السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الامان والسلام في خطر كبير

نشر بتاريخ: 22/05/2020 ( آخر تحديث: 22/05/2020 الساعة: 19:19 )

الكاتب: ابراهيم فوزي عودة



امتاز هذا العصر بامكانيات تكنولوجية وعلمية وافثصادية غير مسبوقة . ورغم ذلك امتاز هذا العصر من اكثر العصور انجرارا لانظمته السياسية ،الاقتصادية ،الاجتماعية والبيئية الى حافة الانهيار . وبالتالي العديد من خبراء العالم قلقون بشأن مستقبل الارض وشعبها .
وناخذ عينة من بعض المخاطر التي نواجهها :
النزاعات والاضطهاد :
ذكر تقرير اعدته المفوضية السامية للامم المتحده لشؤون اللاجئين عام 2018 العام الماضي يقول : نشهد الان اعلى مستويات مسجله للنزوح . اكثر من 68 مليون شخص اجبروا على الفرار من ديارهم . والسبب النزاعات والاضطهاد .
انعدام المساواة الاقتصادية :
بحسب تقرير حديث لمنظمة اوكسفام العالمية . فان ثروة 8 اشخاص في العالم تعادل ما يملكه نصف سكان الارض الاكثر فقرا . وتقول المنظمة : ان انظمتنا الاقتصادية الظالمة تضخ الاموال في جيوب النخبة الثرية . وذلك على حساب الاشد فقرا في المجتمع . ونتيجة هذه الفجوة تندلع اضطرابات اجتماعية . ويتوقع لها البعض في التوسع نتيجة هذه الفجوة .
الجرائم الا لكترونية :
اصبح واضحا للجميع ان الانترنت مكان خطر زيارته . وذلك لسؤ الاستخدام بحيث اصبح وكر للمتحرشين ومخترقي البيانات . كما انه اصبح وسيله يفجر البشر من خلالها اسؤ صفاتهم وهي الميل الى الشر والوحشية .
تدهور البيئه :
يذكر تقرير المخاطر العالمية لعام 2018 ان انواعا من الكائنات الحية تتناقص الى حد الانقراض الجماعي . وان تلوث الهواء والبحر يشكل خطرا متزايدا على صحة الانسان . كذلك تناقص اعداد الحشرات بسرعة هائله في بعض البلدان وبما انها تلقح النباتات يحذر العلماء من حدوث حرب عالمية بيئية .
هذه عينة بسيطة . والسؤال هل في ايدينا تغير الواقع حتى نعيش بامان وسلام ؟
يرى البعض ان للتعليم دورا في القضية . ويستمر السؤال اي تعليم ؟
ان مفتاح التغير معرفة اصل المشكلة . وهل يستطيع البشر ان يجدوا حلا للمشاكل الكثيرة التي تحرمنا الامان والسلام وتهدد مستقبلنا . حتى يكون الحل ناجحا يجب معالجة الاسباب وراء المشكلة . معالجة اصل المشكلة . فمتى عرف الداء سهل الدواء .فمثلا مشكلة المرض هذه الايام لدى العديد من الناس عندما تظهر اعراض المرض لا يبحث عن الاسباب وراءها . وياخذ العلاج ادوية لتخفيف الالم . والنتيجة موت الانسان .
بنفس الاسلوب يتبع البشر معالجة امراض المجتمع .فمثلا من اجل مكافحة الجريمة تعمل القوانين . وتعزز قوات الشرطة وحديثا تستخدم كاميرات المراقبة . ولربما تنجح الى حد ما لكنها لا تعالج الاسباب وراء المشكلة . لان المشكلة في تفكير الانسان ومشاعره ورغباته .
ان لدى البشر ميول خاطئة تدفعهم الى الاذية . والانسان للاسف فشل في معالجتها .والقادم اسؤ ويزداد سؤا . هذا يحصل اليوم رغم المعلومات الهائله المتوفرة لدينا . ورغم قدرتنا على التواصل مع الاخرين اكثر من اي وقت مضى .
فماذا يعيقنا عن تحقيق الامان والسلام ؟ هل يفوق قدرتنا ؟ هلى نسعى وراء المستحيل ؟
ما دام المستقبل في اي البشر سيكون مظلما بالتاكيد . لن يكون امان ولا سلام بمساعي بشرية او حكومات بشرية . وكلما تقدمنا زاد القلق اكثر فاكثر بشان مستقبلنا ومستقبل الارض .
وباء كورونا فضح عجز العالم .دول تتدعي العظمه ووقفت ضعيفه امام فيروس لا نعلم حتى الان مصدره او سببه الحقيقي . ولكن مهما كان السبب فالانسان باعماله السيئة وجشعه وحبه السيطرة له ضلع كبير في اي مشكله عالمية . وهو يزيد الامر اكثر تعقيدا حتى في اصعب الظروف مثل ظروف الكورونا نرى ما يعرف بزعماء العالم يتنافسون ويتنازعون في الوقت الذي نحتاج فيه الى لحظات امن وسلام واستقرار .
ايها الانسان ابحث عن سلامك وامنك الداخلي وكن عطوفا لمن حولك لك وللاخرين . فاذا عجز العالم عن الامن والسلام فجده في نفسك في بيتك في اسرتك في ذاتك .