الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدلائل ضعيفة: وزارة السياحة تشكك في صحة الاكتشاف الاثري في تل الفرديس وتحذر من خطورة الاستخدام السياسي والايديولوجي له

نشر بتاريخ: 09/05/2007 ( آخر تحديث: 09/05/2007 الساعة: 15:53 )
بيت لحم- معا- شكك مدير عام الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار بصحة الاكتشاف الذي اعلن عنه امس لقبر الملك هيرود الكبير في تل الفرديس إلى الشرق من بيت لحم.

وقال مدير الاثار "أن الدلائل المنشورة ضعيفة للغاية وأن الاكتشاف لم يأت بأي دليل قاطع يبرهن على صحة هذا الادعاء"

واكد بأنه لا يمكن الجزم في حقيقة ذلك بالاستناد إلى بقايا تابوت محطم، وفي ظل غياب أية مصادر كتابية أو دلائل ايجابية للنسبة التاريخية لهذا الاكتشاف الذي يبدو أمرا عاديا تماما في سياق الطبقات الأثرية الرومانية.

واضاف" ان التفسيرات المواكبة والطريقة المثيرة التي أعلن عنه هذا الاكتشاف تشي بدوافع ايدولوجية محضة وتفتقد إلى المصداقية العلمية".

وحذر المصدر من مغبة الاستخدام السياسي والإيديولوجي" لهذا الادعاء، الذي يأتي في سياق هجمة استيطانية شرسة في منطقة بيت لحم، وقد طالت هذه الحملة الاستيطانية الأرض والموارد الأثرية والتراثية فيها". مذكرا بأن المواقع الأثرية في الأراضي المحتلة هي جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي والروحي للشعب الفلسطيني ولا يجوز تجزئتها أو نقلها أو التصرف بها. وأنه أيا كانت النتائج المكتشفة سواء يتعلق بهيرود أو بغيرة فهي جزء لا يتجزأ من التاريخي الحضاري الفلسطيني".

وفي هذا السياق أشار المصدر إلى أن التنقيبات الجارية في تل الفرديس الذي يقع في منطقة ج والتي تعتبر منطقة محتلة هو إجراء مخالف للقانون الدولي خصوصا اتفاقية لاهاي لحماية التراث الثقافي أثناء النزاع المسلح لسنة 1954، وتوصيات مؤتمر نيودلهي حول أصول التنقيبات المتبعة في الأراضي المحتلة لسنة 1956.

كما اعتبر المصدر هذه التنقيبات انتهاكا سافرا للاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972. باعتبار ان تل الفرديس يقع ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي في فلسطين المقدمة لليونسكو ولجنة التراث العالمي.

كما ووصف المصدر هذه التنقيباتفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بغير القانونية وتشكل خرقا للاتفاق الفلسطيني- الإسرائيلي واتفاقيات السلام الموقعة، وانتهاكا متعمدا للحقوق الثقافية الفلسطينية، بما لا يخدم قضية السلام بين الشعبين.

وجدير بالذكر بأن موقع تل الفريديس يعرف من قبل بعض علماء الآثار باسم هيروديون نسبة إلى الملك هيرود الحاكم الروماني لفلسطين الذي أقام حكما ذاتيا تابعا للحكم الروماني المباشر، في الفترة ما بين 27-4 ق.م. والذي انتعش في ظل الحرب الأهلية الرومانية ما بين انطونيوس واكتافيان.

وبالرغم من أن هيرود يشار إليه كملك أحيانا إلا انه في واقع استمد دوره وأهميته كحاكم محلي موال للإمبراطورية الرومانية.

ويقع تل الفريدس على بعد 7 كلم إلى الجنوب الشرق من مدينة بيت لحم، وهو عبارة عن تلة مخروطية الشكل تهيمن على المشهد الثقافي على الضفة الشمالية لوادي خريطون على حدود المنطقة البرية.

وكان الرحالة يشيرون إلى هذا الموقع كحصن فرنجي إلى أن قام الأب كوربو بالتنقيب في الموقع سنة 1966 وكشف عن طبيعة هذا الموقع الذي يتشكل من حصن وقصر وبقايا نظام مائي وبركة ودلائل استيطانية من الفترة الرومانية والبيزنطية.

ومنذ بداية عقد الستينات يقوم باحث الآثار الإسرائيلية أيهود نيتسر بالتنقيب في الموقع، وقد أظهرت التنقيبات في المنطقة السفلية بقايا ما يزيد عن خمسة كنائس من الفترة البيزنطية.