الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللجنة المركزية لحزب الشعب تدعو الى تجميد المفاوضات وربط استئنافها بوقف الاستيطان والجدار

نشر بتاريخ: 08/01/2008 ( آخر تحديث: 08/01/2008 الساعة: 23:16 )
رام الله -معا- عقدت اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني ، اجتماعاً يوم السبت الماضي أجرت خلاله نقاشاً معمقاً حول الوضع السياسي، والحالة الفلسطينية الراهنة، كما بحثت تحضيرات الحزب لعقد مؤتمره الرابع.

وقدرت اللجنة المركزية خلال اجتماعها أن مؤتمر انابولس، الذي عقد برعاية الولايات المتحدة، رغم أنه أبقى القضية الفلسطينية جزءا من جدول الأعمال الدولي إلا أن نتائجه جاءت وكما كان متوقعا دون سقف تطلعات الشعب الفلسطيني، بوقف العدوان الاسرائيلي العسكري والاستيطاني المتواصل، وبانهاء الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وبما يمهد لحل دائم يستند الى قرارات الشرعية الدولية، ويؤدي الى قيام دولة فلسطينية حرة مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، وضمان الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين ، بما في ذلك حق العودة استناداً الى القرار 194.

وأكدت اللجنة المركزية، على موقف الحزب، الذي دعا من البداية، القيادة الفلسطينية، الى تركيز الجهد على قضية الاستيطان وبناء الجدار الفصل وعدم جدوى المفاوضات في ظل استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات والجدار، وضرورة تأمين ضغط دولي حقيقي من اجل الزام اسرائيل بذلك، كمتطلب جوهري لعقد مؤتمر انابولس، وللتقدم في العملية السياسية.

كما أكدت على أولوية التمسك باعتبار كافة الأراضي المحتلة عام 1967 هي حدود الدولة الفلسطينية العتيدة، والأساس لأية عملية سياسية، لا تجزئة حدود الدولة الفلسطينية بمسميات مختلفة أساسها ضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل.

ودعت القيادة الفلسطينية الى تجميد المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، وربط استئنافها بوقف الاستيطان وبناء الجدار والتوقف النهائي عن الاجتياحات والاعتداءات اليومية التي تمارسها سلطات الاحتلال ، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل من اجل الزام اسرائيل بذلك، بما في ذلك الادارة الأميركية ورئيسها الذي سيزور المنطقة خلال الايام القادمة .

وأكدت اللجنة المركزية، على إن خارطة الطريق لا تشكل مدخلاً جدياً لإنجاز التقدم السياسي، ولا يزال من الضروري اعادة الاعتبار للتنسيق العربي، على أساس مبادرة السلام العربية، من اجل اعتمادها كأساس للعملية السياسية الى جانب قرارات الشرعية الدولية، ورعاية الأمم المتحدة بكافة مكونات مجلس الأمن الدولي، لعملية سياسية جادة تؤمن تحقيق السلام والأمن في المنطقة.

واضافت:" إن رهن مستقبل الشعب الفلسطيني واستقلاله الوطني، لخطة خارطة الطريق التي ترتكز على الطابع الأمني وتعطي حقاً متساوياً، لدولة الاحتلال والشعب المحتل، إزاء تقييم السلوك والمستقبل، وفي مقدمة ذلك الالتزامات الأمنية الفلسطينية وفقاً لرؤية اسرائيل والادارة الأميركية، هو حال غير مسبوق في كل تجارب حركات التحرر والشعوب التي ناضلت ضد الاحتلال ".

من ناحية أخرى بحثت اللجنة المركزية الالية الراهنة في ادارة المفاوضات ومرجعيتها حيث أكدت على ضرورة الاتفاق على الاستراتيجية التفاوضية، بما في ذلك اجراء تغيير جوهري في استراتيجية وسياسة التفاوض، بحيث يتم تجاوز سقف البيان المشترك في انابولس، بالاضافة الى آليات العمل وتركيبة الوفد المفاوض، وضمان الالتزام بآلية مشتركة لاتخاذ القرارات بهذا الشأن، بحيث يمثل ذلك مرجعية حقيقية لجدوى المفاوضات وادارتها.

كما بحثت اللجنة المركزية التصعيد العسكري والاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية، وحيت باعتزاز كفاح شعبنا ضد الاستيطان والجدار، وضد مختلف الممارسات العدوانية الاسرائيلية.

وتوقفت اللجنة المركزية عند التصعيد الاسرائيلي الخطير في قطاع غزة، واعتباره كيانا معاديا وتشديد الحصار والخناق على أبناء شعبنا في القطاع ، وقد قررت اللجنة المركزية المباشرة بتوسيع حملة التضامن مع أبناء شعبنا في قطاع غزة، تحت شعار "فليرفع الحصار فوراً عن قطاع غزة وليتوقف العدوان الشامل على شعبنا".

ورفضت سيطرة حماس على السلطة بالقوة المسلحة، واستمرارها في ذلك ما يزيد من مخاطر تكريس الانقسام والفصل السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية.

كما قررت اللجنة المركزية العمل على اطلاق تحرك مشترك مع قوى وشخصيات فلسطينية وبالتعاون والتنسيق مع الاطراف العربية والدولية المساندة من اجل العمل على انهاء حالة الانقسام وتحقيق معالجة وطنية حقيقية تسمح بمواجهة المخاطر الكبيرة التي تحيق بالشعب الفلسطيني.

وبحثت اللجنة المركزية نتائج اللقاءات مع قوى اليسار الفلسطيني في الضفة والقطاع، بما فيها اللقاء الهام الذي عقد في دمشق، بين الحزب وكل من الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وقد أكدت اللجنة المركزية على الضرورة القصوى لتعزيز العمل المشترك مع قوى اليسار الفلسطيني وتياراته وتجمعاته وشخصياته، في الداخل و الخارج، واستعداد الحزب للمشاركة في صيغة ائتلافية أو جبهوية لقوى اليسار الفلسطيني والمباشرة في تحقيق ذلك بأقصى سرعة ممكنة.

وقدرت اللجنة المركزية عالياً تطور العلاقات بينها وبين الحزب الشيوعي الصيني، والحزب الشيوعي الكوبي، والاحزاب الشيوعية التي شاركها الحزب العديد من الاجتماعات واللقاءات العامة والمخصصة لبحث قضايا المنطقة ، كما قدرت اللجنة المركزية تطور العلاقات مع حزب اليسار الاوروبي، ومع أحزاب وحركات اليسار في اميركا اللاتينية، واوروبا، والقارة الافريقية، ومع حركات التضامن والصداقة مع الشعب الفلسطيني، ومناهضة جدار الفصل العنصري، والاستيطان، وأكدت على توسيع الحملة من اجل مقاطعة اسرائيل ومنتجاتها في الدول والمؤسسات والمحافل الدولية المختلفة.

كما قررت اللجنة المركزية إبقاء اجتماعاتها مفتوحة لحين عقد المؤتمر.