الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عطا الله حنا: كفى لعقوبة الاعدام

نشر بتاريخ: 04/01/2016 ( آخر تحديث: 04/01/2016 الساعة: 13:34 )
عطا الله حنا: كفى لعقوبة الاعدام
القدس- معا- أعرب رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا، عن معارضته الشديدة لعقوبة الاعدام بغض النظر عن الخلفية السياسية او الدينية او غيرها من الخلفيات، فلا يوجد ما يبرر هذه العقوبة التي تتنافى والقيم الروحية والانسانية والحضارية.

وتابع: اننا نرفض الاعدامات التي تمت مؤخرا في السعودية، لأنها ستساهم في اذكاء الفتن والتطرف ولن تساعد في الحوار الذي نتمناه ونطالب به بهدف توحيد الصفوف ونبذ الفتن والتطرف والتشرذم والتخلف في وطننا العربي، وفي الوقت الذي فيه نرفض عقوبة الاعدام في السعودية فإننا نرفضها ايضا في اي مكان اخر في هذا العالم، فالعنف لن يؤدي الا الى العنف والقتل لن يؤدي الا الى القتل واذكاء الفتن، ناهيك عن الروح الانتقامية وتكريس ثقافة الخطاب الطائفي المقيت الذي يفكك ويشرذم الامة العربية ولا يستفيد من هذا الا اعدائنا.

واضاف، "ان الله هو الذي خلق الانسان واعطاه نسمة الحياة وهو صاحب الحق في اخذها متى شاء ولا يحق لأي انسان مهما علا شأنه في هذا الكون أن يقرر ايقاف حياة انسان واعدامه، فعقوبة الاعدام هي تعدي على الارادة الالهية لأن الله هو خالقنا وهو الذي يأخذنا من هذه الحياة متى شاء هو" .

واشار الى أن من رحم ثقافة الاعدام خرجت داعش وخرجت الكثير من مظاهر التطرف في مجتمعاتنا العربية، وانني اعتقد جازما بأن آفة التطرف والكراهية والعنف لا يمكن مواجهتها بالاعدام بل بالخطاب الانساني الحضاري وتهذيب ابنائنا في مدارسهم على نبذ الكراهية واصلاح الخطاب الديني، بعيدا عن التحريض والدعوة الى القتل وثقافة الموت، الله لم يخلقنا لكي نحمل في قلوبنا ثقافة الموت بل ثقافة الحياة ومحبة الانسان والتفاني في خدمته والتضحية في سبيله.

ان الاعدامات لن تؤدي الا الى مزيد من العنف والكراهية والتعصب، ولذلك فإنني اتمنى من حكام منطقتنا ان يتحلوا بالجرأة والحكمة والبصيرة ، ويأخذوا قرارا حاسما لوقف هذه العقوبة في بلداننا لأنها بوابة لكل مظاهر التطرف والعنف والكراهية، من يظن ان الاعدام سيؤدي الى اصلاح في مجتمعنا فهو واهم فسبب الدمار الذي حل بنا والخراب الذي دخل الى مجتمعاتنا سببه هذه الثقافة الدموية ثقافة الانتقام والاعدام والموت .

في فلسطين يُعدم شبابنا ميدانيا ويستهدف شعبنا الفلسطيني ومقدساته ، والامة العربية تعيش في حالة يرثى لها بسبب ما ألم بمجتمعاتنا من مظاهر سلبية أدت الى كل ما وصلنا اليه، صحيح ان هنالك مؤامرة على امتنا العربية وصحيح ان بعض المجموعات المتطرفة هي مشاريع استعمارية ، ولكن ويا للأسف وجدت بيئة حاضنة في بعض الاماكن بسبب الفقر والجهل والتخلف .

لن تنهض امتنا مما هي فيه الا من خلال الاصلاح الذي يجب ان يطال كافة مناحي ومرافق الحياة، اصلاح ثقافي وفكري وحضاري وانساني واقتصادي واجتماعي وديني، وعلى رجال الدين ان يلعبوا دورا رياديا في تكريس الخطاب السلمي الرافض للعنف والكراهية، فلنعمل معا وسويا من اجل مشرقنا العربي لكي يكون وجهه اكثر تحضرا وانسانية واحتراما لحقوق الانسان.

واختتم، نتمنى ان نصل في مشرقنا العربي الى وضع يتم فيه الغاء عقوبة الاعدام ونتمنى من رجال الدين والمفكرين والمثقفين والحكماء الحريصين على مصلحة الامة ومستقبلها بأن يأخذوا موقفا واضحا من هذا الموضوع.