الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عين على الخليل : بلدية الخليل تنشر خريطة سياحية للمدينه هي الاولى من نوعها

نشر بتاريخ: 04/11/2007 ( آخر تحديث: 04/11/2007 الساعة: 19:49 )
الخليل - معا - أصدرقسم نظم المعلومات الجغرافية ( GIS ) في بلدية الخليل مؤخراً ، خريطة سياحية للمدينة الخليل ، هي الاولى من ونوعها ، ويأتي ذلك تماشياً مع الخطة الاستراتيجية التنموية التي وضعها خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل والطواقم العاملة معه في البلدية .

وقال العسيلي " إصدار هذه الخريطة الاولى ، هي ضمن أولوياتنا بتطوير وتنشيط السياحة لمدينة أبي الانبياء ، هذه المدينة التي تزخر بالموروث التاريخي ، والتي يعود تاريخها الى أكثر من 3500 سنة قبل الميلاد ، ناهيك عن الاهمية الدينية الاسلامية حيث كان فيما مضى يقوم الحجيج بزيارة المسجد الابراهيمي للتبرك منه بعد أدائهم فريضة الحج ، يضاف اليها وجود بلوطة سيدنا ابراهيم عليه السلام ، والتي تعتبر مقصد الحجيج المسيحي للأراضي المقدسة ، والذين يأتون للتبرك منها ، ويوجد بها الكثير من الاماكن التاريخية الاخرى . " .

وأضاف العسيلي " نحن نسعى دائما لإعادة الحياة الطبيعية للبلدة القديمة ، ولدينا مشروع نعكف على دراسته حالياً ، يقضي بنقل كافة الصناعات التقليدية التاريخية ، من صناعة الفخار والخزف والزجاج والتطريز وغيرها من الصناعات التقليدية التي تشتهر بها الخليل ، لقلب البلدة القديمة ، وجعل الخليل القديمة مركزاً للتراث الفلسطيني ، وبالتالي نجعلها مقصد السياح والحجيج ." .

نقطة جذب سياحي

ويرى العسيلي بان الاراضي الفلسطينية تعتبر نقطة جذب سياحي عالمي ، وعلى الاقتصاديين التفكير في استثمار ذلك ، من خلال بناء الفنادق والمتنزهات والمناطق الترفيهية والقرى السياحية ، وتطوير صناعة الخدمات السياحية بما يتناسب مع طبيعة الارض المقدسة للديانات السماوية الثلاث ، مضيفاً ، بأنه لم تبذل سابقاً جهود كبيرة في هذا المجال ، موضحاً ، أن الفرص الحالية كبيرة للأستثمار في صناعة السياحة ، وتنشيطها داخلياً وخارجياً ، بعد الهدوء النسسبي الذي تشهده الاراضي الفلسطينية .

وقال العسيلي " نحن كفلسطينيين يجب علينا وضع خطة استراتيجية عامة ، لصناعة السياحة وتسويقها عالمياً ومحلياً ، لانه سيكون رافداً أساسياً للدخل القومي ، ويساهم في علاج مشكلة البطالة ، من خلال وجود مئات الشواغر ، وبذلك نخرج من الازمة الاقتصادية التي نعيشها ، وبداية الانتعاش الذي سيولد لدينا الكثير من المشاريع الاخرى . "

" نشأت مدينة الخليل في موقع له خصائص مميزة ساهمت في خلق المدينة وتطورها ونموها وتقع الخليل في جنوب غرب الضفة الغربية عند التقاء دائرتي عرض 31,29ْ و 31,23ْ شمالاً وخطي عرض 35,4- 25,70ْ وهذا الموقع جعل الخليل في موقع متوسط نسبياً بالنسبة لفلسطين إلا أنها أقرب إلى الشمال الشرقي منه من الجنوب الغربي وقد أنشئت المدينة على سفحي جبل الرميدة وجبل الرأس.

وقد أطلق الكنعانيون على هذه المدينة اسم أربع نسبة إلى ملكها العربي الكنعاني أربع المنتمي إلى قبيلة العناقيين ثم عرفت باسم حبرون أو حبري ، ولما اتصلت المدينة ببيت إبراهيم على سفح جبل الرأس المقابل له سميت المدينة الجديدة بالخليل نسبة إلى خليل الرحمن النبي إبراهيم عليه السلام، وعندما احتلها الصليبيون عام 1099م أطلقوا عليها اسم إبراهام ثم عادت إلى اسمها الخليل بعد جلاء الصليبين عنها.

تشير الآثار إلى أن تاريخ مدينة الخليل يعود إلى أكثر من 3500 سنة ق.م. حيث كانت تدعي قرية أربع بمعني أربعة نسبة إلى منشئها الملك أربع العربي الكنعاني المنتمي إلى قبيلة العناقيين، وقد حكمت المدينة من قبل الكعنانيين في الفترة ما بين 3500-1200 ق.م. وقد وفد إليها النبي إبراهيم عليه السلام في القرن التاسع عشر ق. م وقد دفن فيها هو و زوجته سارة وولده إسحاق وزوجته رفقة، ويعقوب وولده يوسف بعد أن نقلت جثتيهما من مصر.

