الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قساوة الرصاص

نشر بتاريخ: 25/09/2020 ( آخر تحديث: 25/09/2020 الساعة: 19:57 )

الكاتب:

الناطق الاعلامي باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات
فزعت وأنقطع حلمها الجميل وفاقت من نومها وهي تصرخ على صوت الرصاص الطائش الموجه لمنزلها الذي تعتبره مأمنها الوحيد ولا تفهم ما يجري تلك الطفلة ذي الخمس سنوات وقدرها أن يكون منزلها في المنتصف بين منازل العائلتين المتناحرتين في معركة تستمر لساعات وايام تطلق وتستخدم فيها كافة انواع الاسلحة والذخائر لسبب لا يرقى لان يكون سبب لاشكال بين طفلين في منطقة الخليل الجنوبية ..ذاك الرصاص الذي يطلقه مستهترٌ لأي سبب كان غير ابه بنتائجه حتى لو كانت حياة طفل او رجل او إمراة او شيخ مسن والى اي مكان يصل مدى هذا الرصاص. وشقيقتها الاكبر لم تجد مكانا تختبئ فيه سوى مطلع الدرج " بيت الدرج " في محاولة لحماية نفسها وجسدها الضعيف من تلك الرصاصات المخترقه لجدران منزلها دون استئذان وعيناها شاحبتين تلتفت يمينا ويسارا وتبحث عن أفراد عائلتها وزجاج منزلها يتطاير وشظايا الرصاص يتناثر من كل جوانب ودموعها وحسرتها واضحتين على ملامحها وهي لا تعلم المجهول القادم إليها في ثنايا تلك الرصاصات القاتله والتي قد تستقر واحدة منها في قلبها او تصيب أحد من أعزائها فتخسره للابد ولم تستطع فعل شيء سوى البكاء والتضرع لرب العالمين ليحميها واهلها وأبناء حيها ومدينتها ..
وشقيقها ينبطح أرضا ليحتمي هو الاخر ويضع يداه فوق رأسه دون أن يستطيع النظر لشقيقاته ومكان وجودهن وهو يسمع الإنفجارات في كل زاوية في بيته وحارته التي أصبح العيش فيها مر وبلا معنى ولا قيمة وبلا عدل بسبب التجبر والغطرسة لدى البعض الذين فقدوا انسانيتهم ونظروا للحياة على انها موت مسبق لأنها بلا فائدة عندهم ...وفي زاوية اخرى أب يقف عاجزا وحائرا ولا يقدر على فعل شيء والخوف يتملكه على أطفاله في لحظات مرت عليه أنحبس فيه الكلام في حنجرته ولم يستطع لسانه ان ينطق به وشاهد فيها دموع أحبائه وأطفاله ووقف عاجزا عن ازالتها لساعات عدة والرصاص ينطلق في كل الإتجاهات . وشعور حرق قلبه أمام هذا الموقف الذي بدد شعور ابنائه تجاهه بأنه كبير في قلوبهم ولكنه يقف عاجز عن حمايتهم وانقاذهم
وعلى مقربة من المنزل يقف شيخا ووجيها وبعض رجال الحي الذين يسعون لأحتواء الموقف وأصواتهم ترتفع لكن دون اي يسمعهم اؤلئك الذين جمعوا المال لشراء الأسلحة لترويع الأخرين وفرد العضلات لفرض المعادلات بأن من يمتلك السلاح والرصاص والذخائر هو الأقوى ولكن المعادلة تختلف عند أول قتيل يسقط في هذه المعركة وتتشرد العائلات وتحرق الممتلكات وتروع النساء .