الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما الذي يفترض أن يقوله الرئيس في الأمم المتحدة هذا العام !!!

نشر بتاريخ: 26/08/2022 ( آخر تحديث: 26/08/2022 الساعة: 14:49 )

الكاتب: عوني المشني



"سنة حاسمة" مصطلح انفرد باستخدامه المتكرر الرئيس المصري محمد انور السادات، وابتداء من تسلم مهامه، كان مع كل بداية عام يعلن ان السنة هذه ستكون سنة حاسمة في الصراع مع اسرائيل وتنتهي السنة دون ان يحصل شيء !!! حتى جاءت حرب اكتوبر عام ١٩٧٣ وكانت هي السنة الحاسمة بالفعل.
في خطاب الرئيس الفلسطيني في الامم المتحدة قال وبالفم الملآن ك العالم لديه فرصة لمدة عام حتى يطبق حل الدولتين واذا لم يتم ذلك سنلجأ الى خياراتنا الفلسطينية الاخرى ، وها هو العام ينتهي او يشارف على الانتهاء ودون ان يكون اي تقدم على هذا الصعيد بل وحسب حديث الرئيس الامريكي بايدن فان مثل هذا مطلب والمطالب الفلسطينية التي اقل من ذلك تحتاج الى عودة المسيح من جديد حتى يحققها !!!! .
وخلال هذا العام مرت مياه كثيرة في النهر ، ولا اعرف على وجه اليقين عدد المرات التي قيل فيها ان قرارات المجلس المركزي الفلسطيني على الطاولة وستأخذ القيادة الفلسطينية قرارات حاسمة لتطبيقها ، وفي اكثر من مناسبة يلوح الرئيس الفلسطيني بخيارات دولة واحدة لشعبين وكأن هذا الخيار متاح تحقيقه متى عدنا اليه !!!! وفي هذا العام تطورات كثيرة متسارعة . اغلقت ست مؤسسات فلسطينية في رام الله بقرار من قائد " يهودا والسامرة " وهو الترجمة العبرية للضفة الفلسطينية والتي من المفترض ان تكون هي وقطاع غزة الدولة الفلسطينية العتيدة ، وفي هذا العام هجمة اسرائيلية والمانية على الرئيس محمود عباس لاجراءه مقارنة بين جرائم الاحتلال والهولوكوست ، وفي هذا العام اعادة هيكلة في منظمة التحرير تهيئة لمرحلة ما بعد محمود عباس ، وفي هذا العام ايضا استمرار وتسارع التهويد والاستيطان والقتل والاعتقالات وتقدم مشروع السيطرة الكاملة على الارض وضعف يتزايد للسلطة الفلسطينية .وفي هذا العام اتساع الهوة بين الشارع الفلسطيني والسلطة ….. واحداث واشياء كثيرة اغلبها تؤكد اننا نبتعد اكثر فاكثر عن حل الدولتين الذي ينادي به الرئيس الفلسطيني محمود عباس .
سيقف محمود عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة وسينتظر شعبنا ماذا سيقول !!!! ربما لا يهم العالم كثيرا ما سيقوله محمود عباس فانشغالات العالم بحرب روسيا واوكرانيا وازمة تايوان وخطر نقص المواد الغذائية والغاز اهم كثيرا للعالم مما سيقوله محمود عباس ، لكن لشعبنا الذي يعتبر قضيته اهم من كل تلك له رأي اخر ، فحديث الرئيس رغم انه موجه للعالم الا ان من سيسمعه باهتمام شديد هو الشعب الفلسطيني . صحيح ان الرئيس والمستوى القيادي الفلسطيني يعتبر رأي اي مسئول امريكي من الصف الرابع او الخامس اهم من رأي الشعب الفلسطيني باكمله ، ولكن صحيح ايضا انه في المواقف الجدية والحاسمة فان الشعب الفلسطيني يستطيع ان يقلب الطاولة عبر ما هو غير متوقع . وللفلسطينيين تجربة بل تجارب كثيرة في ذلك .
ساحاول ان اجتهد لا بتوقع ما الذي سيقوله الرئيس في ذلك الخطاب ، فالذي سيقوله سينطلق من منهج طال استخدامه عبر السنوات الماضية ودون ان يترك اي نتائج تذكر ، هذا بقي الرئيس في ذلك المسار ، وفي هذه الحال انا ان توقع سيلا من الاتهامات والشكاوي والالتزامات بالسلام …… الخ من تلك المقولات التي لم يعد لتكرارها اي اضافة سياسية .
