الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهلاً بالمواجهة الكبرى ..

نشر بتاريخ: 08/05/2021 ( آخر تحديث: 08/05/2021 الساعة: 16:23 )

الكاتب: ربحي دولــة


إن ما يجري حالياً في مدينة القدس المُحتلة من هجمة مسعورة تنفذها عصابات الاحتلال الصهيوني بحق مُقدساتنا وبحق التواجد الفلسطيني في القدس الشريف ومحاولتهم فرض سياسة الأمر الواقع باستهدافهم أهلنا في القدس من أجل إبعادهم عن بيوتهم وتهجيرهم منها وإحلال مُرتزقتهم مكانهم ليُغيروا الحقائق ويزوروا التاريخ الحقيقي الذي يشهد بعربية القدس وفلسطينيتها وفق كل الشرائع الدينية والقوانين الأرضية .
إن تكرار الاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل مايسمى أمناء جبل الهيكل المتطرفين لتكرار تجربة الحرم الإبراهيمي في الخليل لتقسيمه مكانياً وزمانياً مُحاولين إثبات حق لهم في هذا المكان المُقدس والذي لا يُمكن التفريط فيه مهما كان الثمن وسيتصدى لكل تلك المحاولات بثبات وصمود مهما حاولت دولة الكيان من تفريغ القدس من أهلها، إلا أن في القدس شعب مرابط على ثغورها سيحميها وسيُحافظ على الوجود الفلسطيني هناك.
إن الخطوات الأخيره بحق حي الشيخ جراح ومحاولة إخلاء أصحاب الحق في العيش في هذا الحي الاستراتيجي كموقع وعنوان من عناوين الحق الفلسطيني الأبدي في القدس لتهويده عبر تسمين المغتصبين القادمين من شتى بقاع الأرض مكان أصحابه الأصليين.
من يقرأ التاريخ جيداً يعلم أن شعبنا الفلسطيني ومهما تكالبت عليه قوى الشر قادرٌ على الصمود والتحدي، فقبل عقدين من الآن أشعل شعبنا انتفاضة أسموها انتفاضة الأقصى بعدما دنس الهالك شارون بأقدامه أرض المسجد الأقصى وكانت مواجهة كُبرى ودامية مع الاحتلال، قدم شعبنا الفلسطيني خلالها التضحيات الجسام من خلال تقديمه لالاف الشهداء والأسرى فداءا للقدس والمسجد الأقصى، واذا استمر الاحتلال في نهجه وسياساته الموجهة اتجاه القدس والمُقدسات فأهلاً بالمواجهة الكبرى مع هذا المُحتل الغاشم حتى إحقاق الحق الفلسطيني ودحر الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المُستقلة كاملة السيادة .
نعم لم يتحقق ذلك، إلا بانهاء الإنقسام فوراً وإنهاء كل الخلافات الداخلية والتركيز على قضيتنا المركزية مع الاحتلال والبدء بإعداد الخطط اللازمة للخلاص منه، ويأتي ذلك من خلال تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي مسنودة بجماهير شعبنا المُتعطش للحرية والاستقلال لأن أي تأخير عن هذا الموضوع يفسح المجال أمام دولة الكيان للاستمرار في سياساتها اتجاه شعبنا واتجاه أرضنا واتجاه ذرة التاج القدس الشريف.
التاريخ لن يرحم كل من تخاذل ووقف وقفة المُتفرج أمام مايجري بحق القدس والمقدسات وبحق المقدسيين الذين أصبحوا رأس الحربة في المواجهة وعنوان الصمود والتحدي ومصدر إلهام لكافة أبناء شعبنا نحو مواجهة شعبية شاملة مع الاحتلال شعارها " لا مكان للاحتلال على أرضنا وسننتصر" .