الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

لنعيد للقدس صمودها في شهر رمضان

نشر بتاريخ: 12/02/2024 ( آخر تحديث: 12/02/2024 الساعة: 17:32 )

الكاتب: ‏نادين روز علي

اكاد اجزم ان الأشهر الأخيرة حتى يوم السابع من اكتوبر كانت الأفضل بالنسبة لتجار القدس منذ عشرين عاما او يزيد، خلال الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر ازدهرت أسواق المدينة المقدسة.

وكثير من المحال التجارية التي أغلقت ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية عادت وفتحت أبوابها لاسيما مع توافد عشرات الاف الفلسطينيين من الضفة الغربية سواء اكانوا قادمين للصلاة او العمل، المقدسي الذي كان يعاني من حجم الضغوط الاقتصادية عليه شعر في الأشهر التي سبقت طوفان الأقصى بانه اصبح قادر على تجاوز هذه الضغوط وانه بدأ يتعافى بشكل حقيقي حتى جاءت الحرب الأخيرة فاعادت عقارب الساعة الى الوراء بالنسبة للتجار المقدسيين وبالنسبة للاقتصاد المقدسي.

وحالة التعافي الاقتصادي تحولت الى حالة من الانتكاسة الاقتصادية، وبقراءة سريعة الى الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر سنجد ان شهر رمضان الماضي كان الأكثر نتاجا وانتاجا بالنسبة للتجار المقدسيين ومع وصول الفلسطينيين من الداخل المحتل ومن الضفة الغربية، تحولت القدس الى مدينة مزدهرة وتحولت الأسواق المقدسية الى أسواق مليئة بالزائرين والمبتاعين، اليوم ومع اقتراب شهر رمضان المبارك يعول التجار المقدسيين والاقتصاد المقدسي على أيام الشهر المبارك علها تحمل لهم تعافيا بعد الانتاكاسة الاقتصادية في اثر الحرب على قطاغ غزة، لا تجد احد من التجار المقدسيين والاقتصاديين في المدينة الا ويتحدث عن انتظار شهر رمضان المبارك الذي من الممكن ان يعيد الحياة لشرايين المدينة التي أصبحت جافة.

اليوم مطلوب من الجميع ان يعمل على إعادة الصمود للمدينة المقدسة من خلال استيعاب ان الشهر الفضيل هو شهر ليس فقط للعبادة وانما أيضا يشكل للمقدسيين شهرا لاستعادة العافية الاقتصادية، ان استغلال أيام الشهر الفضيل يجب ان تكون من خلال العمل الجاد على توفير أجواء طيبة على مدار أيام رمضان بحيث يتحول الشهر الى شهر لاستعادة الاقتصاد المقدسي كما كان عليه الوضع قبل السابع من أكتوبر.

لا يمكن للمقدسيين ان يظلوا يعيشون بين الحياة واللاحياة الا من خلال توفير حالة في المدينة المقدسة تسمح بوصول الفلسطينيين الى القدس من خلال توفير أسباب ذلك، والأسباب التي يمكن ان تتوفر فقط من خلال الابتعاد عن الاستفزازات التي يحاول الاحتلال الاستفادة منها وتخريب أجواء الشهر المبارك.

الاحتلال يريد ان يدمر الاقتصاد الفلسطيني المقدسي وعلينا ان نكون متيقظين لذلك وان نسلب منه الأسباب لتدمير شهر رمضان من خلال الحفاظ على أيام الشهر خالية من أي واقع يعكرها او الانجرار لمشهد لن يأتي للمقدسيين الا بمزيد من العذابات.