الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتقادات مسيرة النضال الفلسطيني لم تتوقف منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية!

نشر بتاريخ: 29/06/2020 ( آخر تحديث: 29/06/2020 الساعة: 14:40 )

الكاتب: عمران الخطيب

خلال مراحل مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة لم تتوقف الانتقادات من الأصدقاء والخصوم والأعداء وبكل الوسائل تحت عناوين وأجندات بعض الأنظمة والأجهزة الأمنية في دول عديدة من العالم،وهناك شرائح تستهدف بشكل خاص الهوية الوطنية الفلسطينية، البعض منها يعتبر نفسه القائد والزعيم الوحيد المؤتمن على قضية الشعب الفلسطيني ويعتقد البعض أن الشعب الفلسطيني لم يصل إلى سن النضوج تحت تصنيف وعناوين مختلفة ، ولتمرير المشاريع المشبوهة من أجل إضعاف وانهاء وتصفية القضية الفلسطينية. قبل سنوات استمعت من معاون وزير الخارجية في أحد الدول العربية
عن حجم الضغوطات من قبل وزراء الخارجية لبعض الدول الخليج العربي على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه يريد الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل تقديم طلب الموافقة على عضوية دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة.
لقد تهكم البعض والبعض الآخر كان يقول لماذا تقدم بطلب العضوية ؟
والبعض الآخر" لغاية في نفس يعقوب"!
رغم أن إتفاق أوسلو وملحقاتها ينص على مرور خمس سنوات ويتم الانتقال من سلطة محلية إلى دولة. وتم تهديد الرئيس الراحل ياسر عرفات من قبل الإدارة الأمريكية ودول أوروبا برفض أي محاولة يتم فيها إعلان الدولة، قدم مندوب فلسطين في الأمم المتحدة السفيرالمبدع رياض منصور،طلب عضوية دولة فلسطين. وقد توجه الرئيس ابو مازن إلى نيويورك مقر الأمم المتحدة 29/11/2012 وقد تزامن يوم التصويت على قبول دولة فلسطين في الوقت نفسه الذي يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
وبعد أن ألقى الرئيس ابو مازن خطابه ، جرى التصويت وأصبحت دولة فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، باعتراف 138دولة.
وفي سياق المواقف الفلسطينية
فقد رفض الرئيس ابو مازن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس والاعتراف الامريكي بذلك،
وتم قطع الاتصالات مع الإدارة الأمريكية بقرار من الرئيس
وعلى هذا الأساس يرفض الخطوة الأمريكية بما في ذلك صفقة القرن وورشة البحرين الإقتصادية ، وبموجب تلك المواقف تم إغلاق ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأمريكية واشنطن إضافة الى سلسلة من العقوبات والإجراءات من قبل الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ترامب منها وقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية والتي تقدر مائتين وخمسون مليون دولار أمريكي أجزاء منها تعود للمستشفيات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة. إضافة إلى العديد من محاولاتهم في وسائل مختلفة للضغط على القيادة الفلسطينية ٠
تم وقف المساعدات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا والتي تقدر بثلاث مائة وخمسين مليون دولار سنويا وهذه الإجراءات الأمريكية تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتمرير صفقة القرن وتداعياتها وبما في ذلك ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت
ومع كل الإجراءات "الاسرائيلية" والضغوطات الأمريكية لم تقدم العديد من الدول العربية والإسلامية مظلة أمان اقتصادي إلى القيادة الفلسطينية باستثناء الموقف الأردني الذي يرفض صفقة القرن وضم "إسرائيل" غور الأردن وشمال البحر الميت.
