السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

استطلاعات الرأي: نتنياهو يقترب واليسار يحافظ على قوته

نشر بتاريخ: 01/03/2020 ( آخر تحديث: 01/03/2020 الساعة: 19:29 )

الكاتب: د. علي الأعور

مضت ثلاثة اشهر على بدء الحملة الانتخابية في إسرائيل وكانت في اوجها بين نتنياهو من جهة وبقية الأحزاب الأخرى من جهة أخرى ولم يحدث أي تغيير في بداية الحملة الانتخابية على نتائج استطلاعات الرأي التي جرت في إسرائيل ولكن الأسبوع الماضي كان التحول الكبير في استطلاعات الرأي حيث يتقدم حزب الليكود ويتفوق على قائمة الأزرق الأبيض وتصل قوة نتنياهو الى 34 مقعدا بينما تبقى قوة الأزرق والأبيض عند 33 مقعدا وهنا يبرز السؤال الأهم : لمادا كان تغيير رأي الجمهور الإسرائيلي في الأيام العشرة الأخيرة قبل انتخابات 2 مارس يوم غد؟
وفي دراسة تحليلية لما قام به نتنياهو من سياسة خارجية وداخلية ساهمت بشكل كبير في تقدم نتنياهو وزيادة شعبيته وحصوله على مقعدين إضافيين لما حصل عليه في انتخابات أيلول سبتمبر 2019 ، فقد تمكن نتنياهو من زيادة علاقاته مع عدد من دول الخليج وهدا يمنح إسرائيل قوة تجارية ودبلوماسية وعقد تحالفات عسكرية من شانها ان توفر الامن لإسرائيل حسب مفهوم وفلسفة نتنياهو الأمنية وزيارته الأخيرة الى اوغندا ولقاء البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان وعقد اتفاقيات تجارية مع السودان في مقدمتها تسيير رحلات دولية إسرائيلية من مطار بن غوريون عبر مطار الخرطوم والأجواء السودانية لتقليل ساعات السفر الى أمريكيا الجنوبية بحوالي 9 ساعات سفر في كل رحلة بالإضافة الى وجود نفوذ إسرائيلية في منطقة ساحل البحر الأحمر ومنطقة شرق افريقيا ، اما على الصعيد الداخلي فكان العمل الأول الى نتنياهو هو إعادة السجينة نعمة يسساخر من السجن في موسكو الى منزلها في إسرائيل على متن طائرته الخاصة كما انه وعد بوصول 400 عائلة اثيوبية يهودية الى إسرائيل ووصلت اول قافلة تضم 43 شخص من اثيوبيا الى إسرائيل واراد نتنياهو رأب الصدع الدي نشا عن مقتل اثيوبي السنة الماضية على يد شرطي إسرائيلي واندلاع المظاهرات ضد الشرطة الإسرائيلية وقام نتنياهو بنقل عضو الكنيست الاثيوبي " غادي يفركان" من قائمة الأزرق والأبيض الى حزب الليكود ووضعه رقم 20 في قائمة حزب الليكود ليكسب تصويت الجالية الاثيوبية الى حزب الليكود بالإضافة الى صفقة القرن وما تشمله من برامج الضم والتوسع وفي مقدمتها ضم الاغوار والمستوطنات ورسم الخرائط وغيرها من السياسات التي ساهمت بشكل كبير في تغيير الناخب الإسرائيلي من الأزرق والأبيض الى حزب الليكود ومن أحزاب اليمين الى حزب الليكود .
وهنا كانت نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة معاريف وصحيفة إسرائيل اليوم والقناة الثالثة عشر الإخبارية والقناة الثانية عشر الإخبارية ومعظم استطلاعات الرأي اشارت الى تقدم حزب الليكود على قائمة الأزرق و الأبيض ووصول كتلة اليمين من 57 الى 59 مقعدا في الانتخابات القادمة يوم غد الاثنين .
وتفوق نتنياهو بحصوله على مقعد من العرب الذين منحهم مقعد في قائمة الليكود و من مصوتي قائمة الأزرق والأبيض وكانوا مترددين ويعتبرون من اليمين بدون أيديولوجية فقد انتقلوا الى حزب الليكود كما ان نتنياهو كسب مقعدا من مصوتي ليبرمان وأحزاب اليمين والمستوطنين المترددين بين نفتالي بينت وبين الليكود.
ولكن أيضا قد يقترب نتنياهو كثيرا من حلمه وتشكيل حكومة وحصوله على 60 مقعدا فيما لو اعلن ايتمار بن جفر عن وقف التصويت لقائمة الحزب الكهاني وانضم الى نتنياهو وطلب من مؤيديه التصويت الى نتنياهو فيما لو تم تقديم وعود له بمناصب حكومية معينة في الحكومة القادمة اذا نجح نتنياهو في تشكيلها.
ولكن في المقابل مازال الأزرق والأبيض محافظا على قوته ب33 مقعدا ووسط اليسار 10 مقاعد وبالتالي تصبح كتلة اليسار 43 مقعدا بدون حزب ليبرمان والقائمة المشتركة.
واذا حصلت القائمة المشتركة على 14 مقعدا وحزب ليبرمان 7 مقاعد سوف يبقى نتنياهو عند 58 ولن يتمكن من تشكيل حكومة يمينية ضيقة .. ومهما يكن من امر فان اقتراب نتنياهو من حلمه يتوقف على نسبة تصويت الجماهير العربية والاصوات الإسرائيلية المترددة او التي امتنعت عن التصويت في الانتخابات
السابقة.
*باحث وخبير في الشؤون الاسرائيلية