الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نفى أن تكون هناك خطة لاغتيال عباس.. أبو مرزوق: التصعيد الأمني هدفه إزاحة حماس وإبعادها عن دائرة الفعل السياسي

نشر بتاريخ: 19/05/2007 ( آخر تحديث: 19/05/2007 الساعة: 11:22 )
بيت لحم- معا- نفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق صحة الأنباء التي تحدثت عن أن كتائب القسام كانت لها خطة لاغتيال رئيس السلطة محمود عباس، أثناء زيارته الملغاة لغزة، واعتبر مثل هذه التصريحات اتهامات باطلة لم تفكر فيها "حماس" ولا أجهزتها الأمنية في يوم الأيام.

وقلل موسى أبو مرزوق، من أهمية هذه الاتهامات على خلفية أنها لم تصدر من أشخاص مسؤولين في مكتب الرئاسة، أو مقربين من الرئيس محمود عباس، وقال: "هؤلاء الذين أطلقوا مثل هذه الاتهامات هم يتحدثون بكلام غير مسؤول، وهم بعيدون عن الرئاسة، وهم ليست لهم أي مصداقية لدى الشعب الفلسطيني، ويتحدثون باسم الرئاسة وما هم منها على الإطلاق. بالعكس الرئيس محمود عباس عندما يذهب إلى غزة إنما يذهب إلى وطنه، وحماس مستعدة لبذل كل ما لديها من جهد لحمايته، فحماس تنظيم مسؤول لا يفكر في مثل هذا المسائل على الإطلاق ".

وأكد القيادي في حركة "حماس"، أن وقف إطلاق النار في غزة الذي تم الإعلان عنه لا يزال قائماً، وأن الجهود كلها منصبة الآن لإعادة استتباب الأمن، وقال: "لقد أعلنت حركة "حماس" وقف إطلاق النار من جانب واحد، وكانت استجابة الرئيس محمود عباس سريعة فقد أعلن ذات الموقف، ونحن الآن نسعى لاستتباب الأمن وترتيب الوضع الأمني على نحو تصبح فيه الأجهزة الأمنية، تعمل وفق أجندة وطنية شاملة، بعيدة عن الحزبية، وهذا يتبعه قيادة عمل مصالحة بين العائلات والأفراد، ثم بعد ذلك، نواجه العالم متحدين فيما يفرضه علينا من حصار ".

وكشف أبو مرزوق النقاب، في تصريح أدلى به لوكالة "قدس برس"، عن اتصالات مكثفة ومستمرة بين قادة "حماس" و"فتح" وبين الرئاسة والحكومة لتطويق الوضع الأمني المتدهور، وقال: "نحن على تواصل مستمر سواء على مستوى قيادة الحركتين أو على مستوى العلاقة بين الرئاسة والحكومة، فأول أمس كان هناك اتصال هاتفي مباشر ومطول بين الرئيس محمود عباس والأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وهناك يوميا عشرات المكالمات بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، فليس هناك من خطوط مقطوعة بيننا وبين حركة فتح أو بين الحكومة والرئاسة ".

وحذر الدكتور موسى أبو مرزوق من أن استمرار الحصار الدولي وعدم محاصرة الفلتان الأمني في الداخل قد يؤدي إلى نتائج كارثية تذهب معه الحكومة والسلطة، وقال: "إذا بقيت الدول العربية تنظر إلى السلطة بهذا الشكل، ولا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتنفذ قرارات القمة العربية برفع الحصار، وإذا بقي الوضع الأمني على هذا النحو، بلا شك فإن هذه الحكومة، وهي حكومة الشعب الفلسطيني باعتبارها حكومة وحدة وطنية سوف تسقط، وإذا سقطت هذه الحكومة فليس هناك من مخرج آخر وستكون السلطة نفسها في مهب الريح ".

واعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن ما يجري على الأرض من اقتتال داخلي ليس إلا انعكاساً لأهداف سياسية ترمي إلى إخراج "حماس" من المشهد السياسي الفعلي الفلسطيني، وقال: "المسألة سياسية، وانعكاسها على الأرض يتم بشكل واضح من أطراف لا يلتقون حتماً في الغايات لكن وحدتهم الأهداف، ولذلك فالإضطرابات الأمنية في غزة واستمرار الحصار هدفه إزاحة حماس، والعنوان الصهيوني الآن هو إضعاف حماس لإبعادها ".

وأشار أبو مرزوق إلى أن تحت هذا الهدف يتم رفض الترتيبات الأمنية لصياغة الأمن الفلسطيني بعيداً عن الحزبية، ويستمر هذا الاقتتال الذي لا يرتضيه أحد.

