الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات اليونانية وانعكاساتها.

نشر بتاريخ: 23/05/2023 ( آخر تحديث: 23/05/2023 الساعة: 14:53 )

الكاتب: مروان طوباسي- أثينا


ان صعود اليمين اليوناني في الانتخابات التي جرت يوم الاحد ٢٨ ايار ياتي في اطار موجة فوز احزاب اليمين في معظم الدول الاوروبية مؤخراً ، إضافة إلى تداعيات أزمة عدم وحدة واختلاف تفسيرات الهوية الفكرية لليسار الأوروبي ودوره بالمرحلة الراهنة ، هو ما يفسر فوز اليمين امس باليونان .

السؤال الان ، كيف سينعكس هذا على واقع التضامن مع قضيتنا الوطنية الفلسطينية بالوقت الذي وقف به اليمين الاوروبي بشكل عام تاريخيا إلى جانب السياسات الإسرائيلية منذ نشأتها الاستعمارية ، وكيف لنا مواجهة ذلك من أجل تعزيز التضامن مع الشعوب الأوروبية والتأثير على سياسات الاتحاد الأوروبي التي تميزت وتمثلت في ما قالته أورسلا فان دير لين مؤخرا بخصوص دفاعاها الممنهج عن دولة الاحتلال في ذكرى استقلالها المزعوم ؟ ومؤخرا قبل أيام لم تتوانى احزاب اليمين بالبرلمان البرتغالي من اتخاذ قرار بمساندة ودعم السياسات الإسرائيلية في سابقة هي الأولى على مستوى البرلمانات الأوروبية ، كذلك امتناع عدد من دول الاتحاد الأوروبي بحضور أحياء ذكرى النكبة التي إقامتها الأمم المتحدة ، هذا اضافة الى دور احزاب اليمين بالبرلمان الاوروبي التي تميزت بازدواجية المعايير والنفاق السياسي الذي يخدم سياسات ومواقف دولة الاحتلال .

هذا إضافة إلى أن هذا الفوز وصعود اليمين الأوروبي بإستثناء بعض حالات الدول التي تَوحدت اقطاب اليسار فيها كفرنسا مثلاً ، سيساهم في ابقاء الأزمة الاقتصادية وتفاقمها وحالة التقشف الاقتصادي بما ليس له علاقة بالمصالح الحقيقية للشعوب الاوروبية وفق سياسات اليمين النيوليبرالي الأوروبي ، كما يخدم أيضا استمرار بعض سياسات اليمين المتطرف والشعبوي بشأن الهجرة وغيرها من القضايا المطروحة إلى جانب دعم السياسات الأمريكية في أوكرانيا وما له علاقة بمعاداة الشرق عموما .

وباليونان اليوم ورغم عدم اعلان النتائج النهائية الرسمية بعد ، لكن كافة المؤشرات من النتائج الاولية تشير الى فوز اليمين المحافظ باليونان &

39; باكثرية مقاعد البرلمان ٤٠ % في الانتخابات العامة التي جرت الأحد وهي نفس ما حصل عليه هذا الحزب بالانتخابات السابقة عام ٢٠١٩ ، بمقابل تراجع حزب اليسار المعارض الرئيسي "سيريزا" والذي حكم اليونان قبل دورتين بوصوله على ٢١% مقابل ٣١ % في ٢٠١٩ . المؤشرات الملفتة للأنتباه هي عودة صعود حزب الباسوك الأشتراكي إلى ١٤ % مقابل ٧% في ٢٠١٩ والذي حكم اليونان قبل عقود وسقط الى ٤% بالدورات السابقة الثلاث ، وصعود الحزب الشيوعي إلى ٨ % بدل ٥ % بالدورة السابقة ٢٠١٩ ، كما وفوز حزب يميني متطرف بحوالي ٥ % وفشل احزاب أخرى كانت ممثلة بالبرلمان من تجاوز نسبة الحسم (حزبين يساريين وحزب يميني ) .

واضح أن بقاء اليمين بالحكم وفوزه مساء الأحد كان على حساب تراجع حزب اليسار الراديكالي سيريزا الذي تراجع بحوالي ١٠% ذهبت إلى حزب الباسوك والحزب الشيوعي التي زادت أصواتهم مجتمعة بهذة النسبة تقريبا ٧%+٣% ، وهي تفسر عودة مؤيدين أو اعضاء من سيريزا إلى احزابهم الأم التي خرجوا منها سابقا .

رغم ذلك فإن الحزب الفائز بحاجة إلى إنشاء تحالف مع حزب اخر وهو أمر صعب على ما يبدو في حالة حزب اليمين الديمقراطية الجديدة لاعتبارات مختلفة من أجل تشكيل الحكومة ، لذلك فإنه من المحتمل جدا إعادة الانتخابات بدورة ثانية خلال شهرين وفق أسس الدستور اليوناني وبنظام انتخابي سيعود ليعطي الحزب الفائز عددا من المقاعد البرلمانية الإضافية تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده وفق النظام الانتخابي الذي كان معمول به سابقا عام ٢٠١٩ وسيعاد اعتماد