لكن هناك منطق مختلف ، ربما الرئيس مهد له في خطابه السابق عندما تحدث عن مهلة العام ، منهج يغادر مربع استجداء المفاوضات والتبرم من سوء الاوضاع ، ويدخل مربع التأثير في مسار الاحداث واحداث تحولات ولو بسيطة تساهم في صنع الحدث . وهنا ما يفترض التوقف والتفكير . ساحاول الاجتهاد فيما يفترض ان يقوله الرئيس انطلاقا من هذا الاساس ،لن اكون مفترضا حرفية الكلام ولكن بجوهر الافكار والتوجهات … .
بمعطيات وارقام عليه ان يوضح ان اسرائيل قد خلقت واقعا على الارض يجعل حل الدولتين امرا غير قابل للتطبيق ، وسياسيا اسرائيل تنصلت من هذا الحل واكثر من هذا تنصلت من اوسلوا ، لهذا لم يعد اتفاق ارسلو وحل الدولتين موجودا سواء سياسيا او قانونيا او من حيث معطيات الواقع …. وطبعا تعزيز هذا الحديث بمعطيات وارقام ووقائع وتصريحات وسياسات وعليه فاننا سنتعامل مع هذا الواقع اسوة بما تتعامل اسرائيل معه وبنفس الطريقة ، وبما يخدم شعبنا ، وهذا منتهى العدل اذا لا يعقل بان يتحول اوسلوا الى اداة تركيع لشعبنا وغطاء لاستمرار الاستيطان والتهويد والقتل ،لقد فهم شعبنا ان اتفاقية اوسلو ستقود الى حل نهائي الفلسطيني الاسرائيلي ينهي الاحتلال ويحقق السلام للشعبين وهذا ما لم يتحقق وما لم تلتزم اسرائيل به . وبهذا نحن امام سياسات فلسطينية تأخذ هذا الوضع في الاعتبار وتتعاطى معه بدون اوهام .
الدولة الفلسطينية استحقاق وطني غير خاضع للاعتبارات السياسية الاسرائيلية ، وسيبقى شعبنا يناضل بكل السبل المشروعة لتحقيق اهداف شعبنا في التحرر والاستقلال . ان الدولة الفلسطينية لن تكون مرهونة للاعتبارات الحزبية الاسرائيلية وسيأخذ شعبنا كل ما من شأنه المساهمة في تحقيق هذا الحق ، ولن يحد شعبنا اي اعتبار او التزام مسبق في نضالنا لتحقيق هذا الهدف .
مرجعية السلطة هي منظمة التحرير الفلسطينية ، اتخذنا قرارا لا رجعة فيه باعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة كل قوى وفعاليات شعب فلسطين بلا استثناء وستكون منفصلة عن السلطة وستقرر بمعزل عن السلطة سياسات وبرامج سياسية الشعب الفلسطيني ، ونعلن امامكم ان رئيس السلطة لن يكون هو رئيس منظمة التحرير فالسلطة طالما هي ليست دولة كاملة السيادة على ارضها فهي ليست دولة وانما اطار خدماتي .
اعلن من هنا ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة ستكون هذا العام وبغض النظر عن الموقف الاسرائيلي وستجري في الضفة وغزة والقدس . كما سيجري توحيد سياسي فلسطيني عبر منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد وسيعقد المجلس الوطني التوحيدي الجديد في احدى العواصم العربية ليحدد سياسات وخيارات الشعب الفلسطيني وهذا كله سيحصل في النصف الاول من العام القادم . وهذا التزام غير قابل للالغاء او التاجيل .
بعد قيام اسرائيل باستباحة الارض الفلسطينية واغلاق مؤسسات شعبنا المرخصة والخاضعة للسلطة وفي مناطق السلطة وبعد كل عمليات الاجتياح والقتل وهدم البيوت …. الخ تعلن السلطة رسميا انها اصبحت غير قادرة على اداء دورها بسبب السياسات والممارسات الاسرائيلية وعليه سيجري اعادة ترتيب لوضع السلطة الفلسطينية بما يتناسب مع هذا الوضع الجديد وبما يعزز صمود شعبنا على ارضه وتحقيق الامن لشعبنا .
بصفتي رئيس لمنظمة التحرير اعلن عن نقل المقر الرئيسي للمنظمة الى احدى العواصم العربية وذلك في ظل سياسات الاحتلال والتي تشكل معيقا حقيقيا امام عمل منظمة التحرير واعتبارها جسما مستقلا عن السلطة ومرجعية لها وصاحبة الولاية السياسية على الشعب الفلسطيني كونها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
ان قناعتنا الاكيدة بالسلام تعني السلام لشعبنا اسوة بكل شعوب العالم والمنطقة ولكن استمرار تعرض شعبنا للقتل وبيوتنا للهدم وارضنا للسرقة لن يجعل هذا السلام ممكنا ، ولن يجعلنا قادرين على تحقيق هذا السلام ، وعليه فإننا نعلن للملأ وامامكم ان التزامنا بالسلام مرهون بسلامة شعبنا وارضنا وحقوقنا ، اننا لا نهدد احد ولكن سندافع عن شعبنا وبالقدر الذي نستطيع .
