الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الماء... المشروب الرمضاني الافضل

نشر بتاريخ: 18/06/2016 ( آخر تحديث: 18/06/2016 الساعة: 09:39 )
الماء... المشروب الرمضاني الافضل
بيت لحم - معا - تُصدر اللجنة الاعلامية في نقابة الاطباء برئاسة د.نافز سرحان خلال شهر رمضان المبارك، سلسلة نصائح وارشادات طبية وصحية للصائمين، ضمن جهودها ونشاطاتها المستمرة لتقديم كل ما تستطيع من فائدة ومعرفة، لتتحدث اليوم عن فوائد شرب الماء خلال رمضان اعدها د.محمد حمارشة.

"وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيّ"، الماء هو العنصر الأساسيّ المكون للحياة على سطح الأرض، والكفيل باستمراريتها، وفي جسم الانسان يشكل حوالي الـ 70% من وزنه، تختلف هذه النسبة باختلاف الجنس والعمر. يدخل الماء في مختلف العمليات الحيوية التي يحتاجها الجسم للبقاء (عمليات الأيض) ويعتبر مصدرا طبيعياً لحرق السعرات الحرارية من خلال هذه العمليات، كما يوفر للجسم المعادن الضرورية. لذلك لا غنى عنه ويجب أن يضمن الفرد تناول حاجته اليومية من المياه والتي تقدر ب 9 أكواب، وهذه الكمية تعتبر تحديّا حقيقيا للصائمين، حيث يوجد 8 ساعات فقط ما بين الافطار وساعات الفجر ليتمكن الجسم من تعويض حاجته كي يتلافى خطر الجفاف أثناء ساعات النهار، وهنا نقدم لكم ارشادات حول كيفية تناول الماء بكمية وافرة في ساعات الليل القصيرة.

ما هي المخاطر الناجمة عن نقص الماء في الجسم؟
نقص الماء في الجسم يؤدي الى اضطراب في توازن السوائل، ويعرض الجسم للجفاف الذي بدوره يسبب الضعف العام والهزال وسرعة التعب وقلة التركيز، كما يتسبب في زيادة نبصات القلب والشعور بالغثيان، بالاضافة إلى الصداع. ويعتبر كبار السن أكثر عرضة للجفاف من غيرهم لان نسبة السوائل في جسمهم أقل. كما أن نقص الماء يتسبب في زيادة تركيز حمض اليوريك الضار في الجسم لعدم قدرة الكليتين على التخلص منه بالشكل الكافي عند الجفاف.

كيف نتناول الماء بشكل سليم عند الافطار؟
ينصح الصائم أن يبدأ افطاره بشرب كوبٍ من الماء معتدل البرودة، وليس شديد البرودة، لأن البرودة الشديدة للماء تسبب الصداع وآلام الحلق. أما الافطار على ما يزيد عن كوب واحد فإنه يسبب صدمة للمعدة الفارغة قرابة ال 16 ساعة من الصيام، مما يتسبب في أوجاع البطن قد تتعارض مع الافطار. ويمكن للصائم شرب كوبٍ آخر من الماء بعد ربع ساعة، معتدل البرودة كما أسلفنا. ومن ثم توزيع الكمية المتبقية بشكل منتظم خلال ساعات الليل والسحور.

وهنا علينا أن نؤكد أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور اعتقاداً بأن ذلك يغني الجسم عن حاجته للماء طيلة النهار ليس إلا خطأً شائعاً، بل إن ذلك يساهم في الشعور بالعطش سريعاً لأن الكليتين ستسعيان للتخلص من الكمية الزائدة من الماء في ساعات الصباح الباكرة، مما يقلل من نوعية النوم نتيجة تقطيع ساعات النوم للذهاب لدورة المياه، ويجعل الصائم أكثر عرضة للاجهاد والارهاق طيلة اليوم.

هل تشكل المشروبات الرمضانية بديلاً للماء؟
يوجد الكثير من المشروبات الرمضانية التي يلجأ اليها الصائم بعد الافطار، وأصبحت طقساً من طقوس رمضان بامتياز، مثل التمر الهندي والخروب والعرقسوس، بالاضافة إلى العصائر الطبيعية وغير الطبيعية منها المحلّاة وذات النكهات المختلفة. في الواقع لا يمكن اللجوء لهذه المشروبات كبديل عن الماء، لأنه وان كان لبعضها فوائد صحية، كالخروب والتمر الهندي، إلا أنها تحتوي على تركيزٍ عالٍ من السكر، وبالتالي وحدات عالية من السعرات الحرارية، وخاصة العصائر الطبيعية المحلّاة، حيث يعادل شرب كوب واحد من العصير الطبيعي لفاكهة معينة تناول أكثر من حبتين من نفس الفاكهة بوقت أقصر و سعرات حرارية أعلى وشعور أقل بالشبع مقارنة بتناول حبات الفاكهة، لذلك ننصح بالاستعاضة عن العصائر بالفاكهة. والاعتماد على الماء كمصدر رئيس لتعويض السوائل للجسم.

هل يوجد مصادر أخرى للماء؟
يمكن الحصول على الماء من خلال تناول الفواكه الغنية بالماء، مثل البطيخ والشمام والفراولة، وكذلك تناول الشوربات المختلفة عند الافطار.

وأخيراً، نوصي الصائم بضرورة التأكد من تناول كميات كافية من الماء، دون الاستعاضة عنه بالعصائر والمشروبات الأخرى، خاصة ان كثيرا من الدراسات قد أثبتت أن الذين يحافظون على تناول الماء بكميات وافرة هم اقل عرضة لكثير من الأمراض مقارنة بغيرهم.