الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعزيز السياسة الخارجية ومحاصرة المنظومة الدوليـة

نشر بتاريخ: 25/07/2020 ( آخر تحديث: 25/07/2020 الساعة: 18:05 )

الكاتب: أحمد فراج




لعل من أبرز ما يُمكن أن تقوم به الدولة التواصل مع المجتمع الدولي بما يعنيه دول ومؤسسات ومجتمع محلي تشرح من خلال هذا التواصل أبعاد القهر والظُلم الذي يعيشه أبناء شعبنا في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي يُعتبر أطول احتلال في العالم، نعم يحصل ذلك فيما تنشط السفارات الفلسطينية بالخارج وممثليات منظمة التحرير في كافة الدول منذ سبعينيات القرن الماضي، وهذا فعلياً ما يُعزز فرضية أننا دولـة تحترمها الدول وتُقيم معها علاقات دبلوماسية وبروتوكولات في العمل والاستقبال وردود الفعل، وأيضاً الرد على الرسائل الرئاسية الرسميـة أو ما يشمله من تنسيق لتوقيع بروتوكولات تعاون إضافية .
هذا جيد، ويعني أننا وصلنا دولياً لما كُنا نطمح لـه مُنذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينينة وانفتاحها على العالم، وفتح مكاتب لفلسطين في كافة الدول، ولكن منذ البداية كُنا نوصل انعكاسات الواقع في الضفة الغربية إبان الانتفاضة الاولى على الساحة الدوليـة، وهنا ورغم ما يتردد بالأفق فإن دخولنا في أزمة اقتصادية سببها الرئيسي سياسي، يعني أن تلك الدول بحاجة الى المزيد من التحرك على مستوى شعوبها ومؤسساتها المحلية الفاعلة وليس فقط عى المستوى الرسمي، فالضغط الشعبي يؤتي ثماره في حال وصلنا اليه بالطريقة الصحيحة ويضغط من أجل فرض الحل العادل ورفض الظُلم والقهر الناتج عن الاحتلال الاسرائيلي .
ولأن منظمة التحرير البيت "الجامع" ولأن السلطة الوطنية الفلسطينية جزء منها، فإن العبور الى الساحة الدولية ومحاصرة الرأي العام الدولي قد نجحت فيه القيادة فقط من خلال السياسة الحكيمة التي يتبعها الرئيس محمود عباس في الوصول الى غالبية دول العالم وفضح الممارسات الاسرائيلية وعمل السفارات في الخارج يعني وجودنا في تلك الساحات، إلا أن جالياتنا الفلسطينية بحاجة الى المزيد من التفعيل لنبش مجازر الاحتلال بحق شعبنا ومحاصرة الرأي العام الدولي لإدانة منظومة الاحتلال ومن يقف معه .
وتمثل السياسة الخارجية أحد المصادر التي يعتمد عليها النظام السياسي لاكتساب تأييد ومساندة المواطنين، وهي أيضاً لا يُمكن أن تنفصل عن السياسة الداخلية، بحيث تأتى الأولى كمحصلة أو كمخرج لمجموعة من المدخلات مثل سلامة النظام السياسي، وخصائص القيادة السياسية، وقدرات الدولة وإمكانياتها وأهدافها، وطبيعة النظام الدولي، وطبيعة الموقف السياسي، وخصائص الأيديولوجية السائدة في الداخل ، كل ذلك نحياه في فلسطين بالاضافة إلا كوننا دولـة تحت احتلال لا يعرف سوى سرقة الأرض والنهب والقتل والتشريد.
ولأن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو لا ترى في المجتمع الدولي ضاغطاً أو عاملاً رئيسياً فيما يتعلق بالحل السياسي او السلمي أو عاملاً مهماً لفرض هذا الحل ، فإن السياسة الخارجية الفلسطينية وبتركيزها على ذلك تؤكد انفتاحها على سبل الحل المتعددة سواء برعاية دولية أو اقليمية او حتى بتدخل روسيا الاتحادية ، فما تريده دولة فلسطين هو تطبيق قرارا الشرعية الدولية برعاية " دولية" وليس امريكية فقط لما تبيد الادارة الامريكية من انحياز واضح لاسرائيل ، وهذا ما عبرت عته القيادة الفلسطينية مؤخراً بـ انه في حال جرى وقف مخطط الضم فإن القيادة على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات برعاية دولية وعربية لبحث القضايا العالقة ، وهذا في طبيعة الحال صُلب السياسة الخارجية التوجه الفلسطيني نحو العالم .
• كاتب وصحفي