الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"جراحة الأوعية الدموية" بمستشفى غزة الاوروبي.. تطوير وانجازات

نشر بتاريخ: 26/04/2016 ( آخر تحديث: 26/04/2016 الساعة: 12:02 )
"جراحة الأوعية الدموية" بمستشفى غزة الاوروبي.. تطوير وانجازات
غزة - معا - رغم مرور عقد على الحصار المفروض على قطاع غزة، استطاعت وزارة الصحة أن تطور بعض الخدمات الطبية التخصصية، من خلال افتتاح وتطوير عدة أقسام تخصصية كالقسطرة القلبية والقلب المفتوح ومركز جراحة الأعصاب النوعي، وإنشاء عدد من المستشفيات التخصصية في مختلف محافظات القطاع، وابتعاث العشرات من الكوادر الطبية عدا عن استقبال الوفود الطبية لصقل الخبرات، وتطوير بعض الخدمات الصحية بإضافة أجهزة طبية كجهاز تفتيت الحصى والرنين المغناطيسي والقسطرة القلبية وأجهزة التصوير الرقمية وغيرها والتي ساهمت بشكل كبير في التقليص من حجم التحويلات للخارج والتخفيف على المواطن من الأعباء المادية وعبء التنقل على المعابر.

وافادت الصحة في غزة انه كان لزاما علينا أن نسجل إعجابنا بالنقلة النوعية في خدمات الجراحة في مستشفياتنا الحكومية والتي تشهد ثورة طبية كبيرة وحقيقية في كافة التخصصات الجراحية ومنها أقسام جراحات الأوعية الدموية، حيث تتركز في أكبر مستشفيات القطاع فى مجمع الشفاء الطبي بغزة ومستشفى غزة الأوروبي في محافظة خانيونس.

واعدت وحدة العلاقات العامة والإعلام في صحة غزة تقريرا حول اوضاع المستشفيات والنقلة النوعية التي حققتها.

قسم جراحة الأوعية الدموية في مستشفى غزة الاوروبي وهو القسم الأول على مستوى فلسطين في جراحة الشرايين السباتية وتفرعات الشريان الابهر إضافة إلى اجراء عمليات كبرى ونوعية في هذا المجال، وحسب التقرير السنوي لعام 2015 فقد أجرى القسم (650 )عملية جراحية منها (250 )عملية كبرى و( 40) عملية جراحية نوعية على الشريان الابهر وتفرعاته، منها ثلاث عمليات على مستوى الشرق الأوسط بشهادة وزارة الصحة وشهادات من استشاريين ورؤساء أقسام من معظم المراكز في فلسطين.

وفي هذا السياق، أكد د.محمد كلوب رئيس قسم الأوعية الدموية في مستشفى غزة الاوروبي أن نسبة الوفيات بجراحة الأوعية الدموية لا تزيد عن 1% و هي الأقل على مستوى العالم برغم شح الإمكانيات وقلة المستهلكات الطبية وقلة عدد الطواقم الطبية المتخصصة في القسم، لافتا إلى أنه تم عرض هذه النتائج في مؤتمرات دولية ومحلية.

وأوضح أن القسم لم يحول أي حالة للعلاج بالخارج فى مجال جراحة الشرايين السباتية وتفرعات الشريان الابهر حيث تمكن الطاقم الطبي من إجراء جميع هذه العمليات بتقنية عالية ومهارة نوعية تفوق دول الجوار.

وأشار إلى إحدى العمليات النوعية التي تم إجراؤها منها لمريضة عشرينية، كانت تعاني من جلطات دماغية عابرة وانحناءات حادة مع التواءات في الشريان السباتي العميق من الناحيتين، وكانت تفقد وعيها بشكل متواصل، حيث تم قص الشريان السباتي العميق وزراعته في أسفل الشريان السباتي الاساسي، مؤكدا على نوعية وخطورة هذه العملية حيث تم استخدام أفضل التقنيات العالمية للحفاظ على الضخ الشرياني الدماغي، ومن ثم نقلت للعناية المركزة وبعدها بدأت تتعافى شيئا فشيئا، وبعد مرور 6 شهور من العملية لم تتعرض المريضة لأي جلطات عابرة.

واستعرض د.كلوب إحدى العمليات الأخرى والنوعية لمريض عشريني آخر أصيب بطلق ناري في أسفل عنقه واعلى الصدر حيث كانت إصابته في غاية الخطورة فقد على أثرها الوعي مصحوبا بنزيف دموي شديد في الصدر.

تمكن طاقم القسم برئاسة د.كلوب من إجراء العملية بمهارة عالية من خلال فتح الرقبة والصدر في آن واحد وإصلاح الشرايين الخارجة والداخلة الى القلب في منطقة الانحناء الابهري الصدري، كما وتم وصل القناة الليمفاوية الرئيسية فى الوريد أيضا، واستمرت العملية لساعتين نقل المريض بعدها إلى العناية المركزة، وبالمتابعة والعلاج بدأ يتعافى المريض، ولا توجد لديه مشاكل تذكر في الأوعية الدموية والأعصاب.

واعتبر رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بمستشفى غزة الاوروبي بأن مثل هذه العمليات التي تجرى لمرضى فى سن العشرين من أصعب واخطر العمليات التي تجرى في مجال جراحة الأوعية الدموية وخاصة الشرايين المتفرعة من الشريان الابهر الصدري المنحنى، حيث تكمن الخطورة بوجود أعصاب مهمة في هذه المنطقة لاستمرار حياة الإنسان ولها علاقة مباشرة في عمل الحجاب الحاجز وعمل القلب.

وأكد بأنه رغم عدد الطاقم الطبي المحدود والذي لا يتجاوز الثلاثة أخصائيين بينهم استشاري إلا أنه استطاع انجاز اكبر عدد ممكن من العمليات الكبرى والنوعية خلال العام 2015 والتي وصلت إلى( 650 ) عملية، مشيرا إلى أن قوائم الانتظار في ذلك لا تتجاوز الأسبوعين، متمنيا بأن يتم تزويد القسم بعدد آخر من الأخصائيين وتدريبهم للتخفيف من معاناة المرضى.