أقولها.. وأنتظر ---- > فعل .. ما عجزت عنه الأمم المتحدة. بقلم: أحمد المشهراوي:
نشر بتاريخ: 27/01/2008 ( آخر تحديث: 27/01/2008 الساعة: 17:17 )
بيت لحم - معا - لن أخوض في نتائج زيارة وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم> للأراضي الفلسطينية لحسم الخلاف الدائر بين اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة منذ ثلاثة أشهر حول أحقية قيادة اللعبة.. وأي الفريقين المنتصر على الأخر، وأيهما حقق النتائج في هذه الجولة الجديدة.. لأنني اعتقد جازماً أن الجميع خاسر لو أصاب كرتنا أي ضرر، أو حل بها أي تعثر يضاف إلى ما تواجهه من تعثر ومعوقات.
كما أنني استبيح القراء عذراً بأنني في هذه السطور، لن أتحدث عن حالة اتحاد الكرة ومدى قدرته على قيادة اللعبة أو الانطلاق بها، بعد أن أصبحنا في ذيل القافلة، وتفوقت علينا البلدان المتأخرة علينا بسنين عجاف، وأولئك ممن تمثل لهم الكرة جانباً هامشياً في حياتهم.. أو حتى التطرق إلى مدى صحة الأنباء بتورط أعضاء الاتحاد بما أشير إليه بالفساد المالي، والمحسوبية، والسفريات، وعلاقة الأعضاء المتنافرة في ما بينهم.. لأن هذه القضايا لا زالت تمثل نقطة الخلاف، وجوهر الإشكالات، لذا فإنني أجد نفسي بمنأى عنها،وحتى لا أحسب على جهة دون الأخرى- وما أسهل إلصاق هذه التهم بالآخرين !!.
لم أكن من أصحاب المقدمات الطويلة المملة، لكن في وضعنا القائم، كان لزاماً أن استعرض جانباً من مكامن الضعف و التراجع، الذي حل بكرتنا الحزينة، التي لم يكفيها ما يمارسه الاحتلال علينا.
ما نود الحديث عنه ونتفق عليه، بأن الوفد أثبت أنه صاحب إرادة وقادر على تنفيذ ميثاق جمهورية الفيفا العتيدة، ما تعجز عنه أمم يعتقد بأنها متحدة، ومجتمع دولي ظالم، ينظر لأبناء فلسطين وهم يتضورون جوعاً ومرضاهم يموتون دون أن تتحرك عقيرتهم، أو تحمر لهم وجنتين خجلاً، على محاصرة شعب أعزل، أقول ذلك: لأنه صاحب زيارة الجنرال شامبيون اجتماع لمجلس الأمم المتحدة بطلب من الدول العربية، لم يستطع اتخاذ أي قرار أو حتى إدانة في وجه إسرائيل!!، التي تتملك مفاتيح القطاع، وتحاصره من جدرانه الأربعة، لقد انفض المجتمعون دون أن يتفقوا على كلمة تجامل طفل فقد أباه في قصف بأعتى صواريخ القتل، أو أرملة داست دبابات الموت زوجها، أو شقيقة لم يعد شقيقها الرابض خلف القضبان.
وسأستعرض زيارة جمهورية السلطان بلاتر دون الحكم عليها أو الانحياز لأحد، وأترك للجماهير موقفهم..
أولاً: لقد انحاز الوفد لمجلس اتحاد الكرة الحالي في الإبقاء عليه- ولو حتى ليوم واحد- دون الأخذ بطلب إقالته، مستنداً إلى أنه منتخب شرعي من عموميته وقانوني باعتراف أنديته - فهل سمعتم يا أمم متحدة؟، وهل استوعبتم على من يطلق لقب الشرعي بغض النظر عن الجهة المقصودة؟، ولكن أسوق ذلك لأوضح الفارق في اتخاذ القرار، وأيهما يملك الإرادة، وكيف تداس أراء الجماهير، ونتائج صندوق الاقتراع تحت الأقدام، كما تدوس مجنزرات الاحتلال حقوق شعبنا.
ثانياً: رفض وفد الفيفا التعامل مع لجنة التنسيق المشكلة من وزارة الشباب والرياضة- على اعتبار وحسب رأيهم- بأن اجتماع أريحا غير شرعي، وبهذا أي جسم مشكل هو مرفوض، فأين أنتم يا شعوب الحرية والديمقراطية.. وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي.. وحق الصحافة وحق الكلام والحديث.. يا من شهدتم بالنزاهة و الشفافية للانتخابات !!
ثالثاً: لم يناقش شامبيون وجماعته ما اعترض عليه أحد أعضاء الجمعية العمومية بأن الاتحاد متورط بفساد مالي، مع إيماني الكامل أنه لا تخلو أي مؤسسة من أي شوائب، فسبحانك ربي، يحلو لكم الحديث عندما تريدون، وتتكلمون بالحقوق و المحاسبة، عند ما يحلو لكم الكيف!!، بمعنى أننا خاضعون لمزاجات قوى الكفر والاستكبار.
رابعاً: طلب وفد الفيفا البدء في إعداد نظام داخلي أساسي يحكم علاقة الأندية والاتحاد، فلماذا لم يلتزم بقرارات دولية مكتوبة بأيديهم وتحدثت بها ألسنتهم، وهم من يزعم الاحتكام إلى الاقتراع.
هنيئاً إلى رئيس جمهورية الفيفا، هنيئاً لوفد شامبيون، هنيئاً للرابح، وحظ أوفر للخاسر، وإن كان الجميع خاسر، لأننا بتنا نحتكم لما يمليه علينا الغرب، ويرتأى ما يوافق مزاجاته، وما سنسمعه سيكون أغرب، ربما تتخلى الفيفا عن زعمها في اتحاد أخر عما أسمته بالشرعية و حق الأندية، فما هو معنى الشرعية، وكيف تسمونها، وعلى من تطلقونها؟، الجواب ننتظره في جولة أخرى قادمة.