الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة ماجستير في جامعة ويستمنستر البريطانية تظهر ان الخطاب الديني كان من اكثر تكتيكات حماس استخداما في وسائل الاتصال

نشر بتاريخ: 13/08/2007 ( آخر تحديث: 13/08/2007 الساعة: 19:27 )
بيت لحم -معا- اظهرت دراسة قام بها الطالب معين كوع في جامعة ويستمنستر - لندن لنيل درجة الماجستير بعنوان" رسالة حماس الاتصالية: الاستراتيجية، التكتيكات،القنوات، والفاعلية،" ان الخطابات الدينية كانت من اكثر تكتيكات حماس في علاقاتها العامة .

ورصد الطالب في رسالته اخبار حماس في وسائل الاعلام المحلية والاجنبية وخطابات الحركة وتصريحات قادتها ونشاطاتها مشيرا الى استخدام لحركة جميع قنوات الاتصال المتاحة لتحقيق اهدافها .

خلفية البحث:

هذا البحث يتكون من أكثر 130 صفحة، صمم من أجل الحصول على درجة الماجستير في الاتصال العام والعلاقات العامة من جامعة وستمنستر في لندن.

هدف الرسالة هو استكشاف قنوات الاتصال الرئيسية لحركة حماس و تكتيكات العلاقات العامة والاتصال التي تسخدمها الحركة وفاعليتها. وكذلك تهدف الى معرفة اذا ما كانت العلاقات العامة لحماس السبب الرئيس في فوزهم بالانتخابات التشريعية عام 2006، واذا ما كانت حماس تستخدم شركات علاقات عامة من الخارج لمساعدتها في تحقيق اهدافها، واذا ما العلاقات العامة للحركة غيرت تركيزها من الداخل للخارج، ومن الاهتمامات المحلية الى الاهتمام بالرأي العام العالمي بعد فوزها بالانتخابات، واذا ما كان لدى حماس استراتيجية واعية تستحدمها لتحقيق اهدافها أم لا.

الدراسة اعتمدت على المنهجيات النوعية، مستخدمة اسلوب التقرير الذاتي بشكل علمي بحت دون ان يتدخل الباحث بتحديد النتائج، او يستخدم رأيه الشخصي في تحليل المعلومات والمعطيات. المصدر الرئيس للمعلومات كان من خلال مقابلات شخصية وجها لوجه، و نقاشات هاتفية، ومقابلات معمقة عبر الانترنت مع عدد كبير من قيادات حركة حماس والمتحدثين بأسمها، ناطقين اعلاميين بأسم بعض الفصائل الفلسطينية، شخصيات اعلامية، رؤساء تحرير، صحفيين، باحثين، كتاب، محللين سياسيين، ومختصين مهرة في علم الاتصال والعلاقات العامة، والاتصال الدولي من داخل فلسطين واوروبا. بعض المعلومات جمعت من الارشيفات، الصحف، الكتب، وتقارير منشورة.

من أجل مساعدة الباحث في تحليل المعلومات والمعطيات، تابع بشكل متواصل ولفترات طويلة أخبار حماس في وسائل الاعلام المحلية والاجنبية، وخطابات الحركة، وتصريحات قياداتها، ونشاطاتها. وكذلك عمل الباحث على تحليل مواقع الحركة الالكترونية، وبعض الوثائق كالميثاق التأسيسي لحركة حماس، من أجل مقارنتها مع الاحداث الجارية على ارض الواقع، لاكتشاف اذا ما تخلت حركة حماس او تراجعت عن بعض البنود الواردة في ميثاقها من اجل خدمة مصالحها الحالية وعلاقاتها العامة ام لا.

النتائج:

في هذه الأطروحة حاول الباحث ايجاد اجوبة لأربع فرضيات وضعها، الا انه وجد العديد من النتائج خلال عملية البحث، وهذه النتائج يمكن تلخيصها بما يلي:

1.استخدمت حركة حماس جميع قنوات الاتصال المتاحة لتحقيق اهدافها، وهذه القنوات تتضمن جميع وسائل الاعلام القديمة والحديثة وتقنياتها.

2.أكثر قناة اتصال تأثيرا استخدمتها حماس محلياً هي المساجد، وأكثرها تأثيرا على المستوى العربي والاسلامي والعالمي هي محطات التلفزة الفضائية.

3.قناة الجزيرة الفضائية وموقعها الالكتروني، أدت وظيفة علاقات عامة جيدة لحركة حماس، من خلال اعطاء المتحدثين بأسمها مساحة حرة في نشراتها الاخبارية للتحدث حول القضايا الفلسطينية ومستجدات الاحداث، وكذلك ساعدت حركة حماس على خلق صورة جيدة للحركة عالميا، وبخاصة على المستوى العربي.

