الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

إضعاف السلطة والترويج لــ "روابط القرى" والرد الفلسطيني على الأرض

نشر بتاريخ: 30/05/2020 ( آخر تحديث: 30/05/2020 الساعة: 16:10 )

الكاتب: ربحي دولـــة




شرع الاحتلال مُنذ اللحظة الأولى لإنشاء كيانه على أرضنا بالعمل على اختراق مجتمعنا من الداخل من خلال زرع شبكة من العملاء
ـــ ضعيفي النفوس ـــ فيما هدف هذه الشبكة ليس فقط الى جمع معلومات عن النشاطات الوطنية او النشطاء ضد الاحتلال فحسب وإنما كان دورهم الأهم هو بث الإشاعات بين ابناء شعبنا لإفساده وزرع الفتن بين الناس ، وايضا كان هدفهم تشويه صورة النضال والمناضلين من خلال اختلاق القصص الوهمية بحقهم لخلق انطباع لدى المجتمع ان هذه الفئة هم المنتفعين من هذا النضال على الصعيد الشخصي وهدفهم غير نقي وذلك من لإبعاد الجماهير عن اي عمل وطني.
نعلم جميعاً أن الجماهير هم الحاضنة والمظلة لأي عمل ثوري ووطني، وبالتالي إن نجح الاحتلال بابعاد هذه الحاضنة فهذا يعني ضعف أي عمل موجه ضد دولة الكيان، واستمرت المحاولات حتى نجحت في النيل من الكثير من أبناء شعبنا الذين وقعوا ضحية لهذه المخططات ووقعوا في شرك المخابرات الاحتلالية نتيجة عدة ضغوطات تعرضوا لها، والكثير من المغريات التي اغروهم بها ضباط المخابرات الصهيونية لكنهم لم ينجحوا من النيل من أبناء شعبنا الذين استمروا بالعمل ضد هذا الاحتلال .
وبعد فشل دولة الاحتلال من الخروج بنتائج كما خططت لها في العام ١٩٧٦ من خلال اجراء انتخابات البلديات لبروز قيادات محلية قد تكون على "مقاسهم"، فيما كان رد الجماهير الفلسطينية بانتخابهم للقوائم الوطنية قوائم منطمة التحرير الفلسطينية التي تشكلت من رجال لهم تاريخهم الوطني والنضالي، وكانت هذه النتائج صفعة قوية على وجوه حُكام الاحتلال، وبعد هذه النتائج بدأت الحكومة الصهيونية بالبحث عن طرق لتشكيل جسم جديد من بعض الوجهاء والمخاتير الذين فشلوا في هذه الانتخابات لتأسيس ما يُسمى بــ "روابط القرى" كجسم بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية ونجحوا في ذلك، لكن هذا الجسم الغريب عن شعبنا وتاريخه سرعان ما تهاوى بسبب تصدي أبناء شعبنا لهم ومحاربتهم واستهداف بعض رموزهم وتصفيتهم من قبل التنظيمات الفلسطينية على الرغم من ما منحته دولة الاحتلال لهم من صلاحيات وإمكانات وتسليحهم وربط أي خدمة للمواطنين بالحصول على الخدمات بـــ "الحصول على ختم تلك الروابط"، إلا أن كرامة شعبنا أغلى من اي تسهيل أو اغراءات، وانتهى عصر روابط القرى وبدا مسلسل "التوبة" من قبل هؤلاء العملاء أمام ابناء شعبهم ليسجل دليل اخر ان شعبنا مصمم على الخلاص من الاحتلال وكل أدواته.
ومع بداية الانتفاضة المجيدة انتفاضة الحجارة سيطرت القيادة الموحدة للانتفاضه على الشارع الفلسطيني وكانت بمثابة الحكومة للكل الفلسطيني على الأرض، ورسمت خارطة النضال الوطني وحددت الفعاليات بمنهجية عالية ونجحت في فرض اسم فلسطين على كل الأجندات العالمية، وانتهت الانتفاضة بتأسيس أول سلطة وطنية على الارض الفلسطينية ولم ينتهي عمل المخابرات الصهيونية في عمليات التجنيد والإسقاط لأبناء شعبنا في شركهم، سواء ابان الانتفاضة أو بعد دخول السلطة.
وعلى الرغم من محاربة هذه الظاهرة وتصفية العديد من العملاء وسجنهم ، إلا أن هذه المعركة لم تنتهي مع دولة الاحتلال ولن تنتهي حتى الخلاص الأبدي من الاحتلال، وما نعيشه اليوم من غطرسة كبيرة لدولة الكيان وتنكرها للحقوق المشروعة لشعبنا وتنكرها لكل الاتفاقات الموقعة معها واخترقت كل بنودها، جاء قرار القيادة الفلسطينية بقطع العلاقات ووقف العمل بكل الاتفاقات الموقعة مع دولة الاحتلال بدأت معركة جديدة مع هذا الكيان العنصري حيث ستبدأ بالعمل على اختراق صفوفنا من جديد باحثةً عن قنوات اتصال جديده لتهميش دور السلطة وتأسيس "روابط قرى" جديدة، وستحاول الاتصال مباشرة مع البلديات والمجالس وبعض التجار وخاصة الذين لديهم معاملات داخل دولة الكيان او مشاريع في مناطق ما يسمى "جيم"، خاصة للبلديات والمجالس القروية لترسل رسالة للسلطة الوطنية - أن لا بديل لها سوى العودة للاتصال والتنسيق والقبول بسياسة الأمر الواقع من أجل تمرير المخططات الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة التي توفر الغذاء اللازم لدولة الكيان من أجل الاستمرار في سيطرتها على كل الاراضي بالقوة مستغلين حالك الهوان الضعف العربي - .
وعي شعبنا وتمسكه لحقوقه ورفض مساومته على اي شيء ينتقص حقه في الدولة وتقرير المصير ملتفين حول قيادتنا الفلسطينية ودعمها في معركتها ضد هذا الاحتلال العنصري سيُسقط كل مخططات الاحتلال ولن يكون هناك روابط قرى جديدة بل سيكون هناك وحدة صف فلسطيني قادر على دحر الاحتلال مهما كانت الصعاب ومهما كان الثمن.. فالطريق طويلة ومزروعة بالأشواك مزيداً من الصبر والتحدي وسينتصر شعبنا في نهاية الطريق وسيسير في الطريق التي أنارها الشهداء بدمائهم حتى الوصول الى القدس عاصمة لدولتنا وزوال هذا الاحتلال وكل ادواته بلا رجعة .
• كاتب وسياسي / رئيس بلديـة بيتونيا