الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

خرم إبرة... الأكــســـدة والاختزال بدأت

نشر بتاريخ: 19/04/2021 ( آخر تحديث: 19/04/2021 الساعة: 13:06 )

الكاتب: رامي مهداوي





هل ستحدث الانتخابات التشريعية في موعدها؟ هذا هو سؤال من سيربح المليون على أهميته لدى قطاعات مختلفة في المجتمع الفلسطيني، على الرغم من إجابتي عنه في جميع المقالات السابقة بأنها لن تحدث وإن حدثت ستكون انعكاسات ذلك كارثية على القضية الفلسطينية أولاً وأخيراً وعلى الضفة الغربية تحديداً، ما جعل البعض يحاول إقناعي بأنها ستحدث مهما كلف الأمر من ثمن.
وافقتموني القول أم عارضتموني، أدعي هنا بأنه سواء تمت أو لم تتم الانتخابات في موعدها وفق مرسوم السيد الرئيس؛ نحن، الآن، داخل ملعب جديد يستشعر به جميع أعضاء النظام السياسي الفلسطيني، هذا يعني انه منذ اللحظة الأولى لإطلاق لجنة الانتخابات المركزية مراحل عملية الانتخابات المختلفة وبدء العد التنازلي لاقتراب موعد «العرس الديمقراطي» ــــ الذي أخشى ألا يكون كذلك ـــ والأمور تأخذ مُنحنيات جديدة ضمن قاعدة الربح والخسارة.
في العلوم ـــ الكيمياء والفيزياء ـــ يسمى الربح الاختزال والخسارة الأكسدة، ونحن، الآن، في هذه العملية من حيث التحول الديمقراطي والصراعات المختلفة على الأصوات الانتخابية، فجميع القوائم الانتخابية دون استثناء بدأت تخوض عملية الأكسدة والاختزال التي ستقود بمحصلة الأمر لنتائج مختلفة كلياً عما قبل المرسوم الرئاسي للانتخابات التشريعية، الرئاسية والمجلس الوطني.
ما أريد قوله وبوضوح، إذا ما كان هدف أي انتخابات هو التغيير وإعطاء الشرعية لتمثيل الفئة المنتخبة، فعملية التغيير بدأت حتى لو تم تأجيل أو إلغاء العملية الانتخابية لأي سبب كان، فوجود هذا الكم الهائل من القوائم سيأخذنا الى رفع حرارة حالة الغليان المستقرة الموجودة بالأساس بالشارع الفلسطيني للانتقال الى مرحلة الفوران والتبخير وهذا ما يتمناه أعداء القضية الفلسطينية والمستفيدون وأصحاب المصالح، على الرغم أيضاً من وجود فئة محددة من مختلف مكونات النظام السياسي مستفيدة ببقاء الحال كما هو، وبالأخص تلك المؤسسات والنقابات والأحزاب والفصائل التي لم تقم بما عليها من أجل تجديد ذاتها بذاتها.
إن واقع المخاض الحالي يجب متابعته بحذر شديد وبعين ثاقبة، فالموضوع ليس شعارات انتخابية ترفع هنا وهناك من أجل أكسدة واختزال أصوات، ما أراه ـــ متمنياً أن أكون مخطئا ـــ قد لا يعجب الكثيرين لكنني أشاهد انشطار النظام السياسي الفلسطيني إلى كُتلتين على شكل دُويلتين «ضفستان وغزستان» ما سيؤدى إلى ولادة مؤسسات جديدة وموت مؤسسات قديمة.
لهذا، ليس الموضوع هو حدوث الانتخابات من عدمه، فالجاهل بالسياسة يدرك أنه بدأت عملية الأكسدة والاختزال وتحقيق مكاسب سياسية لدى عدد من الشخصيات والقوائم الانتخابية، وهذا يعني أيضاً أن هناك خسائر متعددة لدى الآخرين بدأت تقع، فالسؤال الذي يجب أن نبحث عن إجابات عنه منذ الآن: ما هو شكل المرحلة القادمة بعد هذا الكم من السنوات على اتفاق أوسلو؟.