السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بينَ حياةٍ مُصطنعة وقتلٍ يوميّ.

نشر بتاريخ: 30/09/2022 ( آخر تحديث: 30/09/2022 الساعة: 22:57 )

الكاتب:

بقلم: المستشار خليل قراجه الرّفاعي

أما آن أنْ يتوقّف الموت الأحمر أو تتوقّف الحياة؟. لأوّل مرّة في ظلِّ الوهن العامّ في مواجهةِ آلة القتل والدّمار أجدُ أنّ الإضرابَ مُفيدٌ جدًا؛ لأنّه يُحيي التّضامن في نفوسِ النّاس بعدما أصبح الجارُ لا يعلمُ عن استشهادِ جاره.

إنّ إعادة إحياء روحِ التّضامنِ الوطنيّ هي أحدُ أهداف هذا الإضراب، وهذا هو الحدُّ الأدنى الذي يجب أن يتوفر. لكن، من جهة أخرى، ماذا عنّا نحنُ جميعًا، سلطةً وشعبًا ومنظمة، كيف لنا أن نتحمّل استمرار هذا القتل والدّمار والهدم، وفي ذات الوقت نفكّر في بناء دولةٍ تحت الاحتلال!. فعليًا أصبحتُ أشعرُ أنّنا دخلنا حالةَ انفصامٍ في الشّخصية الوطنيّة، ويجب أنْ نتصالحَ مع أنفسنا، ويجبُ أيضًا أنْ يشمل الإضرابُ تفكيرَ الدّولةِ بحياة الدولة. أقصدُ أنّ الموت والحياة المتضادّان بالضّرورة لا يمكن أن يجتمعا في الآن نفسه، لذا لا يمكن إطلاقًا استيعابُ بناءِ صوامع القمح ومؤسّسات الدّولة والوطن كلّ يومٍ يُواري في ثراه شهيدًا جديدًا، ولا يمكنُ تفهّم اتساع العمل السياسيّ، الذي رغم كلّ اتّساعه هذا لا يستطيعُ بكلّ أدوات السياسة أن يوقف هدم منزلٍ واحد، أو أن يوقِفَ آلة القتل والدّمار الإسرائيليِّ التي بدأت بهدم السلطة في مقرّاتها، وضربِ قيمةِ وُجودها أيضًا منذ عام 2000، وكلّ هذا أمام مرأى ومسمع العالم.

في خضمّ هذا القتل والدّمار والتّهجير نحاول الاستمرار، آملين بحلٍ عادل ودولةٍ ثابتة الأركان، لكنّ الحقيقة أنّه لم تعد هناك إمكانيّة للاستمراريّة، فالقتل والتدمير ليسَ أمرًا عابرًا. لذا؛ علينا فعلًا، نحنً والعالم المتفرّج، أن نختار إمّا أن نتوقّف عن الحياة السّياسيّة وبناء الدّولة، وإمّا أن تتوقّف آلة الاحتلالِ بكلّ ممارساتِها، فلن تستطيع الشّخصية الوطنيّة التّعايشَ مع هذا الانفصام أكثر من هذا.