الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل نمارس الرياضة في رمضان؟

نشر بتاريخ: 13/06/2016 ( آخر تحديث: 13/06/2016 الساعة: 10:23 )
هل نمارس الرياضة في رمضان؟
بيت لحم - معا - تُصدر اللجنة الاعلامية في نقابة الاطباء خلال شهر رمضان المبارك، سلسلة نصائح وارشادات طبية وصحية للصائمين، ضمن جهودها ونشاطاتها المستمرة، لتقدم اليوم ارشادات للصائمين حول تفادي التخمة في رمضان، اعدتها د.أنوار البزور.

"الحركة بركة"، قالها أجدادنا من قبل، وما زلنا نرددها حتى اليوم، وإنها لخيرُ ما يوصى به، لكن ازدياد وسائل الرفاهية الحديثة جعلت منا أبعد ما يكون عن تطبيقها، بحيث أصبحت حركتنا تقتصر على الضروري الذي ليس منه بُدٌّ، وخاصة في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان، حيث يغلب علينا الكسل والنوم، حتى أن الكثير من مرتادي الصالات الرياضية والمواظبين على الرياضة باستمرار يميلون إلى التوقف عنها في هذا الشهر، معتقدين أن الصيام يحول بينهم وبينها.

في الواقع، هذا خطأٌ شائع، حيث
يعتبر شهر رمضان من أفضل الاوقات لممارسة الرياضة على الاطلاق، حتى للذين لا يمارسونها من قبل، فهو فرصة ذهبية لهم للبدء لترويض النفس على نمط حياة صحيّ بامتياز. ولكن هنالك ضوابط للرياضة في رمضان، علينا توخيها بحذر لتجنب أي نتائج سلبية او مخاطر قد تنجم عنها، نستعرضها في هذا المقال.

بداية، لا بد من التنويه إلى أن الجهد الرياضي المبذول في أيام رمضان عليه ألا يتجاوز ال 60% من الجهد المبذول في الايام العادية، وخاصة عند ممارسة الرياضة في ساعات النهار، حيث يفتقد الجسم لطاقته المعهودة، ويعاني من الجفاف ونقص السوائل وعدم امكانية تعويضها أثناء الصيام، لذلك يجب اختيار التمارين بعناية والبدء بشكل تدريجي، ويفضل ممارسة الرياضات الخفيفة غير المجهِدة، كالمشي والسباحة، ويبقى المشي لمدة نصف ساعة من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً أفضل ما يُنصح به من الرياضات للجميع سواء قبل الافطار أو بعده.

أما بالنسبة لمن يمارسون الرياضة بانتظام من قبل، فعليهم أن يتابعوها في رمضان، مع ضرورة التركيز جيدا على الإحماء قبل البدء بالتمرين، ويستحسن إطالة فترة الإحماء لأن الجسم يكون في حالة من الخمول والكسل بسبب الجفاف ونقص الطاقة.

والسؤال الذي يراود الجميع هو: ما هي أفضل الأوقات لممارسة الرياضة في رمضان؟!

في الواقع، يعتمد التوقيت الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان على الهدف المرجوّ منها، بشكل عام، تعتبر الفترة ما بين ساعة إلى ساعة ونصف قبل موعد الافطار هي الفترة الذهبية لممارسة الرياضة، خاصة للذين يرجون خسارة الدهون وتخفيف الوزن، حيث ينخفض تركيز الانسولين في الدم في هذه الفترة بعد نهار طويل من الصيام، مما يجعل الدهون هي المصدر الرئيسي للطاقة اللازمة لأي مجهود، كما أن قُرب موعد الافطار يُلبي حاجة الجسم للغذاء والماء بشكل سريع بعد ممارسة التمارين.

تُمكّن ممارسة الرياضة في هذا الموعد مع نظام حمية غذائية سليمة من خسارة قرابة العشرة كيلوغرامات من الوزن. أما الذين يمارسون الرياضة لبناء العضلات وكمال الأجسام فعليهم اختيار توقيت آخر وهو من ساعتين إلى ثلاثة ساعات بعد الافطار.

هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثير من الناس وتحدّ من القدرة على الأداء الجسدي أثناء الصيام، منها قلة شرب الماء بعد الأفطار، مما يفاقم من خطر الجفاف خاصة في ساعات النهار الطويلة الحارة في هذا الشهر، ويزيد من إرهاق العضلات والضعف العام في الجسم. لذلك فإننا ننصح بالاكثار من شرب السوائل والتقليل من الموالح والمخللات لتفادي احتباس السوائل في الجسم.

كما ننصح بضرورة تجنب اشعة الشمس الحارة أثناء ممارسة الرياضة، والتوقف الفوري عن التمرين عند الاحساس بالدوخة او الإجهاد الشديد. وألّا تزيد عدد مرات التمرين عن خمس مرات في الاسبوع.