الثلاثاء: 27/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

لماذا يصر لبيد على تولي حزبه حقيبة التعليم؟

نشر بتاريخ: 13/03/2013 ( آخر تحديث: 14/03/2013 الساعة: 19:15 )
بيت لحم - معا - عودنا الوزراء على حبهم للوزارات السهلة التي لا تقع على تماس مباشر مع مصالح ناخبيهم، وذلك تحسبا من الفشل واندلاع أزمات حادة قد تؤثر على حظوظهم في الانتخابات، لكن لبيد سار بالاتجاه المعاكس، وأصر خلال المفاوضات الائتلافية الجارية على تولي حزبه حقيبة التعليم رغم ما تحمله هذه الوزارة من مشاكل وإشكاليات، تبدأ بأزمة الصفوف المدرسية والنقص في المباني، ولا تنتهي عند قيمة الأقساط المدرسية وأثمان الكتب التعليمية.

واستفز إصرار لبيد على تولي هذه الحقيبة نتنياهو المصر من ناحيته، على عدم التنازل عنها لدرجة توجيه انذار لحزب لبيد يقول "اتفاق ائتلافي خلال ساعات أو التوجه نحو الأحزاب الدينية"، وذلك رغم إدراك نتنياهو صعوبة إن لم نقل استحالة تشكيل ائتلاف حكومي خلال الأيام الثلاثة المتبقية بعيدا عن حزب "يش عتيد".

لماذا يصر لبيد على تولي وزارة التعليم ويهدد بالذهاب إلى انتخابات جديدة في حال لم يحصل عليها؟ الجواب لا يمكن بأسباب شخصية أو حبا بزيادة وزارات حزبه، بل في موقف مبدئي مستند يتعلق بالنضال لتحسين شروط التعليم في إسرائيل الأمر الذي يمنحه لبيد أهمية قصوى واحتل حيزا كبيرا في برنامجه الانتخابي.

ويحاول " لبيد "من خلال هذا الإصرار مخاطبة جمهور ناخبيه والمترددين عبر رسالة تستند إلى التصرفات وليس الأقوال، تؤكد لهم بأن مفاهيم سياسية جديدة قد ولدت بعد الانتخابات تستند إلى المبدئية والعمل الجاد على تحقيق الوعود الانتخابية والتضحية بالمكتسبات الفردية والحزبية التي قد تتحقق جراء الانضمام للائتلاف الحكومي.

لكن السبب الأهم الذي يقف وراء إصرار لبيد يرتبط مباشرة بصراعه ضد المتدينين المتزمتين، ومحاربته لسيطرته القوية وغير المبررة على مفاصل كثيرة من الدولة والمجتمع، فمن خلال توليه لهذا المنصب سيعمل على مساواة المخصصات المالية التي تتلقاها المدارس الدينية اليهودية، بتلك التي تتلقاها المدارس المدنية إضافة إلى محاولته فرض مناهج التعليم المدنية الأساسية أو ما يعرف بإسرائيل بتدريس المواد العلمية الأساسية على المدارس الدينية التي ترفض الامتثال، وتفضل اقتصار مناهجها على التوراة والعلوم الدينية بعيدا عن الرياضيات والانجليزي والآداب والعلوم وغيرها، وهذا بالضبط أحد أهم أسباب إصرار نتنياهو على عدم التنازل عن هذه الحقيبة لإدراكه التام بالمخاطر التي تتضمنها على نسيج المجتمع الإسرائيلي وتماسكه، وما قد تتسبب به من انفجار متسرع للخلافات بين المتدينين والعلمانيين إضافة إلى رغبته بعدم حرق المراكب وقطع الجسور التي تربطه بالأحزاب الدينية وبمعنى أخر رغبته بالاحتفاظ بشعرة معاوية مع هذه الأحزاب لقناعته بان الائتلاف المقبل لن يدوم طويلة وسيجد نفسه قريبا مرة أخرى تحت رحمة الأحزاب الدينية.

قال عضو الكنيست وأحد كبار قادة حزب "يش عتيد ومائير كوهن": "مخصصات التعليم المالية القائمة حاليا تحمل الكثير جدا من التمييز بين القطاعات المختلفة وحزبه يصر على تغيير هذا الواقع، إذ لا يعقل أن يتلقى التعليم الديني كل هذه المبالغ من ميزانية الدولة على حساب تعليم أطفال الجمهور الواسع، لذلك فان حزبي لن يتنازل عن هذه الوزارة حتى لو جلس على مقاعد المعارضة ".