الجمعة: 24/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب بركة: الاقتتال الفلسطيني الداخلي يضرب نضال التجذر في أرض الوطن

نشر بتاريخ: 04/10/2005 ( آخر تحديث: 04/10/2005 الساعة: 10:02 )
بيت لحم- معا- وجه عضو الكنيست، محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، نداء حارا الى ابناء الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، لوقف كل اشكال الاقتتال في الشارع الفلسطيني، مؤكدا "ان الدم الفلسطيني المسفوك على مذبح الاحتلال، لا يمكن ان يسفك مرّة ثانية اليوم بسلاح فلسطيني".

جاء نداء بركة في الامسية التكريمية التي اقامتها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة لعشرات الجرحى الذين أصيبوا باصابات خطرة في هبة اكتوبر 2000، يوم القدس والاقصى.

وقال بركة: إنني رأيت أنه من المناسب توجيه هذا النداء قبل اسبوعين من قلب رام الله المحاصرة، واليوم للأسف نرى ان هناك بوادر لحالة تدهور جديدة، ونكرر نداءنا الحار من هنا، من قلب مدينة الناصرة، عاصمة وقلعة نضالنا، نحن ابناء الشعب الواحد المتجذرين في وطننا، إننا نقول لأخوتنا ان الجدل والنقاش الفلسطيني الداخلي يحسم فقط عن طريق صناديق الاقتراع، وليس من خلال توابيت تنقل شهداء سقطوا بنيران ابناء شعبهم.

وأوضح إن الاحتلال الاسرائيلي يتمنى دوام هذه الحالة العصيبة، لأنها تخدمه هو فقط، على ابناء شعبنا ادراك ضرورة وجود سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، ولا يجوز تدنيس النضال الفلسطيني العريق المستمر على مدى عشرات السنين باقتتال داخلي بغيض.

وقال بركة: إننا ابناء هذا الشعب الذين فلت آباؤنا واجدادنا من سوط التهجير والطرد، وغرسنا جذورنا في الارض عميقا، رغم كل محاولات اسرائيل لاقتلاعنا منها، ونناضل من اجل البقاء في وطننا، نؤكد على حصتنا في ما يدور في داخل شارع شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونؤكد لاخوتنا ان انهيار نضالهم عبر اقتتال داخلي خطير انما يضر ايضا بنضالنا المميز هنا، ذي الاهداف الخاصة، وندعوهم الى صيانة حرمة هذا الشعب ودمه ونضاله.

وكما ذكر فقد اقامت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة امسية تكريمية لحوالي 40 مصابا أصيبوا باصابات بالغة في العدوان البوليسي على الجماهير الفلسطينية في اسرائيل خلال أيام هبة اكتوبر.

وقال سكرتير الجبهة عودة بشارات في كلمته الافتتاحية: إننا راينا من واجبنا ان نكرّم اخوتنا الجرحى، وهم الشاهد الحي على الجريمة، وهم الذين بامكانهم ان يقدموا الاثبات المدين على المجرمين، ولكن المؤسسة الحاكمة فضّلت تجاهلهم في اطار سعيها للتستر على الجريمة والمجرمين.

وقال رئيس بلدية الناصرة، المهندس رامز جرايسي: إن لهذه الامسية طابعا مميزا في هذه الأيام، فقبل اسبوعين ظهر التقرير الاسود لوحدة التحقيق مع افراد الشرطة الذي قضى باغلاق الملفات ضد افراد الشرطة المجرمين، وانطلقنا في سلسلة نضالات مميزة ونوعية، كان عاتقها الأكبر ملقى على قيادة الجماهير وليس العكس، وهذا النضال اضطر النيابة العامة للتراجع قليلا وان تقرر فتح ملفات التحقيق من جديد، وما كان هذا التراجع ان يحصل لو جلسنا في بيوتنا ولم نخض نضالنا.

وأكد جرايسي قائلا: إن هناك من يريد التقليل من اهمية هذا التراجع، وهناك من يبالغ في تضخيم اهميته، ونحن نراه تراجع محدود ولكنه مهم لأنه يعكس حالة الحرج التي اصابت النيابة العامة امام نضالنا وتحريكنا للرأي العام في اسرائيل، إننا لا نعوّل كثيرا على هذا التراجع، كون ان الذي قرره هو نفس الاطار الذي اتخذ القرار الاول، ولهذا فإن وسائل وادوات النضال لا تزال وستبقى بايدينا لملاحقة المجرمين حتى تقديمهم للمحاكمة.

وأكد النائب بركة، إننا قد نكون تأخرنا في تكريم الجرحى والمصابين، ولكننا سارعنا لتكريمهم اليوم لكي لا نقول اننا تأخرنا اكثر مستقبلا، وقال، إن سعينا لمحاكمة المجرمين لا يتوقف عندهم فقط، بل عند من اصدر الأوامر والتعليمات لتنفيذ تلك الجرائم، واضاف قائلا، إن الأجهزة الأمنية لم تتوقف عن تعاملها معنا، فخلال السنوات الخمس الماضي، وبعد هبة اكتوبر قتل عناصر الأمن الاسرائيليين 18 فلسطينيا من ابنائنا من دون اسباب، وكانوا جميعهم من العزل وفي طريقهم لبيوتهم واعمالهم.

وقال بركة، علينا ان نعي ان شهداءنا الثلاثة عشر من ابنائنا هم من اصل اكثر من 4100 شهيد فلسطيني خلال خمس سنوات، وعشرات جرحانا هم من اصل اكثر 44500 مصاب فلسطيني في نفس الفترة، علينا ان ننظر الى حجم الجريمة بأكملها.

وقدم كلمة الجرحى ابراهيم سليمان من الناصرة الذي شكر المبادرين لهذا التكريم، خاصة وان قضية المصابين سقطت لفترة ما عن جدول علمنا السياسي، كما قدمت الأم فتحية خطيب من كفركنا كلمة نثرية عن المناسبة.

هذا وتخللت الامسية التي تولت عرافتها عضو المجلس البلدي في الناصرة سعاد عابد مقطوعات شعرية قدمها الممثل محمد عودة الله، وتمثيل صامت من الممثل سعيد سلامة، وبعد تقديم دروع للمصابين تحمل اسماءهم، اختتمت الامسية بالنشيد الوطني بلادي بلادي.