الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

من أجل حياة طلابية جامعية بعيدة عن المناكفات وتحترم وتطبق الديمقراطية ضمن ضوابطها

نشر بتاريخ: 09/02/2022 ( آخر تحديث: 09/02/2022 الساعة: 15:36 )

الكاتب: ‏نادين روز علي



‏أصدرت ثلاثة أطر طلابية بيانات تعلن فيها الإضراب عن الطعام بعد أربعة أسابيع من الإضراب عن التعليم وإغلاق أبواب الجامعة . وهذه الأطر هي : القطب الطلابي ، الكتلة الاسلامية و كتلة اتحاد الطلبة - الذراع الطلابي لحزب الشعب .
‏بدأ اعتصام الكتل الطلابية في بيرزيت قبل 28 يوما للمطالبة بوقف محاسبة أي طالب على خلفية عمله النقابي والسياسي داخل أسوار الجامعة، سواء كان ينتمي لأطر طلابية أو مستقلا، بالإضافة لإقالة كل من القائم بأعمال شؤون الطلبة عنان الأتيرة ونائب رئيس الجامعة غسان الخطيب. ويستمر إغلاق جامعة بيرزيت للأسبوع الرابع على التوالي بعد رفض إدارة الجامعة لتلك المطالب .
‏وتطالب قيادة الكتلة الإسلامية (حماس) وقطب (الجبهة الشعبية) ، منذ أكثر من شهر ، بإقالة بعض كبار الموظفين في الجامعة على خلفية تداعيات أحداث الإحتفال بانطلاقة حماس في الرابع عشر من كانون ثاني الماضي ، والتي أدت لمواجهات عنيفة وقيام الطلاب باقتحام قاعة جامعية وتكسير واجهتها الزجاجية والدخول للقاعة في استعراض قسري لم تسمح به الجامعة ،مما أدى لخلاف بين الكتلة وإدارة الجامعة، وإلى قرار الجامعة تعليق دراسة الطالب اسماعيل البرغوثي ، وهو ناشط أساسي في الكتلة .
‏وبغض النظر عن السبب الحقيقي ، فإن المتضرر الأول من هذا الوضع هم الطلاب أنفسهم ، الذين يخسرون الوقت الثمين ، والامتحانات التي درسوا لها ، والمواعيد لتقديم الأبحاث والرسائل وما إلى ذلك .
‏وكل هذا هو تكلفة مادية إضافية للطلاب. غني عن القول أن إقالة بعض كبار الموظفين في الجامعة هو شأن غير طلابي وليس من حق الطلاب التدخل بتعيينات وإقالات الطاقم الأكاديمي وموظفي الجامعة. وهذه سابقة خطيرة في الحياة الجامعية الفلسطينية. فلا يعقل أن يطلب طلاب إقالة معلم أو موظف لأنه لا يروق لهم أو لأنه قام بعمل لا يوافقون عليه أو لأنه رفض لهم طلباً .
‏ولا بد أن نذكر في هذه المناسبة أن ما قام به بعض طلاب الكتلة الإسلامية من تكسير واقتحام لقاعة وعدم إحترام قرارات إدارة الجامعة وإشاعة الفوضى داخل الحرم الجامعي أضر بالطلاب أولاً وبالعلاقة بين الطلاب وإدارة الجامعة ثانياً، وكذلك أضر بثقافة الحياة الطلابية الجامعية واحترام القانون من قبل الفئة المثقفة بالذات.
‏الديمقراطية والحرية للطلاب داخل الحرم الجامعي هو أمر لا نقاش عليه ، وهو من مسلمات الحياة الجامعية العصرية . ويبقى السؤال : إلى أي مدى يمكن لهذه الديمقراطية والحرية أن تكون ؟ وهل هناك ضوابط لها ؟ وهل يحق للطلاب التدخل في قرارت إدارة الجامعة بهذا الشكل أو ذاك ؟ والسؤال الذي يختبىء وراء كل تلك الأسئلة هو : إلى أي مدى من المسموح للفصائل والأحزاب الفلسطينية التدخل في الحياة الطلابية الجامعية وفي فرض إرادتها على الطلاب وعلى إدارة الجامعة ؟ هذا موضوع للنقاش الديمقراطي من على المنصات الإعلامية ، ومقارعة الحجة بالحجة ، وهو مهم جداً لاستمرار الدراسة المنتظمة وحرية التعبير والديمقراطية الحقة داخل الحرم الجامعي .
‏ولا شك أن فلسطين تتمتع بحياة جامعية مزدهرة ، فعدد الجامعات والمعاهد العليا على اختلاف مكانتها هو عدد كبير بالنسبة لعدد السكان ، وهو دليل على إصرار العائلة الفلسطينية والطالب الفلسطيني على مواصلة التعليم وحب العلم ، وهذا يؤثر بشكل مباشر على تطور المجتمع واقتصاد الدولة وخدمة المواطن وحتى مستوى المعيشة . فلنحافظ على هذا الكنز ، ولنجد الحلول لحل خلافاتنا المشروعة في الحياة الاجتماعية لكي نحافظ على هذا الازدهار في الجامعات وفي التحصيل الأكاديمي . بالإضافة إلى كل هذا يعاني الطلاب من الزيادات المستمرة بالقسط الجامعي وتكاليف الحياة الجامعية وهي مسألة من المشروع القيام بمكافحتها من قبل الطلاب ، ومن المشروع حتى الإضراب بسببها . كذلك على إدارة الجامعة والحكومة البحث عن حلول ومصادر مالية بدل تحميل الطلاب عبء المشاكل والخلافات المالية بين الجامعة والحكومة .