الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لن يسقط النعش، لن يصدأ المفتاح

نشر بتاريخ: 15/05/2022 ( آخر تحديث: 15/05/2022 الساعة: 19:39 )

الكاتب: ميساء جيوسي

يحيي الفلسطينيون الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، نكبة اتصلت بتهجيرهم من مدنهم وقراهم وإحلال يهود من كافة بقاع العالم مكان السكان الأصليين بأساليب الترهيب والقتل والطرد.

أرض وصل لها الكثيرون تحت دعاية حملتها لهم الصهيونية بأن أرض الميعاد هذه هي أرض لا شعب فيها، لكن الحقيقة وبعد اربعة وسبعين عاما تصرخ في وجه المحتل أن الفلسطينيين باقين ولهم في الأرض زيتونا وبيوتا.

ولعل إحياء ذكرى النكبة هذا العام يمتزج ومرارة المشهد المتصل بإغتيال شيرين أبو عاقلة، التي أبت أن تغادر الحياة عنوة قبل إعدادها التقرير الأخير عن هذه الذكرى سبق مقتلها بيومين.

لعل من المهم الأشارة إلى أن ذكرى النكبة هذا العام تهل والعالم منشغل بتعقيدات المشهد في الحرب بين روسيا وأوكرانيا دوليا، وتعقيدات كثيرة ومتشعبة إقليميا، مما أفقد القضية الفلسطينية زخمها المطلوب على المستويين الإقليمي والدولي.

لكن إغتيال شيرين أبو عاقلة وما إتصل به من حيثيات فرض القضية الفلسطينية على المشهد الدولي بشكل ملح وسلط الضوء من جديد على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في مقارعة الإحتلال الأطول في عصرنا الحديث.

ولعل ما تبع الإغتيال من مشهد يوازي أفلام الرعب في وقعه على المشاهد فيما إتصل بمهاجمة حملة النعش الذي ترقد به شيرين بسلام، أظهر للعالم وجها لم يعتد على رؤيته من إسرائيل التي تصدر للغرب كل ما هو متحضر عنها وتخفي حقيقة احتلالها المقيت وما يتصل به من إجراءات تعسفية قمعية بحق الفلسطينيين أينما تواجدوا.

احتلال تنصل بلا أدنى مساءلة من كافة مسؤولياته المنصوص عليها في القانون الدولي، وما انفك يمارس أسوأ الممارسات فيما يتعلق بالتضييق على الفلسطينيين وقضم الأرض وبناء المستوطنات والقائمة بلا نهاية.

ولعل إحياء الذكرى الرابعة والسبعين هذا العام هي أكبر دليل على صمود الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته.

لكن من المهم جدا أن يستغل الفلسطينيون كل هذا الزخم في هذا التوقيت الهام لتسليط الضوء على معاناتهم والمطالبة بتحقيق العدالة لهم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كما تنص عليه القوانين الدولية.

وقد يكون ما شكله مشهد تغييب شيرين أبو عاقلة من توحيد للشعب الفلسطيني بكافة أطيافه ومشاربه نقطة إرتكاز لإنهاء إنقسام أنهك الجسد الفلسطيني واستنزف من جهده وعدالة طرح قضيته بشكل موحد وبصوت لا لبس فيه للعالم.

إلا أن تعود المفاتيح لتفتح بيوت من هجروا منها قسرا وتفرح فلسطين انعتاق طال إنتظاره، سيبقى الفلسطينيون يحرصون على أن لا تسقط النعوش برغم سطوة الجلاد وأن لا تصدأ المفاتيح مهما مر الزمان.