الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. الحمد الله وأبو غربية يسلمان جائزة القدس للثقافة والإبداع

نشر بتاريخ: 03/10/2013 ( آخر تحديث: 03/10/2013 الساعة: 13:44 )
رام الله -معا- وسط حضور رسمي وشعبي منحت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية جائزة القدس للثقافة و الابداع للعام الثاني على التوالي، وذلك ضمن مؤتمر "القدس ثقافة وهوية"، بمقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس.

وأكد رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله ان الحكومة تركز عملها باتجاه مدينة القدس ومؤسساتها، داعيا الى اكبر حشد دولي وإقليمي لفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتبيان الاثار القانونية للانتهاكات الاسرائيلية التى تخرق القانون الدولي .

واوضح الحمد الله في كلمته خلال الاحتفال ان هذه الجائزة والمؤتمر حدث وطني يرتقي الى مستوى مواجهة التحديات والممارسات الإسرائيلية باتجاه مدينة القدس ، مبينا في الوقت ذاته الجهود و البرامج الحكومية للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية في المدينة.

ومن جانبه اكد عثمان ابو غربيه رئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية على اهمية هذه الجائزه باعتبارها تاكيدا على على التمسك والتجذر في قلب القدس النابض بالثقافة والابداع المحلي والوطني والعربي والانساني على مر التاريخ.

واوضح ان الفائزين بالجائزه شكلوا جسرا وملحمة ابداعيه وادبيه وفكريه ترمي بجذورها في اساسات ومعالم القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحيه , ودليلا على بقاء بوصلة الفكر والثقافة والابداع باتجاه الهوية الفلسطينيه عامة والقدس خاصة.|242484|

وفي كلمة افتتاح حفل توزيع الجوائز استعرض الشاعر احمد دحبور رئيس لجنة الجائزة مسيرة الشاعرة والمبدعة الفلسطينية مي الصايغ الحائزة على الجائزة من فلسطين، مؤكدا على انتمائها لمدرسة الواقعية الثورية كأديبة وشاعرة ومبدعة، بصفتها احد الرموز الادبية الفلسطينية التي ارتبط اسمها بالتاريخ الفلسطيني ونضالاته، وتحدث عن أدبها ببعديه الابداعي والانساني حيث كانت فلسطين والقدس بمعناها الوطني والنضالي حاضرة فيه وهو ما شكل دافعاً لمنحها الجائزة.

واستعرضت عضو لجنة الجائزه الدكتورة سونيا نمر دور ميّ الصايغ الابداعي والأدبي قائلة:"لنا ان نفرح اليوم، نفرح بمي الصايغ، نفرح بها الى الجزء الحاضر من حاضرنا لنستطيع الاحتفال بكل ما كان لمي الصايغ من تجربة وترحال بين الاماكن والتحديات والابداعات كل ذلك نفعله لنجعل الحاضر يقر بعمق الماضي ويجعل للمستقبل باب تعدى حدود ممكن الحاضر الى ممكن المتخيل من الكلمة والفعل."

وقدم الدكتور ابراهيم أبو هشهش عضو لجنة الجائزة نبذة عن الحائز على الجائزة من العالم العربي الروائي والاديب المغربي محمد براده الذي لم يتمكن من الحضور بسبب رفض الاحتلال دخوله الى ارض الوطن .

وقال ابو هشهش ان براده مبدعاً مغربياً واصل مشروعاً تحديثياً في مجالات النقد والبحث والرواية والترجمة، تمثلت في ما يزيد عن عشرين كتاباً وكان ثورياً مؤمناً بقيم العدالة والاشتراكية وذو حس وطني عميق كمواطن مغربي منتمٍ لأمته العربية بما يؤكد تلاحم الوطني بالقومي وصولاً الى الانساني لدى الأديب برادة.|242483|

من جانبه اكد الروائي المغربي محمد برادة في كلمة أرسلها للجنة الجائزة القاها عنه الاستاذ الاعلامي محمد الصانوري ــ عريف المؤتمر ــ قائلا :" مـن هـنا، أجـد أن جـائـزة القدس للثـقافة هـي قبل كل شيء، تـأكـيد لـدور الـثقافة الفلسطـيـنية والعـربية فـــــي مـقاومة الاحـتـلال والـتـشـريد والـتعـسـف الـيومـي مـنذ نـكبة 1948، معتبرا أن تخـصيص جـائزة للـثقافة الفلسـطيـنيــة والـعـربية، تـحـمل اسم القـدس، مــدينة الـرموز الـعـريقة في مـضـمار الـتعـددية الـخصـبة، وروحـانـيـة الـسلام،إنــمـا هــو تـأكـيـد على انـفــتــاح الثقافة والإبداع الــعـربـيـيْــن عـلى عـــمــق التـاريخ وعـلى ســؤال الـنـهوض والحداثـة. ورأى أن الـقـدس في ســيـاق رمـزية هذه الجائـزة،تــأخذ دلالــة مـزدوجــة : القـطيعة مـع نـظام احـتلالي يـروم فـصـلها عـن أبــعادها التـاريخية الـمـتـعددة، والاسـتـمـرار داخـل سـيــرورة بـنــاء وتـصـحيح الثـقافة العربية الـهادفــــــة إلى تـصـفية الاسـتـبـداد،وتـحـرير الأرض والإنــسان، وَصَـوْن حـقـوق الـفـرد وحـريـتــه في الـرأي والاعــتــقـاد".

واعلنت لجنة الجائزه انه سيقام حفل خاص لتسليم الروائي محمد براده جائزته في وقت لاحق .

ومن جهة أخرى قدم الفنان سليمان منصور عضو لجنة الجائزة الفنان المقدسي مصطفى الكرد الذي حاز على جائزة الثقافة و الابداع لهذا العام حيث اعتبره أحد اهم الأعلام المؤسسين للموسيقى الفلسطينية تحت الاحتلال وقال استطاع الكرد أن يتميز بأسلوبه الخاص لحنا وعزفا وغناء وأداء كان أساسه الالتزام بقضايا شعره مناصرا للفقراء و المظلومين باعتباره ملامسا الفقر و حياة العمال و الكادحين وعاصرالباحثين و الموسيقين، واعتبره من الفنانين العصاميين الذين نفضوا عنهم غبار النكسة و الهزيمة و بدأو مسيرة الانبعاث و النهضة من جديد فأغنوا ساحاتنا الفلسطينية بروح الصمود و التحدي و الامل.

وفي ختام الحفل قدمت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية دروع تكريمية لكلا من السفير المغربي محمد الحمزاوي و للدكتور محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح و للسفير الدكتور مجدي الخالدي و لهيئة الاذاعة و التلفزيون الفلسطينية استلمها بالنيابه الاستاذ الاعلامي محمد الصانوري، وذلك تكريسا لجهودهم المبذولة في انجاح المؤتمر.|242482|

ومن الجدير ذكره أن جائزة الثقافة و الابداع تأتي هذا العام للمرة الثانية على التوالي حيث تسجل بهؤلاء المبدعين أن تنسجم أعمالهم مع القيم الفنية الوطنية والانسانية والتي تنسجم مع روح القدس ورسالتها بالدفاع عن عروبة المدينة باعتبارها عاصمة دولتنا الفلسطينية.