من معالم المدينة العمرانية

المسجد الإبراهيمي:

من أهم المنشآت المعمارية التي ارتبطت باسم مدينة الخليل، يقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة الحديثة، ويحيط بالمسجد سور ضخم يعرف بالحير، بني بحجارة ضخمة بلغ طول بعضها ما يزيد على السبعة أمتار بارتفاع يقارب المتر، ويصل ارتفاع البناء على بعض المواضع إلى ما يزيد على الخمسة عشر متراً، ويرجح أن السور من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأدومي في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م - 4 م) .

شيد السور فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها ابراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحر الحشي، والتي هي مرقد الأنبياء إبراهيم ويعقوب و أزواجهم عليهم السلام.

تعرض المسجد ولا يزال يتعرض لاعتداءات الإسرائيليين بهدف تحويله إلى معبد يهودي ومن أفظع ما تعرض له المجزرة التي ارتكبت في الخامس عشر من رمضان25/2/1994م من قبل جولد شتاين -أحد مستوطني كريات أربع- بينما كان المصلون ساجدين في صلاة الفجر، وقد ذهب ضحية هذه المجزرة 29 مصلياً، فضلاً عن جرح العشرات، وعلى أثر المذبحة قسم المسجد بين المسلمين واليهود كسابقة في تاريخ المساجد الإسلامية.

رامة الخليل أو حرمة رامة الخليل:

كانت تقوم على هذه البقعة قديماً بلدة تربينتس، وهي تقع بالقرب من مدخل مدينة الخليل في الناحية الشمالية الشرقية منها، ويقال : أن إبراهيم عليه السلام أقام في هذه البقعة أكثر من مرة، وفيها بشرت الملائكة سارة بمولودها اسحق، وقد كانت هذه المنطقة مركزاً تجارياً مهما في عهد الرومان ، جذب إليه الكثيرين من سوريا وفلسطين ومصر، خاصة في عهد الإمبراطور هدريان ( 117 -138 م ) وفي عام 325 م بنى قسطنطين الكبير فيها كنيسة لا تزال آثارها ماثلة إلى اليوم.

حجارة البناء مماثلة لحجارة المسجد الإبراهيمي، ولم يتبق منها سوى ثلاثة مداميك في بعض المواضع، ويوجد في الزاوية الجنوبية الغربية للموقع بئر مسقوفة، بنيت بالحجارة إلا أن السقف محطم في بعض المواضع، وبالقرب من هذا البئر توجد أحواض حجرية صغيرة كانت تستعمل لسقي المواشي والحيوانات.

كنيسة المسكوبية:

تقع في حديقة مضيفة الروم الأرثوذكس في ظاهر المدينة الغربي، وقد بنيت في مطلع هذا القرن، وهي الموقع الوحيد الخاص بالمسيحيين في المدينة، مساحتها 600 متر مربع تقريباً مبنية بالحجر اتخذت في مخططها شكل الصليب.

البلوطة:

تقع بالقرب من الكنيسة وهي اليوم شبه ميتة، ذكر بعض المؤرخين أن الملائكة ظهرت لإبراهيم عليه السلام في هذه البقعة حين بشرته بإسحاق ، إلا أن الأغلبية تؤكد أن ذلك حدث في رامة الخليل، أو منقطة غرة.
الأرض المقامة عليها المضيفة والكنيسة مستأجرة من تميم مجاهد من قبل أقلية من الروس تبلغ مساحتها حوالي سبعين دونماً.

مشهد الأربعين:

يقع في أعلى جبل الرميدة المقابل للمسجد الإبراهيمي من الناحية الجنوبية الغربية، ويعرف أيضا بمقام أو دار الأربعين، والمشهد يضم مسجداً قديماً كانت دائرة الأوقاف الإسلامية توليه الرعاية والاهتمام، وذلك قبل مذبحة 15 رمضان عام 1994 ، حيث منعت السلطات الإسرائيلية موظفي الدائرة الوصول إليه، هناك بعض الآثار التي تشير إلى أن هذا الموقع حامية عسكرية في عصور مختلفة، وقد تعرض هذا الموقع لانتهاكات المستوطنين اليهود وعلى فترات مختلفة.

متحف الخليل:

يقع في حار الدارية قرب خان الخليل، وهو من العقارات الوقفية والأثرية المهمة في المدينة، رمم من قبل لجنة الأعمار التي انتهت من أعمال الترميم مع مطلع عام 1998م ، وبناء على قرار السيد الرئيس ياسر عرفات تم تحويله إلى متحف نظراً لخطورة موقعه القريب من المستوطنين، وقد كان في الأصل حماماً تركياً عرف باسم حمام إبراهيم الخليل، وما زالت هيئة الحمام فيه إلى الآن، مما برر تحويله إلى متحف. "

المصدر : مركز المعلومات الوطني الفلسطيني .