الثلاثاء: 10/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة العيساوي.. مستعربون نصبوا له كمينا فضربوه ثم اعتقلوه

نشر بتاريخ: 30/07/2016 ( آخر تحديث: 30/07/2016 الساعة: 15:07 )
قصة العيساوي.. مستعربون نصبوا له كمينا فضربوه ثم اعتقلوه
القدس- متابعة معا- يعاني الفتى فادي رأفت طارق العيساوي (15 عاماً) من آلام شديدة بسبب إصابته بكسر في يده إضافة الى شعر في أنفه ورضوض مختلفة، خلال عملية اعتقاله من قبل أفراد وحدة "المستعربين" وهي شرطة الاحتلال المتخفية بالزي المدني، يوم الأحد الماضي.

الفتى فادي العيساوي كان عصر الأحد الماضي برفقة صديقه مصطفى أبو الحمص، يسيران في قرية العيسوية، حيث فوجئا بسيارة للمستوطنين تقف بجانبهما لسؤالهما عن الطريق المؤدي الى شارع "معالي أدوميم"، ثم توقفت سيارة أخرى تقل أفراداً من وحدة "المستعربين" هاجموهما واعتدوا عليهما بالضرب المبرح واعتقلوهما بحجة "القاء الحجارة"، حسب ما أوضح محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية.

وأضاف أبو الحمص أنه تبين خلال جلسة محكمة القاصرين، أن سلطات الاحتلال نصبت كمينا لفتية وأطفال العيسوية بحجة "الحد من ظاهرة إلقاء الحجارة"، حيث اعترفت شرطة الإحتلال ان 3 مركبات اقتحمت قرية العيسوية عصر الأحد الماضي، السيارة الاولى كان تقل أفراداً من المستعربين متخفين بزي المستوطنين، واما المركبة الثانية فقام أفرادها بتنفيذ اعتقال الفتية والاعتداء عليهما بالضرب المبرح.

وقال أبو الحمص :"ان سلطات الاحتلال تسعى لتعزيز تواجدها وميزانياتها في قرى وبلدات وأحياء القدس، وتقوم بافتعال المشاكل والأحداث في سبيل ذلك، وتقوم بتدريب جنودها الجدد في تلك الأحياء ضد الأطفال المقدسيين، وتمارس العنف ضد المقدسيين، وفادي ومصطفى وقعا ضحية لتدريب أفراد "المستعربين" وممارسة العنف لتدريب الجنود، فلم يكن هناك إلقاء الحجارة، والسيارة وقفت وسط قرية العيسوية لتسأل الفتية عن الطريق، بهدف استفزازهم والإيقاع بهم."

من جهتها أوضحت والدة فادي العيساوي– الذي يخضع للحبس المنزلي والإبعاد الى بيت حنينا- أن فادي لا يزال يعاني من أوجاع شديدة في يده، خاصة أنه تعرض للإهمال عقب إصابته ولم يقدم له العلاج الفوري.

وأضافت:" اعتقل فادي واصيب عصر الأحد ونقل الى المستشفى الساعة 11:00 ليلاً، رغم أن الكسور التي أصابت يده كانت واضحة حيث الانتفاخ والأوجاع الشديدة، وبعد حوالي ساعة من نقله الى المستشفى اتصلت الشرطة بنا لضرورة حضورنا للتوقيع على ورقة موافقة على وضع الجبص على يده لأنه قاصر".

وأضافت والدة فادي :"بعد حضورنا الى المستشفى مُنعنا من رؤية فادي أو الاطمئنان عليه، فقط جلسنا مع الطبيب ووقعنا على ورقة للمباشرة في علاجه ثم أجبرونا على المغادرة".

وأوضح فادي لوالدته انه انهى علاجه عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وبقي في سيارة الشرطة حتى الساعة السادسة صباحا، ولم يسمح له بالنوم أو الراحة، فأبواب السيارة بقيت مفتوحة رغم اخبار فادي الجنود بشعوره بالبرودة والأوجاع.

وأوضحت أم فادي أن شرطة الاحتلال لم تقدم الدواء "المسكنات والمضاد الحيوي" لفادي رغم توصية الطبيب، بل على العكس تم اهمال علاجه خلال فترة توقيفه في المسكوبية لمدة 3 أيام، كما اعتدي عليه بالضرب على وجهه.

ورغم اصابته بكسور في يده من جهة الرسغ، الا ان جنود الاحتلال أصروا على وضع القيود الحديدية على يديه لعدة ساعات، الأمر الذي أثر سلبا على يده وعلى الجبص؟

وأوضحت والدته:" بعد قرار الافراج عن فادي قمنا بنقله على الفور الى المستشفى للاطمئنان عليه خاصة بسبب معاناته من أوجاع شديدة، ليتبين لنا بأن يده بحاجة لاعادة الجبص، ومتابعة ومن الممكن أن تكون بحاجة الى عملية جراحية لاعادة عظام المفصل الى مكانها".

وأضافت ان ابنها أصيب بشعر في أنفه، ورضوض والتهاب في فمه حيث اعتدي عليه بالضرب على وجهه وهو يضع التقويم على أسنانه.

ومن أشكال الاهمال المتعمد لنجلها فادي تقول والدته:" حرمه جنود الاحتلال من وضع حمالة ليده المكسورة، وقاموا بربطها على رقبته بكيس نايلون،
وبسبب الحر الشديد وطول المدة ظهرت علامات الاحمرار الشديد على الرقبة، مما أدى الى أوجاع في الرقبة، وخلال اعتقاله بصورة وحشية فقد حذائه، ونقل الى المسكوبية ثم الى المستشفى وهو بفردة حذاء واحد دون اكتراث لوضعه."

من جهته طالب محمد أبو الحمص المؤسسات الحقوقية التدخل لانهاء معاناة أهالي قرية العيسوية، فما حصل مع فادي ومصطفى صورة لما يحصل بشكل يومي لأهالي القرية، بسبب الاقتحامات المستمرة واستفزاز السكان والتنكيل بهم.

اعداد: ميساء أبو غزالة