السبت: 02/08/2025 بتوقيت القدس الشريف

النظام الصهيوني ما بين السامية والخزرية

نشر بتاريخ: 02/08/2025 ( آخر تحديث: 02/08/2025 الساعة: 17:48 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

ما كان يبطنه النظام الصهيوني الحاكم في اسرائيل ،القوة القائمة بالاحتلال، من عنصرية وحقد وكراهية لكل من هو غير يهودي ما قبل السابع من اكتوبر سنة 2023 اظهره بعد ذلك للعلن نظام الثلاثي الفاشي الحاكم "نتنياهو سموتريتش وبنغفير" وبتحد سافر للبشرية جمعاء بعد ان تمكنت الحركة الصهيونية من اخفاء كل ذلك في سابق الايام حماية لكيانها العنصري متمسكنة حتى تمكنت من الامساك بكل مفاصل القرار في الغرب الرسمي على الرغم من ان الغرب هو الذي اقام هذا الكيان ليكون الحارس على مصالحه الاستعمارية في منطقة الشرق الاوسط.
بدون ادنى شك فان تمرير قانون القومية اليهودية سنة 2018 من قبل الكنيسيت وبدون اي اعتراض دولي حقيقي ساهم كثيرا في اكتشاف الصهيونية لذاتها والى ما وصلت اليه من غطرسة وتنمر وعلى انها فوق الشرعية الدولية وقوانينها كيف لا وقانون القومية العنصري هذا يلغي حق تقرير المصير لاي كان من غير اليهود على الارض الفلسطينية التاريخية من النهر الى البحر بمن في ذلك السكان الاصليين وذلك بتحد صارخ لهذه الشرعية الدولية وقوانينها كافة بما فيها المحاكم الدولية.
وقد تمكنت الحركة الصهيونية وبذكاء من استغلال تكليفها بدور الحارس لمصالح الغرب كغطاء لنواياها الحقيقية لتصبح بعد ذلك هي السيد الذي يملي على الغرب شروطه حماية لمصالح هذه الحركة الصهيونية، توطئة للسيطرة لاحقا على اكبر قدر ممكن من العالم بمن في ذلك البيت الابيض الذي وبدون شك اصبح ارض محتلة صهيونيا بعد ان وظفت الصهيونية ابداعها في سياسة الابتزاز وبجدارة من خلال قانون العداء للسامية على الرغم من ان وزيرة تعلبم اسرائيلية سابقة وهي شالوميت الوني قالت في حديث مصور على ان هذا القانون كما المحرقة النازية هما وسائل ابتزاز صهيونية للتغطية على جرائم كيانها امام العالم الغربي القيمي والديمقراطي.
قانون العداء للسامية سنته الحركة الصهيونية وفرضته على العديد من دول الغرب وهو قانون يجرم العداء لليهود ولكنه تجدد وتطور بعد ذلك ليصبح قانون يجرم كل من ينتقد اسرائيل حتى على الجرائم التي تقترفها وذلك بذريعة الدفاع عن النفس مستغلة وفي اطار ابتزازي لعقدة الذنب الاوروبية بسبب المحرقة النازية ومن جهة اخرى وظفت الصهيونية لذات الهدف سلاح اخر وهو سلاح المال في امريكا من خلال منظمة الايباك التي اصبحت تقررمن يشرع ومن ينفذ في هذه الامريكا على الرغم من انها اقوى دولة في العالم وهذا ما كان قد صرح به شارون رئيس وزراء اسرائيلي سابق و بكل غطرسة ردا على شيمون بيريز "نحن من يحكم امريكا وليست امريكا هي من يحكمنا".
وعلى الرغم من كل ما ذكرت الا انني مازلت على يقين بان الشعب الامريكي سوف يستفيق ويعود الى سابق عهده متحررا من الصهيونية ولو بعد حين لانهم احفاد ابراهام لينكولن المحفز والملهم للشعب الامريكي وهو صاحب المقولة العظيمة "تستطيع ان تخدع بعض الناس لبعض الوقت لكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس لكل الوقت" وكأني بمقولته هذه قصد بها التحذير للصهيونية ولكن ومع ذلك فالصهيونية وزعمائها من امثال الثلاثي الفاشي الذين ذكرتهم في البداية ما زالوا لم يتعظوا ولم يبالوا وكانهم يعتقدون فعلا بانهم اسياد هذا الكون بما يفعلونه جهارا نهارا في غزة وباقي فلسطين وباقي الدول المجاورة بحجة الدفاع عن النفس مع ان الحقيقة هي عكس ذلك تماما لانهم لا يدافعون عن انفسهم ولا عن شعبهم ولكن عن طبيعتهم الصهيونية وهي طبيعة العنصرية والهيمنة وكره الاغيار (غير اليهود).
ومع ذلك فانا لا استغرب بعد كل هذا الوقت كيف انطلت فلسفة الحركة الصيونية وملحها الكذب والخداع على الغرب الرسمي لان الغرب وبدون شك هو شريك في الصمت عن كل ذلك ولكني استغرب كيف انطلى ذلك على الغرب الشعبي طوال العقود السابقة خصوصا وان النظام الصهيوني الحاكم في اسرائيل هو نظام اشكنازي خزري و لا يمت للسامية بصلة.
