احتفالنا هذا.

وقال الجراشي: إنني قصدت من وجود وسائل الإعلام في هذا العام ان يطلعوا على نشاطات هذه المدرسة وعلى العمل الكبير الذي يتم هنا لان الدور المنوط بمدرسة افتح هو دور كبير ومؤثر للأطفال ذوي الحجات الخاصة في فلسطين بشكل عام وللأطفال في منطقة جنوب الضفة الغربية بشكل خاص.

واضاف: انك وتحت هذه الشجرة وفي ظل هذه الابتسامات لا تفرق بين مسلم ومسيحي وان الضحكة والمحبة تصل من والى هؤلاء الأطفال بالرغم من إعاقة السمع لديهم.

وأشار أبو عبد الله إلى أن هذا الاحتفال يزداد جمالا في ظل صمود الأهل في قطاع غزة وصد العدوان الإسرائيلي عليهم وكذلك الانجاز التاريخي الذي حققه الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة وحصوله على إجماع دولي كبير ومناصر للدولة وللقضية الفلسطينية.