الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل من ضرورة لاصلاح التعليم العالي في فلسطين ؟

نشر بتاريخ: 11/06/2019 ( آخر تحديث: 11/06/2019 الساعة: 09:27 )

الكاتب: د. حنا عيسى

(ترتبط فلسفة التعليم العالي في أية دولة متطورة بتطور المجتمع وتقدمه، وذلك لسبب بسيط الا وهو ان الجامعات هي المعقل الاساسي والرئيسي لبناء القدرات والمهارات وتطوير وتحسين اداء الافراد في المجتمع)
لكي تتجاوز الجامعات الفلسطينية حالتها الراهنة والتي تتميز بالنمو الكمي على حساب الجودة والنوعية تحتاج الى خطط واضحة ومنهجية علمية، ووضع ضوابط لتقنين عملية الاخذ بتجارب الجامعات المتطورة لتطوير التعليم العالي الفلسطيني. حيث إصلاح المؤسسات التعليمية الفلسطينية أصبح ضرورة ملحة وعاجلة ,يتطلب الجهد الجماعي لتفعيلها ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب أولا والأعداد السليم للطالب الجامعي ,الذي يتحمل المسؤولية المستقبلية لسوق العمل الفلسطيني ولسد كافة الثغرات التي واكبت حياة السلطة منذ قيامها دون مراعاة جدية ومدروسة لعمل هذه الجامعات ثانيا يضعنا أمام المشاكل التالية :
1. اتجه التعليم العالي نحو التنافس بين مؤسساته المختلفة بدلا من التكامل الوطني .
2. عدم تجاوب التعليم العالي مع احتياجات الاقتصاد وفرص العمل .
3. تدن في المستويات الأكاديمية وتضخم هائل في عدد المؤسسات وإعداد الطلبة ونقص في التجهيزات.
4. فقدان ثقافة التعلم والبحث العلمي.
5. هناك في بعض الحالات – هشاشة خطيرة في الإدارة .
ولا بد كذلك من الإشارة على أن الوضع الحالي لهذه الجامعات يحتوي على خطرين:
أ‌- عدم تلبيه قطاع التعليم لاحتياجات المجتمع الثقافية والاقتصادية وأن استمرار تخريج أشخاص غير مؤهلين أو يحملون مؤهلات لا تتلائم مع فرص العمل سيؤدي إلى مشكلة اجتماعية ومأزق اقتصادي ضخم .
ب‌- اعتماد قطاع التعليم على المساعدات الخارجية .
ويمكن أحمال ما يلزم لجعل التعليم العالي يسهم في حل المشاكل المذكورة أعلاه:
1) اعادة صياغة العملية التربوية.
2) إعادة تنظيم وهيكلية المؤسسة التعليمية ابتداء بالصف الأول انتهاء بقطاع التعليم برمته.
3) ربط القطاع التعليمي بالاقتصاد الوطني من ناحية المدخلات – الاستثمارات- والمصروفات اللازمة – ومن ناحية أخرى المخرجات – المؤهلات المتوقعة بتعريفها العريض .
4) توفير الإمكانيات اللازمة لتفعيل عملية البحث العلمي .
5) تفعيل دور مجلس التعليم ورفده بالكفاءات العلمية .
6) وضع الشخص المناسب في المكان المناسب والابتعاد عن العشوائية والمحسوبية في التعيين .
7) ارفاد الجامعات بالاساتذة المتخصصين ذوي الكفاءات العالية وانتقائهم عن جدارة .
8) تأسيس دائرة خاصة في مجلس التعليم العالي للرقابة والتفتيش على الجامعات بهدف إرشادها نحو الصواب وإيقاع العقوبات بحق المخالفين فيها.
9) تفعيل التعاون ألتنسيقي بين الجامعات خدمة للأهداف التعليمية .
10) اعتماد القانون كمرجعية قانونية في جميع الأحوال .

ان جل أبناء الشعب الفلسطيني يتطلعون إلى مؤسساتنا التعليمية بعيون محدقة من اجل حياة أفضل , نزولا عند الحكمة لقائلة :
"التفكير العقلي ,لون من ألوان الحرية ,و الحرية لا تتجزأ ,فإذا كانت سجينة فكيف يمكن للعقل إن يبحث عن حياة أفضل ".