الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإيكاب الإسرائيلي والإنفوغراف

نشر بتاريخ: 25/08/2022 ( آخر تحديث: 25/08/2022 الساعة: 16:24 )

الكاتب: هبه بيضون

إذا كان مفهوم الهولوكوست يعني الإبادة الجماعية التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية، والتي قتل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي أوروبي على يد ألمانيا النازية وحلفائها، فإنّ ما جرى ويجري في فلسطين ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وما تعرّض له الشعب الفلسطيني على مر التاريخ، ومنذ ما قبل قيام دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل"، منذ أن كانت العصابات الصهيونية كالمنظمة العسكرية المسماة بالهاجاناة، والمنظمة الصهيونية التي تعتبر من أكثر الميليشيات الصهيونية شراسة والمعروفة ب"شتيرن" ناشطة على أرض فلسطين، وما حصل ويحصل من تدمير وإزالة للقرى والمدن، وسياسة قتل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بصورة يومية وبوسائل متعدّدة، وتشريد العائلات الفلسطيني والتهجير القسري من للتجمعات السكنية في منطقة (ج) في الضفة الغربية، والإبادة الجماعية، كتلك التي حدثت في المجازر مثل "دير ياسين"، والتي مسحت عائلات بأكملها من السجل المدني، من أطفال وقصّر ونساء وشيوخ، لم يرتكبوا أيّ جرم ولا ذنب سوى أنهم فلسطينيون، وأمثالهم كثيرون، تمّ ويتم اعتقالهم وتعذيبهم كل يوم من كافة أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس، العاصمة الأبدية لفلسطين، واستمرار الحروب والاعتداء والحصار المفروض على غزة العزة، وما يتم استخدامه من أسلحة محرمة دولياً وقنابل متفجرة ورصاص من كافة الأشكال والأنواع، يخترق العظام ويفتتها، ويخترق الأعضاء ويمزقها ,ويعطل قيامها بوظيفتها، ويضرب الأعصاب ويشلها، كل تلك الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وما يضخ من المياه العادمة (مياه الصرف الصحي) على حقول المزارعين لتلويث محاصيلهم الزراعية، التي أخذت باكورة جهدهم وزرعوها بعرقهم طوال السنة، وما يحدث من ترويع للآمنين من اقتحامات لبيوتهم في جميع الأوقات، بما فيها منتصف الليل وما بعده وعند الفجر، لتهدّد النساء ويخوّف الأطفال ويقلب أثاث البيت رأساً على عقب، وتقتحم خصوصيات غرف النوم دون سابق إنذار، وإذلال الرجال أمام زوجاتهم وأبنائهم من أطفال وقصّر، واغتيال مخطّط وممنهج ومدروس مع سبق الإصرار والترصد بحق الصحفيين، كما جرى مؤخراً مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ومن اضطهاد للمعتقلين، وتطبيق سياسة الإهمال الطبي المتعمد ضدهم، والتي راح ضحيتها عشرات، إن لم يكن المئات، من المعتقلين، الذين اعتقلوا أصحاء الأبدان وانتهوا بعاهة وأمراض مزمنة، ومنهم من استشهد نتيجة العلاج الخاطىء المقصود، أو عدم إعطاء العلاج، وما مارسته وتمارسه سلطات الاحتلال من اقتحامات وإغلاقات للمؤسسات الحقوقية في فلسطين لإسكات صوت الحق والضمير، كما حصل مؤخراً، وفي محاولة لمحو الدلائل والقرائن التي تدين دولة الكيان من خلال الإثباتات والتقارير والصور التي تصدر من قبل تلك المنظمات، ومثلها المؤسسات الصحية، خاصة تلك التي تعنى بالمرأة، والتي تمّ إغلاقها وسرقة ملفاتها، وما يرتكبه المستوطنون الذين يهاجمون الفلسطينيين العزّل وهم مدجّجون بالسلاح، ويدمرون ويسرقون المحاصيل الزراعية للفلسطينيين وممتلكاتهم، ويجدّون الزيتون، ناهيك عن اقتحامات المسجد الأقصى الممنهجة والمستمرة من قبل الجماعات الدينية والمستوطنين والمتطرفين، كل ذلك بدعم وتحت حماية جيش الاحتلال، الذي يوفر لهم البيئة الآمنة لارتكاب جرائمهم واستفزازاتهم، وبمباركة الحاخامات الذين يصدرون الفتاوى المحرّضة التي تحلّل قتل الفلسطينيين من رجال وأطفال ونساء وشيوخ، و المناهج الدراسية التي تدرّس في المدارس الدينية والتي تدعو إلى قتل العرب، وسياسة هدم المنازل بحجة عدم الترخيص، وإجبار ساكنيها على هدمها بأيديهم أو تحملهم مصاريف الهدم التي تفوق طاقتهم، وغيرها من انتهاكات لحقوق الإنسان.

كل ما سبق ذكره، وغيره الكثير مما لم يذكر، أدلة قاطعة على أنّ إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتصرف بحصانة ضد قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية والقانون الدولي، وترتكب أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين، كالتي مورست بحق اليهود من قبل النازيين، إن لم تكن تفوقها في قساوتها وبشاعتها، بمعنى آخر وباختصار، إسرائيل مارست ولا زالت تمارس سياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين، أي Ethnic Cleansing and Apartheid Against Palestinians، وهو ما أطلق عليه بالإيكاب الإسرائيلي E.C.C.A.P، والذي يجب أن يوثّق من قبل جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات والمنظمات الفلسطينية بطريقة صور مرئية، لتوصل إلى العالم أجمع ما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بطريقة فعّالة ومبسّطة، من خلال عرض مخزون الإنفوغراف الذي يشرح الانتهاكات وجرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين والإيكاب الإسرائيلي، من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي ونقل الإنفوغراف إلى المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية وإلى شعوب العالم، لفضح الاحتلال وممارساته وتوضيح عملية الإبادة التي تعرّض إليها الشعب الفلسطيني، وعقد المؤتمرات والمؤتمرات الصحفية التي تنشر ذلك على الملأ بصورة منظمة.

لن يكون هناك سلام، ما لم يتوقف الإيكاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيينن.