الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال يستخدم الذرائع الامنية لافشال الاجهزة الامنية الفلسطينية في فرض النظام والقانون

نشر بتاريخ: 09/04/2007 ( آخر تحديث: 09/04/2007 الساعة: 11:02 )
الخليل- معا- خرج محمد سلمان ابن العاشرة كعادته من منزله صباح اليوم باتجاه مدرسة الصديق الاساسية في الخليل، ولليوم الثالث على التوالي إفتقد شرطيي المرور اللذين تعود على رؤيتهما يساعدانه وزملائه في عبور الشارع، أثناء الصباح وبعد خروجهما من المدرسة.

توجه محمد الى مركز الشرطة القريب من المدرسة وسأل عن سبب غياب افراد الشرطة, فأجابه شرطي قائلاً " هناك نشاط امني اسرائيلي في المنطقة، ولا يجوز لنا التجول في شوارع المدينة".

ولكن محمد الذي لم يفهم معنى كلمة نشاط امني اعاد السؤال على الشرطي مستفسراً عن ذلك, فما كان من الشرطي الا أن حاول افهام الطفل المقصود بالامر قائلاً "غداً دوام طبيعي للشرطة، إذهب الى مدرستك الان، كي لا تتأخر عنها"، فحمل محمد نفسه وعاد لمدرسته على امل ان ياتي الغد ويعود لرؤية شرطيي المرور اللذين يحميانه ويحميان زملائه في المدرسة أثناء عبورهم للشارع.

يقول محمد "تعودت على رؤيتهم كل يوم، بوجودهم أشعر بألامان أكثر، لكنني خائف الا يعودوا الى هنا مرة ثانية".

وكعادتها منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، أفراد الاجهزة الامنية الفلسطينية من التحرك في الخليل وخصوصاً في المناطق القريبة من خطوط التماس والتي تفصل المدينة الى قسمين؛ قسم يخضع للسيطرة الامنية الفلسطينية, وقسم يخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية، يأتي ذلك بعد اجتياح القوات الاسرائيلية للخليل في العام 2002 وتدميرها لمقار الاجهزة الامنية الفلسطينية.

الاجهزة الامنية الفلسطينية بدأت مطلع شهر شباط من العام الحالي بتنفيذ خطة أمنية لاعادة النظام وفرض سيطرة القانون على الخليل التي تعاني من الفلتان الامني، استطاعت ومنذ بداية الحملة من إزالة كافة التعديات عن الشوارع وتدمير العشرات من المركبات غير القانونية التي كانت تستخدم لزيادة حدة الفلتان الامني.

ويقول مسؤول امني فلسطيني "إن سلطات الاحتلال تعمد بين الفترة والاخرى على كسر خطتنا الامنية من خلال منعنا من أداء مهامنا ووضع الحواجز العسكرية وسط الخليل".

وأضاف المسؤول الامني الى قرار سلطات الاحتلال بمنع الاجهزة الامنية الفلسطينية من ممارسة مهامها منذ الاربعاء الماضي لغاية اليوم بحجة النشاط الامني الذي يتلخص في توفير الحماية للمستوطنين لتأدية طقوسهم الدينية في عيد الفصح.

وأكد المسؤول الامني انه على الرغم من كل الاجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال الا ان الاجهزة الامنية ستواصل عملها في حفظ الامن والنظام والحد من مظاهر الفوضى والفلتان الامني.