الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التسول... ظاهرة أضحت مهنة تمارسها مختلف الفئات العمرية

نشر بتاريخ: 19/10/2005 ( آخر تحديث: 19/10/2005 الساعة: 15:17 )
خانيونس- معا- تنتشر ظاهرة التسول في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان بشكل يلفت الانتباه, على الرغم من أن الظاهرة تعتبر من الظواهر الاجتماعية السلبية، وغير مقبولة من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية, الا أنها تزداد خلال المناسبات الهامة للمسلمين ( شهر رمضان، والعيد الكبير والصغير ) الأمر الذي يثير شعورا لدى المواطنين بأن الامر أشبه بحرفة يمتهنها هؤلاء المتسولون.

ويعد شهر رمضان أحد أهم المواسم الاقتصادية للمتسولين، فتجد منهم نساء ورجالاً وشيوخاً وأطفالاً يملؤون الشوارع والطرقات والأماكن العامة للبحث عن غلتهم اليومية من الاستجداء من خلال ابتزاز المواطنين واستعطافهم بالكلمات والعبارات التي يجيدون استخدامها.

والمتسولون أصناف عديدة, فبعضهم يفضل التسول في مناطق ذات ثقل سكاني واجتماعي واقتصادي، فتراهم أمام بنك، أو شركة، أو مسجد معروف ومشهور، أو الأسواق المزدحمة، أما الصنف الثاني فهو يقوم بالتجوال على المنازل والبيوت ويبقى يردد عبارات التسول والاستعطاف، والإلحاح في تسوله من اجل الحصول على ضالته.

وهناك صنف ثالث مغاير تماما للصنفين السابقين يحاول الابتعاد عن كل الأساليب التقليدية في عالم التسول والاتجاه الى "الاحتراف المهني" فهؤلاء يتوجهون إلى المكاتب والوزارات والشركات الخاصة ومكاتب الصحافيين والمحامين والأطباء وغيرهم وهم يحملون أقراص مدمجة وCD ويشرحون للناس أو لضحاياهم عن محتوي الشريط والاسطوانة، فإما أن تكون القصة تشرح المعاناة التي يعاني منها هو وأسرته ووالديه، وإما تقول بان وضعة الاقتصادي صعب ولديه أبناء مرضى ومعاقين وهم بحاجة إلى علاج وغير ذلك، وهذه ليست المشكلة ولكن إذا ما حاول احد الضحايا تشغيل الاسطوانة فإنها لا تعمل حتى ولو بقيت أيام وأسابيع تحاول تشغيلها.

ويرى معظم المواطنين إلى أن هذه الظاهرة جزء من عمليات النصب والاحتيال الذي لا يعاقب علية القانون، مع انها ظاهرة تسيء للدين والأخلاق والعادات والتقاليد الفلسطينية, ويقول المواطن يوسف شراب إن الظاهرة تمثل إساءة للشعب الفلسطيني لان شعبنا متماسك ومتلاحم مع بعضة البعض، ويستطيع مساعدة نفسه بكل الطرق ولدية تجارب طويلة في هذا المجال، خاصة وان هناك العشرات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تهتم بالفقراء والبؤساء وتقدم مساعدتها لهم وهم في منازلهم دون الحاجة الى التسول والاستجداء.

ودعا شراب أئمة وخطباء المساجد إلى التنبيه لخطورة هذه الظاهرة المسيئة لشعبنا واخلاقه، ومحاولة محاربتها بكافة الطرق الممكنة.

فيما أعرب المواطن محمد أربيع عن تشاؤمة من ازدياد تلك الحالات بشكل ملحوظ، مشيرا الى أنها تشكل عبئا أخلاقيا على الشعب الفلسطيني، "ويظهرنا بأننا عبارة عن متسولين لذلك ينبغي على السلطة وعلماء الدين والمؤسسات الدينية والمجتمعية بالعمل الجاد للقضاء على هذه الظاهرة ومحاربتها".