وبعد سلسلة من الإجراءات والمواقف "الإسرائيلية" جاء إعلان الرئيس ابو مازن بعد اجتماع القيادة الفلسطينية بوقف وإلغاء كافة الاتفاقيات مع " إسرائيل " ووفقاً لقرارات المجلس المركزي الفلسطيني والمجلس الوطني الفلسطيني وإلغاء إتفاق أوسلو وملحقاته وبعد هذا القرار من القيادة الفلسطينية لم تتسلم وزارة المالية الفلسطينية أموال المقاصة من الجانب "الإسرائيلي" بعد قرار وقف التنسيق الأمني والمدني وقطع الاتصالات مع الجانب "الإسرائيلي" وحتى هذا الوقت لم تتمكن الحكومة الفلسطينية من صرف الرواتب داخل الضفة وقطاع غزة ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها في الخارج، وحسب ما نشر من معلومات أن الحكومة الفلسطينية طلبت قروض من بعض الدول العربية ولم يتجاوب أحد حتى الآن ، وبغض النظر عن إتفاق أوسلو من يؤيده ومن يرفضه فإن كافة القوى والفصائل الفلسطينية ترفض الإجراءات "الاسرائيلية" في الضم . ومنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها هي من تتحمل المسؤولية بشكل شمولي السياسي والاقتصادي والصحي والتعليمي بما في ذك شؤو ن الشهداء والجرحى كذ لك شؤون الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ولا أحد يتحمل مسؤولية أي مواطن
في الداخل والخارج و السلطة الوطنية الفلسطينية تتحمل المسؤولية منذ تأسيسها حتى الآن داخل فلسطين.
ومع كل الإجراءات "الاسرائيلية" والضغوطات الأمريكية يرفض الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية الإنحناء والتنازل عن الثوابت الوطنية، ومع ذلك يطل علينا بين الحين والآخر من يوجه الإتهام دون وجه حق إلى القيادة الفلسطينية مفترياً عليها بالتفريط، ومنهم من يريد تقديم الدروس والعبر والتنظيرات.. والبعض الآخر يتهم بالتورط في أوسلو ، حيث وصف وزير سابق تلك القيادة التي أنجزت إتفاق أوسلو بأنها "مجموعة من الجهلة ولا تعرف أبجديات التفاوض الإستراتيجي بل ويطالب بمحاكمةمن قاموا بها ، من المؤسف حقاً أن يصل الأمر لدى البعض إلى هذا الحد من السخافة، وهذا الوزير السابق يعتبر أن فكرة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي لشعبنا الفلسطيني هي من أفكار هنري كيسنجر لذلك تجده هو في كل مكان يهاجم منظمة التحرير ويعتبر وجود الفصائل "بدعة" وهو يتفذلك في إعطاء الدروس على اساس أنه مفكر أستراتيجي على غرار عزمي بشارة ! في حين" قال التلفزيون "الإسرائيلي" قبل أيام،
وفي عنوان بدايةالنشرة الخبر الحصري حول خطة الفلسطينيين "إحراق السفن " نهائيا في "اسبوع الضم" فقبل اسبوع على أجتماع الإدارة الأمريكية لبحث قضية الضم جرت محاولة فاشلة لترتيب محادثة هاتفية بين ابو مازن ووزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو والتهديد الجديد الذي يلوح به الفلسطنيون حاليا هو انه "إن تم تنفيذ الضم فسنسلم أسلحة الأجهزة الأمنية لقيادة الجيش الإسرائيلي والمسؤولية عن الأمن حسب قولهم ستنتقل إلى إسرائيل ونبدأ مع الخبر الأول مع غال بيرغرمحرر الشؤون الفلسطينية.
نعم ميخال،كان يفترض أن تجري محادثة هاتفية مهمة بين وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو ورئيس السلطة ابو مازن وكانت هناك جهود متقدمة لترتيب هذة المكالمة في توقيت مثير أي قبل أجتماع الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض لبحث الضم والهدف كان إجبار الفلسطينين على الدخول في نوع من الحوار مع الأميركيين قبل أن يقرروا أن يمضوا بدونهم لكن ابو مازن رفض،رفض المبادرة الأمريكية هذه ولم تجر المحادثة الهاتفية ويمكنني القول إن عناصر من "سي أي ايه "كانوا في رام الله هذا الاسبوع والتقوا مسؤولين فلسطينيين. لكنهم فشلوا أيضا في هذه المهمة لكن الأمر الأكثر درامية هي الرسالة التي يهمس بها مسؤولون في رام الله في أذان مسؤولين أوروبيين "وإسرائيليين" وهي بمثابة "قطع شعرة معاوية نهائيا"
هذه هي مواقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس ابو مازن..رئيس دولة فلسطين

وأمام هذه المواقف والأفعال والتحديات الكبيرة والأقوال لمن يصفون لضغينة في نفوسهم القيادة بالجهل والتفريط،

ماذا أنتم فاعلون. يا ابو العريف؟
كاتب هذة السطور المتواضعة
أسير سابق في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" وممنوع من دخول فلسطين من قبل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"
وأرفض إتفاق أوسلو وملحقاته منذ اليوم الأول وحتى هذه الحظة ،ولكن أرفض المساس والتشكيك في منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس ابو مازن

وكما قال مظفر النواب؛ هذا الحمل عليك من الأعداء مخيف