الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين عُنق زجاجة لهجرة الطيور "بمناسبة بَدْء هجرة الطيور الخريفية 15-8 من كل عام"

نشر بتاريخ: 14/08/2021 ( آخر تحديث: 14/08/2021 الساعة: 17:53 )

الكاتب: ابراهيم فوزي عودة


تُعتبر فلسطين ذات أهمية متميزة في الشرق الأوسط لاعتبارات الموقع الجغرافي حيث هي مُلتقى قارات آسيا و إفريقيا و أوروبا ، ومما ميّزها وجود أربعة أقاليم مناخية و هي مناخ البحر المتوسط، مناخ شبه القارّي ، المناخ الصحراوي و المناخ المداري الجاف . كذلك وجود فلسطين على جزء من غرب حفرة الإنهدام مع وجود مسطحات مائية مثل نهر الأردن، بحيرة طبريا بالإضافة للأودية الموسمية و الدائمة الجريان حيث وجدت نُظماً بيئية رطبة و متنوعة، و لا ننسى وجود الجبال و الغابات الطبيعية و بالمقابل وقوع جزء منها على شاطئ البحر المتوسط ، كل ذلك مّيز فلسطين و جعلها معبراً مهماً لهجرة الطيور في العالم و تعتبر عُنق زجاجة للطيور المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا و بالعكس.
لقد عرف الإنسان أهمية الطيور منذ أقدم العصور ، حيث عمل على تدجين بعضها مثل الدجاج وكذلك من الطيور المدجنة و المفيدة لنا البَطّ ، و الأوّز ، و ديك الحبش ، وقد استخدم الإنسان الحمام الزّاجل لنقل الرسائل قبل الآف السنين ، و من فوائد الطيور أيضاً أنها تتغذى على الحشرات و الديدان و القوارض الصغيرة حيث تُعتبر صديقة الفلاح ، فهي تساعد الفلاح في التخلص من هذه الحشرات لأنها لو تُركت في الأرض لازدادت الأضرار بالمحاصيل ، بالإضافة إلى دور الطيور في عملية تلقيح الأزهار بنقلها حبوب اللّقاح من زهرة إلى أخرى ، كذلك متعة مراقبة الطيور و سماع أغاريدها و مراقبة تحليقها و حركاتها في الجوّ .
كانت الطيور و ما زالت مصدر إلهام للشعراء و الفنانين و خاصة المصوريين ، و إنّ المناطق المهمة للطيور في فلسطين متعددة لأنها تعتبر موئِلاً مميزاً للطيور و لباقي أنواع الكائنات الحية البرية ، و هنالك في فلسطين 550 نوع من الطيور و نتيجة لتعدد أنواع الطيور يقسمها المختصون في الطيور إلى خمس مجموعات و هي : أولاً : الطيور المستوطنة ( المقيمة) و هي الطيور التي تتزاوج و تفقس بيضها و تربي صغارها في البلاد، و هنالك حوالي مائة نوع طائر مستوطن منها كبير الحجم مثل النسر الأسمر و الصقر الذهبي و هنالك صغير الحجم مثل عصفور الشمس الفلسطيني و العصفور الوطني الفلسطين. ثانياً : الطيور الزائرة الشتوية : هي الطيور التي تصل البلاد ما بين شهر أيلول و كانون الأول و هي قادمة من أوروبا و تغادر ما بين شهري شباط و آذار و تضع بيضها و تربي صغارها في أوروبا والتي تأتي إلى فلسطين زائرة شتاءً لتعود إلى موطنها بعد انتهاء الفصل و هي حوالي مائة نوع أهمها الزرزو و النورس و الهدهد الأوروبي.
ثالثاً: الطيور الصيفية : هي الطيور التي يبدأ وصولها إلى البلاد ما بين شهري شباط و حتى أيلول و يأتي معظمها من أفريقيا أما القليل من الهند، و تصل البلاد يافعة و تمكُث حتى تصل سنَ البلوغ ثم تعود إلى موطنها الأصلي لتبيض و تتكاثر، و أنواعها حوالي 72 نوعاً منها الذعرة الصفراء ، و الشرقرق الأوروبي . رابعاً : الطيور المهاجرة الحقيقة و هي الطيور التي تعبُر البلاد مرتين سنوياً في طريقها من و إلى أفريقيا و أوروبا ضمن مسار محدد تمكث عدّة أيام أو أسابيع لِتعاود الرحيل ، و يتراوح عددها مائة إلى مائة و عشرون نوعاً مثل اللقلق الأبيض و بعض الطيور الجارحة مثل صقر العسل الأوروبي. خامساً: الطيور المشرّدة و هي تزور البلاد في فترات غير منتظمة و ليست ذات مسار أو توقيت محدد ، حيث يكون ظهورها و اختفاؤها مفاجئاً و منها ما يقارب مائة إلى مائة و ثلاثون نوعاً مثل الأوزة الأوربية و البجع. إنَّ حمايتنا لهذه الطيور من خلال التوعية البيئية و حماية مواقع تلك الطيور و العمل على وقف الصيد الجائر كلّ ذلك يساهم في حماية تلك الطيور التي تساعد بطبيعتها على حماية التوازن البيئي في فلسطين.

* جمعية الحياه البرية في فلسطين