ان نظرتنا للحل السياسي للصراع تتلخص في حقوق فردية وجماعية متساوية ، الحقوق الجمعية بمعنى حق تقرير المصير والسيادة الوطنية والحقوق الفردية بمعنى الحقوق التي تكفلها الدول لمواطنيها ، ان اي حل سياسي يتجاوز هذا المفهوم لن يكون مقبولا لشعبنا ، وسيواصل شعبنا كفاحه لتحقيق هذا الفهم والذي يشكل اساسا لاي حل سياسي .
طبعا هناك الكثير من التفاصيل يمكن قولها ، وهناك ما يترك دون قول ليفهم من بين الكلمات ، وهناك قضايا تقال من باب العلاقات العامة ، وهناك كلام يفهم ولا يقال ، الرئيس يعلم ذلك ، ويعلم ما هو ابعد من ذلك ، ويعلم ان الرد الفلسطيني على ادارة الظهر للحقوق الفلسطينية لا يتم عبر قرارات عرجاء بل بتغيير جوهري في النهج ، وتغيير عميق وذو مغزى ، واذا لم يحمل خطاب الرئيس فهم جدي ومسئول لهذا التغيير فان " السنة الحاسمة " ستكون حاسمة باتجاه ما قاله غانتس :" واهم من يعتقد ان حل الدولتين سينهي الصراع وواهم اكثر من يعتقد انها ستكون دولة ثنائية القومية " .
وبين ما هو متوقع ان يقول الرئيس وما يفترض ان يقول مسافة ، وهي المسافة نفسها بين قراءتين للمستقبل الفلسطيني ، فعندما تفشل استراتيجية محدده لتحقيق الاهداف هناك من يغير الاستراتيجية ، وهناك من يبقى على نفس الاستراتيجية ويغير الاهداف !!! هل سيختار الرئيس تغيير الاستراتيجية الفاشلة ام تغيير الاهداف ؟!!! هذا هو السؤال !!!!! يجعلنا قادرين على تحقيق هذا السلام ، وعليه فإننا نعلن للملأ وامامكم ان التزامنا بالسلام مرهون بسلامة شعبنا وارضنا وحقوقنا ، اننا لا نهدد احد ولكن سندافع عن شعبنا وبالقدر الذي نستطيع .
ان نظرتنا للحل السياسي للصراع تتلخص في حقوق فردية وجماعية متساوية ، الحقوق الجمعية بمعنى حق تقرير المصير والسيادة الوطنية والحقوق الفردية بمعنى الحقوق التي تكفلها الدول لمواطنيها ، ان اي حل سياسي يتجاوز هذا المفهوم لن يكون مقبولا لشعبنا ، وسيواصل شعبنا كفاحه لتحقيق هذا الفهم والذي يشكل اساسا لاي حل سياسي .
طبعا هناك الكثير من التفاصيل يمكن قولها ، وهناك ما يترك دون قول ليفهم من بين الكلمات ، وهناك قضايا تقال من باب العلاقات العامة ، وهناك كلام يفهم ولا يقال ، الرئيس يعلم ذلك ، ويعلم ما هو ابعد من ذلك ، ويعلم ان الرد الفلسطيني على ادارة الظهر للحقوق الفلسطينية لا يتم عبر قرارات عرجاء بل بتغيير جوهري في النهج ، وتغيير عميق وذو مغزى ، واذا لم يحمل خطاب الرئيس فهم جدي ومسئول لهذا التغيير فان " السنة الحاسمة " ستكون حاسمة باتجاه ما قاله غانتس :" واهم من يعتقد ان حل الدولتين سينهي الصراع وواهم اكثر من يعتقد انها ستكون دولة ثنائية القومية " .
وبين ما هو متوقع ان يقول الرئيس وما يفترض ان يقول مسافة ، وهي المسافة نفسها بين قراءتين للمستقبل الفلسطيني ، فعندما تفشل استراتيجية محدده لتحقيق الاهداف هناك من يغير الاستراتيجية ، وهناك من يبقى على نفس الاستراتيجية ويغير الاهداف !!! هل سيختار الرئيس تغيير الاستراتيجية الفاشلة ام تغيير الاهداف ؟!!! هذا هو السؤال !!!!!