4.الدين، و الخطابات الدينية، أكثر تكتيكات حماس في علاقاتها العامة واتصالها نجاحاً وتأثيراً على المستوى المحلي والاسلامي، ولكن هذه التقنية ليست فعالة على المستوى العالمي والغربي.

5.لدى حركة حماس خطة اعلامية منظمة، واستراتيجية علاقات عامة واعية تهدف الى خدمة الهدف الاساسي للحركة.

6.العلاقات العامة لحركة حماس، لم تكن السبب الرئيس في فوزها في الانتخابات التشريعية، بل هناك عدة اسباب أخرى، كما ان التصويت للحركة كان ردة فعل على اداء الحكومة السابقة ، أكثر منه تصويتاً للحركة. لكن على أي حال، ان العلاقات العامة للحركة وتكتيكات الاتصال التي استخدمتها لعبت دوراً جيداً وأساسياً في فوزها في الانتحابات.

7.حركة حماس لا تستخدم شركات علاقات عامة أو مختصين اعلاميين من خارج الحركة لتحقيق اهدافها، لكنها تستخدم شركاتها المختصة، مستفيدة في الوقت نفسه من بعض المستشارين والمختصين الاعلاميين، وبعض المؤسسات الاعلامية، الصديقة لها، او التي تشاركها الرؤيا الاسلامية نفسها. وكذلك تسعى حركة حماس دائما الى تطوير قدرات كوادرها الاعلامية بامدادهم بالدورات المختصة، والمعدات الحديثة، وبعض التقنيات العالية.

8.حماس تعتمد على جهود بعض المجموعات، والافراد، وبعض الشركات الاعلامية الصديقة، في علاقاتها العامة الخارجية، أكثر من اعتمادها على دول بعينها. هذا لا يعني بأنها لا تستفيد من جهود بعض الدول كاليمن، وقطر، وروسيا، وسوريا في علاقاتها العامة.

9.من الواضح ان حركة حماس لا تعاني من اي مشاكل مادية على الاطلاق في تمويل حملاتها الاعلامية.

10.ان تركيز العلاقات العامة والاتصال لحركة حماس تغير بعض الشيئ بعد فوزها في الانتحابات 2006، من داخل الحركة لخارجها، ومن الاهتمامات المحلية الى الاهتمام بعلاقاتها العامة الدولية، كنتيجة طبيعية للحصار المفروض عليها في محاولة لكسره والتخلص من القيود المفروضة عليها. من الواضح في الوقت نفسه ان حركة حماس تهتم بأفرادها أكثر من اهتمامها بن هم خارج الحركة، والدليل على ذلك ان معظم التوظيفات التي تمت في عهد حكومتها كانت بالنسبة الاكبر لأعضائها ومناصريها.

11.حماس غيرت من خطابها الاعلامي في بعض المراحل، بما يتعارض مع ميثاقها التأسيسي، من اجل خدمة علاقاتها العامة، وبالأخص في مرحلة ما بعد الانتخابات.

12.ان التقييم النهائي لعلاقات حماس العامة و اتصالها يشير الا ان العلاقات العامة للحركة يمكن وصفها بالناجحة، والهادفة، والفعالة، والمؤثرة، داخليا أكثر منها خارجياً، الا انها بحاجة الى بعض التطوير والتحسينات في الوقت نفسه.

من خلال دراسة اعلام حركة حماس، ومتابعة أخبارها، أوضحت الدراسة أن الحركة تحتاج الى مايلي لتحسين علاقاتها العامة بشكل اكثر فاعلية:

1.حديثا، استخدم اعلام حماس بعض مصطلحات يشمئز لها المستمع والقارئ والمشاهد مثل "الفئات الطاغية والباغية،..الخ"، لذلك على اعلام حماس ان يكون أكثر مهنية وموضوعية، ويبتعد عن استخدام المصطلحات غير المناسبة، او الهجومية.

2.على حماس استخدام خطة اعلامية تقوم على اسس علمية، يمكن تنفيدها بشكل علمي ومعايير واضحة.

3.على حماس أن تقلل من عدد الناطقين بأسمها لتفادي التعارض بالتصريحات، وعليها أن لا تقوم بتغييرهم بشكل متواصل لأن ذلك يربك الجمهور. في الوقت نفسه يجب على الحركة أن تعين ناطقينن اعلاميين بأسمها يتحدثون لغات اجنبية بشكل فصيح، احذة بعين الاعتبار طبيعة الجمهور الغربي وتوجهاته.

