الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو نحو المجهول..ومستقبله في يد حلفاء جدد غير مجربين

نشر بتاريخ: 10/03/2013 ( آخر تحديث: 12/03/2013 الساعة: 09:26 )
بيت لحم- معا - لن تكون حكومة نتنياهو القادمة تلك الحكومة التي فاضت شوارع إسرائيل بالمحتجين ضمن الحركة الاجتماعية عام 2011 من اجلها لكنها ستكون حكومة حددت الحركة الاحتجاجية الاجتماعية خطوطها العريضة .

اختار نتنياهو الطريق الصعبة كي يفهم طبيعة التغيرات التاريخية التي أفرزتها الانتخابات العامة وحارب هذه التغيرات بكل الطرق التي يعرفها فتشاجر مع من تشاجر وابعد من استطاع إبعاده وقام بالكثير من الحيل والمناورات السياسية وحاول افتعال الخلافات بين الأحزاب وحاول تفكيك بعضها كما عمل جاهدا لانهاء التحالف القائم بين " لبيد " وبينت " وفي النهاية انحنى أمام حقائق الواقع وبدأ يسايرها ويتماشى معها وبات يحاول حثها ودفعها قدما وسلم بالأمر الواقع ووضع مستقبل إسرائيل في يد الحلفاء الجدد على قاعدة "إذا حققوا نجاحا فانه سيحسب في سجل الحكومة التي يقف على رأسها وإذا كان الفشل حليفهم فيسكون بإمكان نتنياهو مهاجمتهم وتحميلهم مسؤولية الفشل بعد ان منحهم رصيدا سخيا وفقا لتعبير المحلل السياسي لصحيفة " معاريف" اليمينية " شالوم يروشالمي " .

وأضاف المحلل السياسي " في هذه اللحظة هناك فشلا مؤكدا واحدا يطل برأسه من خلف نتنياهو ويتمثل بخسارته الأخيرة لثلث قوته السياسية رغم جميع استطلاعات الرأي والتخمينات التي سبقت العملة الانتخابية لذلك تفكك معسكر اليمين " والمتدين الصهيوني الذي تمتع به نتنياهو تقليديا بعد تعزز التحالف التاريخي بين الليكود والمتدينين الصهاينة والمهجرين الجدد والأحزاب الدينية المتزمتة " حريديم " لكن الانتخابات السابقة جاءت وأعادت تركيب وتشكيل قطعة " البازل" حيث قرر " نفتالي بينت " الذي قاد اصحاب القبعات الدينية الى نجاح تاريخي ورائع وتغير اتجاهه وسار نحو الوسط القومي الوطني وابتعد عن المتدينين "والحريديم " فغير التحالف الذي عقده مع حزب " يش عتيد " وزعيمة " يئير لبيد " التعاون الوثيق بين المتدينين المتزمتين والمستوطنين الذين يمثلهم " بينت " الى علاقة عدائية تعمقت داخل النفوس".

إن أولويات حكومة نتنياهو الثالثة ستكون مغايرة فهذه الحكومة وان لم تكن حكومة تمثل أطياف حركة الاحتجاج الاجتماعي , لكن هذه الحركة بالتحديد هي من سيرفض ويحدد أولويات الحكومة الثالثة وستحدد قواعد لعبتها السياسية والاجتماعية فقد طالب مئات الاف المتظاهرين الذي خرجوا عام 2011 إلى معظم الشوارع والساحات الإسرائيلية الدولة بإحداث الانقلاب الثوري والنظر إلى الداخل وليس نحو الخارج, فنجح المتظاهرون ببناء خطوط عريضة جديدة ومختلفة للسياسة الإسرائيلية كما نجحوا بتوزيع معسكرات اليمين واليسار بشكل مختلف عما كان عليه الوضع سابقا .

فلم تعد الابعاد الأمنية والسياسة الخارجية التي حددت قواعد الائتلاف الحكومي السابق كافية فتقدمت عليها هذه المرة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والمدنية التي جرى إهمالها لسنوات طويلة, وهذه الأبعاد تحديدا دون غيرها من حدد قواعد ائتلاف اليمين – الوسط الأخذ بالتبلور هذه الأيام فلم تعد قضية المشروع النووي الإيراني وقضية الحدود والمفاوضات السياسية والحل الدائم تكفي فحل مكانها موضوع قانون تجنيد المتدينين والعرب " المساواة بالعبء " ومشاكل الإسكان وغلاء الشقق السكنية وارتفاع تكاليف الحياة والإصلاحات المتعلقة بنظام التعليم ولم يعد وضع ومكانة السلطة الفلسطينية بالأمر الهام بل بات وضع الطبقة الوسطى هو الأهم حسب تعبير المحلل السياسي .

"لقد وجد نتنياهو صعوبة كبيرة للتحرر من فكرة الائتلاف المريح جدا الذي رافقه على مدى السنوات الأخيرة لكنه وجد نفسه اليوم يسير نحو المجهول فسلم المفاتيح الاقتصادية والاجتماعية للدولة العبرية لاكبر معارضيه السابقين فقال للبيد وشريكه بينت " خذو المالية والصناعة والتجارة و الإسكان والأديان والداخلية وغيرها من الوزارات وانطلقوا نحو ثورتكم وسأمنحكم التغطية والدعم الأقصى لأنني اعلم بوجود مشاكل وطنية تم إهمالها على مدى السنوات وحان وقت حلها والتعامل معها"

لكن المؤسف أن نتنياهو فهم المعادلة بشكل بطيء ومتأخر لذلك ستخرج حكومته وبسببه شخصيا الى الوجود بكثير من مشاعر المرارة والحسرة ولن تبدو كاحتفال او شيئا من هذا القبيل " أضاف " يروشالمي ".