في سياق متصل يقفز الى ذهني سؤال وهو الا يثير فضول الغرب الرسمي الان اكتشاف شعوبهم ولو متاخرا لحقيقة ان من ابتزهم طوال العقود الماضية بالمحرقة النازية هو نفسه واولاده واحفاده هم الذين يرتكبون ما هو ربما اسوأ من المحرقة النازية بحق الفلسطينيين تحت احتلالهم .
اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ، ترتكب حرب ابادة وتطهير عرقي جهارا نهارا في غزة والى حد ما في الضفة الفلسطينية مستخدمة ليس فقط كافة الاسلحة العسكرية الذكية والغبية وانما ما هو ابشع من كل ذلك وهو سلاح من غير الممكن لانسان ان يستخدمه وهو الطعام والماء لقتل الفلسطينيين جوعا وبدون تمييز بين طفل ومسن (عدد ضحايا المجاعة لغاية اليوم في غزة بحسب وكالة معا بلغ 162 منهم 92 طفل. ) وسؤال اخر الا يستحق ما يجري في غزة من قبل هذا الغرب الرسمي ولو من باب الاحترام لناخبيهم وقيمهم ان يعاقبوا اسرائيل وجيشها الفاشي على ما تفعله من ابادة وتطهير عرقي وما زالت خصوصا وانه يتنافى مع القيم التي شبوا عليها وهذا يقودني الى قرار الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر القادم والذي لا شك بانه قرار مثمن الا انه في الوقت نفسه جاء مخجل ومعيب لانه صدر كورقة مساومة وليس لاصلاح خطأ تاريخي ارتكبته بريطانيا سنة 1917 والمساومة هي من اجل انقاذ الصهيونية بعد ان أسقطت عن عورتها كل اوراق التوت بسب ما ترتكبه من جرائم.
الى ما سبق اردت ان اضيف مذكرا عالم الغرب وتحديدا حكومة المملكة المتحدة وذلك قبل ان ينسىوا او يتناسوا ما جرى في منتصف شهر يونيو الماضي وهو مؤتمر يهودي عقد في فينا عاصمة النمسا وهي مكان ولادة الصهيونية و بحضور اكثر من خمسمائة يهودي نخبوي من الناشطين والاكاديميين والمؤرخين وكان تحت عنوان " اليهود يرفضون الصهيونية " وشعارات اخرى مثل اليهودية ليست صهيونية واهمية هذا المؤتمر لا تكمن فقط باعلان حالة طلاق بين اليهود والصهيونية ولكنها تكمن في الحضور النخبوي اليهودي.
ما ذكرته سابقا سببه هو انني اردت ان اضع انسانية هذا الغرب على المحك لانني ما زلت اؤمن بان الانسانية ما زالت حية في الغرب الديمقراطي كونه ايضا غرب المساواة وحقوق الانسان وان هذا الغرب هو من اسقط نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا والذي ثبت بانه توأم سيامي للنظام العنصري الحاكم في اسرائيل وعليه اتجرأ بالقول بانه لم يعد مقبولا اخلاقيا من احد ان يتسامح مع ما يفعله الكيان الصهوني الذي كشر عن انيابه لتظهر بانها انياب غير بشرية والتذكير موصول لحكومة الدولة العظمى التي كانت سببا في كل ما جرى للشعب الفلسطيني وهي بريطانيا وتحديدا لرئيس الوزراء كير ستارمر الذي من المفروص انه محامي لحقوق الانسان و لطالما كنت شخصيا من المصوتين لحزبه وهل من المعقول ان يكون ستارمر اكثر صهيونية او سامية من اليهود الذين يرفضون هذه الصهيونية من الذين حضروا مؤتمر فينا المذكور والذين اتوا من كل دول العالم ومنهم المؤرخ ايلان بابي الذين اجتمعوا ليعلنوا رفضهم للصهيونية ومطالبتهم بوقفها وهي اي الصهيونية اكبر اعداء اليهودية وذلك انتصارا منهم للساميين الفلسطينيين الذين يذبحون في كل يوم في غزة على يد يهود الخزر الحاكمين في اسرائيل .
ختاما اقول بانني لا انتظر اجابة من اي حاكم غربي صهيوني او متصهين لاني ارى الطبيعة تبشرني بالخير القادم الذي سيعم العالم كله وهو نهاية الصهيونية كحركة عنصرية والسبب انها هي من كشفت عن طبيعتها هذه ونهايتها بدأت تُكتب في مكان ولادتها في فينا و في ادبيات كل شعوب الغرب الذين خرجوا الى الشوارع منددين بحرب الابادة والتطهير العرقي الذي تمارسه اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بذريعة الدفاع عن النفس مع ان كل ما تفعله وكما اسلفت واكرر هو دفاعا عن طبيعتها الصهيونية والسبب هو ان الضحايا "الفلسطينيون" هم اصحاب حق اخلاقي وتاريخي ودولي لتقرير مصيرهم واقامة دولتهم على ارضهم التاريخية التي احتلها الكيان الصهيوني بالقوة ليقيم عليها كيانه الذي وبسبب ذلك ولد هذا الكيان مشوها ونمى مشوها وهو يمارس عداءه للانسانية بسبب هذا التشوه.