وذكر بأن هذه الأجواء قد تم التهيؤ لها بحصار أمريكي وأوروبي وعدم التزام دولي وحتى عربي بقرارات قمة الرياض والاستمرار في مقاطعة الحكومة، مما زاد في الاحتقان الداخلي وانسداد الأفق السياسي.

وأكد قيادي "حماس" أن الأمريكيين والصهاينة ليس لديهم أي أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، وأن العرب يعتقدون أن 99 في المائة من أوراق اللعبة بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الآن منشغلة بالملف النووي الإيراني وبالأوضاع في العراق وأفغانستان، فلذلك هم لا يبادرون. كما أن أولمرت، والكلام للدكتور موسى، ليس لديه أي رؤية في الإطار الفلسطيني، وهو يرفض كل المبادرات من خارطة الطريق إلى المبادرة العربية. وضمن هذا الوضع العام يتم استهداف حركة حماس سواء الجزء العامل منها في السلطة أو كتائبها ، كما قال.

وجواباً على سؤال عن خطة "حماس" لمواجهة هذا الوضع السياسي المعقد، والأطراف الذين اختلفوا لكن توحدوا في الهدف ضدها، كما ذهب إلى ذلك، قال أبو مرزوق: "حماس ترى أن الابتزاز السياسي سواء بفرض الحصار السياسي والاستمرار فيه أو القصف العسكري أو الإعلامي المنظم، كل ذلك لن يخضعها للشروط الصهيونية، بل سيزيدها إصراراً على التمسك بالأهداف الفلسطينية وعدم التنازل عنها، والصمود حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني ".

واستهجن أبو مرزوق في هذا السياق المعلومات التي تحدثت عن أن تمرداً عسكرياً يجري داخل حركة "حماس"، من حيث عدم قدرة إسماعيل هنية على السيطرة على الأجهزة العسكرية لحماس، وقال: "هذا تحريف سياسي، فحركة حماس واحدة وموحدة، والذي أعلن وقف إطلاق النار هو الدكتور خليل الحية، وهو أحد أعضاء الهيئة البرلمانية للحركة ويمثلها في بعض المواقع، أما إسماعيل هنية فهو رئيس للوزراء ولحكومة الوحدة الوطنية وينفذ برنامجها، فليس هنالك من تناقض بين الجناح السياسي والعسكري، هناك جناح عسكري يتساوق مع سياسات الحركة، وكل ما يشاع عن انقسامات ليس إلا تخرسات لا علاقة لها بواقع "حماس" على الإطلاق "، حسب تأكيده.

وانتقد أبو مرزوق بشدة، الجهات التي حملت "حماس"، مسؤولية توتير الوضع الأمني في غزة، وقال: "هذا كلام ليس له نصيب من التفكير السليم، فقد كنا في المعارضة لسنوات طويلة، ولم نشهر السلاح في وجه إخواننا على الرغم مما تعرضنا له من مضايقات واعتقالات، فهذه البدعة، بدعة رفع السلاح، بدعة لم نعرفها إلا عندما صوت الشعب الفلسطيني لحماس ". ولفت الانتباه إلى أن "لحماس تنظيم ملتزم متماسك يسمع لقيادته"، لكنه أشار إلى أن ذلك يقابله تيارات متصارعة داخل حركة فتح، حيث إذا تم الاتفاق مع أحدهم رفض الآخر الالتزام بالاتفاق.

وشن أبو مرزوق هجوما لاذعا على جهات وأطراف عربية ودولية، عمدت إلى الوقيعة بين الفصائل الفلسطينية، وقال: "الذي حدث وحذرنا منه منذ عدة أشهر أن الأمريكيين يراهنون على فريق في السلطة الفلسطينية ويمدونه بالسلاح والتدريب، وقد ذهب المئات للتدريب في بعض الدول العربية، وتم ضخ مئات الملايين لهذه الأجهزة، وقبل هذه الأحداث الأخيرة بيوم واحد، تم فتح المعبر لدخول 700 فرد من المتدربين، وبالتالي فإن النفخ في هذا الاتجاه حيال حماس هو الذي يفجر الوضع ".

واعتبر القيادي في "حماس" أن هذه التحركات، كلها تندرج ضمن إطار واحد الهدف منه إزاحة حماس من دائر الفعل السياسي، وقال: "الهدف من كل ذلك هدف سياسي واضح المعالم وهو إخراج الحركة من دائرة الفعل السياسي، وهذا مستحيل، لأن حماس متجذرة في الشعب الفلسطيني، ولا يمكن تغيير الواقع السياسي بالقوة ".