الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حوار العقول والإقبال على مجالستها

نشر بتاريخ: 08/05/2021 ( آخر تحديث: 08/05/2021 الساعة: 21:00 )

الكاتب:

بقلم الدكتور سهيل الاحمد عميد كلية الحقوق في جامعة فلسطين الأهلية

حوار العقول والإقبال على مجالستها لا يملك أحد عقل غيره ولكنه يمكنه الإقبال على باب هذا العقل للتأثير فيه ومخاطبته والاستمتاع في محاورته ومجالسته.

فالإقبال عليه له مناهجه المعتمدة المقبولة المنضبطة بقواعدها وبالحكم المحتوية له من العلم المؤثر والقبول المغير. وكما للإقبال مناهجه العلمية الصحيحة، فإن له أساليبه الناجحة المبررة الفصيحة، يقوي هذه الأساليب اللين والرفق والرحمة والرأفة، بتخلي المقبل عن الغلظة والشدة والقسوة، فيعرض مراده بعدم إكراه وبأدب جم وبانتباه، مع مراعاة الفروق الفردية والطبيعة النفسية وإشاراته الجسدية والمقدرة العلمية والظروف الحالية والمآلية، فإذا حصل لك دخول وجب احترام العقول، لتنال بذلك القبول.

والاحترام المطلوب له مظاهره باتباع قول الخير الظاهر، ومراعاة ما عند المقابل من ظرفٍ أو أمر قاهر، وعامله بالخلق الحسن وخاطبه بعدم إثارة الفتن، واجتهد أن ترضيه ولا تجعل في قلبه ما يُقصيه ، تقرباً إلى الله وحرصاً على تقواه.

وإذا لم يأذن لك المقبل على باب عقله بالمحاورة والمخاطبة والدخول، فانظر في نفسك باحتوائها ومراجعة سلوكها وتمنن عليها بالمحاسبة وجاذبها المخاطبة، لتعلم عللها وكيف ظهر للمخاطب والمقبل عليه مللها أو كسلها، حتى رفضها وخالف نظرها فهل كان له عليها أيّ اعتراض أم جادلها وسكت عنها بامتعاض. أم أنه قد عفى عنها لكظم غيظ وحسن أدب وسعة صدر وحباً في الخير وإبعادًا للشر، أم امتنع عنك تجنباَ للغير أو مخالفة في الفكر والنظر لا غير، فقال لك: أقبلك ولا ضير، فإذا بانَ لك ذلك وقد تقبلت نتيجة أفعالك ومردّات أقوالك، فاعلم أن العقل الآخر لم يستضيفك ولم يصر في ذلك أليفك ولا حتى أنه حليفك.

وعندها حقق لنفسك ضابطاً بالفشل في الإقناع وبسوء الطرق والإمتاع، واعمل على تقويمه وبادر في تعليم نفسك أن من أراد أن يحقق كمال الإيمان وصدق التوجه وتمام الإحسان فليقل الخير دائماً، وإن لم يستطع فليصمت عن الحوار وليصحح المسار حتى يعد من الخيار ومن لطفاء وسعداء الديار.