4.على حماس أن توحد خطابها الاعلامي ورسالتها، وأن لا تكون فقط لمناصريها، وأن لا يكون الخطاب موجهاً فقط لداخل الحركة أو للجمهور الفلسطيني. كما عليها تعديل خطابها بحيث لا يكون خطاباً حزبياً كونها بعد وصولها للسلطة لم تعد حركة. كما عليهم استخدام لغة مناسبة لمخاطبة الجماهير، والابتعاد عن مصطلحات التشهير، والتشكيك بمنجزات الغير، كون الحركة استخدمت في الأونة الاخرة بعض الشخصيات الفلسطينية ككبش فداء لتحقيق اهدافها وتمرير خططها الممنهجة والمعد لها سلفاً.

5.يجب على حماس تعديل خطابها السياسي ليصبح أكثر واقعية، ومناسبا داخليا وخارجيا.

6.على حماس ان تكف عن وصف واتهام المنتسبين للحركات الفلسطنية الاخرى بأنهم غير مسلمين، او غير مؤمنين بالله.

7.على حماس ان تكف عن التهديد بالعنف، وكذلك عن توعد بعض القيادات الفلسطينية "بالحساب العسير" على حد تعبير بعض قياداتها.

8.على حماس ان تتخلص من ردود الفعل السريعة، والتي لا تحمد عقباها، "كما حدث حديثاً جداً في حادثة الشاب مؤيد بني عودة".

9.على حماس أن تسعى بأن يكون لها رسالة يومية تصل الى جميع السفارات، والمؤسسات الاعلامية المحلية والعالمية، لشرح القضية الفلسطينية وسياسة حماس ومشروعيتها لتجنيد رأي عام عالمي يكون إلى جانبها، رغم المقاطعة المفروضة عليها، وأن تكون هذه الرسالة بعدة لغات وواضحة الهدف، أخذة بعين الاعتبار طبيعة المستهدفين وطريقة حياتهم، لمخاطبتهم باللغة والشكل المناسب تبعا لطريقة التفكير والاتجاهات.

10.على حماس ان تؤكد للعالم بأنها تختلف عن طالبان، وأنها لا تسعى الى تأسيس امارة اسلامية، وبـأنها تؤمن بالحياة الديمقراطية وحرية الاختيار، ولهذا عليها أن تتراجع عن حسمها العسكري في غزة، وتتوقف عن عمليات الاعتقال الحزبي الواضحة، وعن ما تسميه "تصفية حسابات" رغم نفي المتحدثون بأسمها ان تكون هذه الاعتقالات حزبية.

11.على حماس أن توقف اتصالاتها العلنية بايران، والاجتماع بقيادتها، كونها غير محبوبة من المسلمين السنة من جهة، ومن العالم الغربي من جهة اخرى.
من الجدير ذكره بان هذه الدراسة يمكن ان تستفيد منها حركة حماس في تحسين علاقاتها العامة واتصالها الجماهيري من جهة، وكذلك يمكن لمنافسيها الاستفادة منها من جهة أخرى، من خلال الاطلاع على تجربة حماس في هذا المجال، وتفادي اخظاءها. علماً بأن هذه الدراسة تمت بطريقة علمية بحته، دون تحيز من الباحث والتأثير على نتائجها.

ملاحظات للمحرر:

بما يتعلق بأسباب فوز حماس بالانتخابات التشريعية، وجد الباحث ان هذه الأسباب تكمن فيمايلي:

السبب الرئيس في فوز حماس في الانتخابات هو موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والفساد الذي اعترى حركة فتح المنافس الرئيس لحركة حماس. حركة فتح كانت ضعيفة في فترة ما قبل الانتخابات سواءاً كان برسالتها او ادائها، أما حركة حماس كانت موفقة بسد ثغرة بعد وفاة عرفات، فكانت البديل الوحيد لحركة فتح، بخاصة أن معظم الفصائل الفلسطينية الأخرى تمثل نسباً صغيرة في المجتمع الفلسطيني.

ان عدم قدرة فتح على تقديم شيء جديد للفلسطينيين، وانهيار عملية السلام، وعدم وجود أفق سياسي واضح، كان لها الاثر الكبير في نتائج الانتخابات.

الفلسطينيون ارادو ان يجربوا شيئاَ جديداً، وحماس كانت موفقة باختيارشعار "التغيير والاصلاح" واعدة بحكومة نظيفة، ومؤثرة.كما أن حماس نجحت بتطبيق مشروعها "من بيت لبيت" في عملها الانساني، والثقافي، والاجتماعي، والتعليمي، والتطوعي، فوصلت الى مختلف شرائح المجتمع.

كما أن رسالة حماس قامت على الدين بشكل أساسي، وبما ان المجتمع الفلسطيني بأغلببته يعتبر مجتمعا مسلما ومحافظا، فأن رسالة حماس لاقت صداها في الانتخابات التشريعية.