الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اقروا المقال التالي بتدبر ..!

نشر بتاريخ: 17/02/2024 ( آخر تحديث: 17/02/2024 الساعة: 17:17 )

الكاتب:

الصحفي والمحلل المصري أحمد حسن

tml‏لا تريد الدول العربية أن تدرك أن قطاراً ما ، قد انطلق ولن يعود إلى محطته التي بدأ منها .. —

السياسة بعد ٧ أكتوبر لن تكون كما كانت قبله ويجب أن يفهموا ذلك جيدا ، ولا يراهنوا على نجاح عملية إسرائيل في غزة .. لماذا ..؟ لقد حولت عملية ٧ أكتوبر المعركة إلى صراع *صفري* ، هذا يعني أن هناك نهاية حتميه يحب أن تحدث لأحد الطرفين ، *لأن بقاء المقاومة في غزة يعني بالضرورة تفكك اسرائيل من الداخل وانهيار ثقة الشعب المحتل بنفسه.

ما يعني بالضرورة نهاية التعويل على اسرائيل كموطن لليهود ، ونهاية التعويل عليها كقاعدة متقدمة للغرب ، وعليه لا يمكن أبدا أن يستمر وجودان .. *وجود اسرائيل مستقرة وحماس بغزة .. فماذا يعني ذلك ..!؟*

*يعني أن اسرائيل مجبرة لا مخيرة على خوض الحرب ، وخوضها للنهاية تعني في تفاعلاتها النهائية حالتين لا ثالث لهما :*

١. انتصار اسرائيل يعني حتمية مخطط التهجير الذي سيزلزل مصر والأردن ، وسيتداعى الوضع الداخلي للدولتين ، ويتداعى معهما الموقف الإقليمي .

٢. تعثُّر اسرائيل بالحرب البريه ، ودخول قوات أمريكية سيستدعي دخولاً حتميّاً لا اختياريّاً لـ ٤ جبهات هي سورية ، العراق ، لبنان ، ولاحقا جبهة إيران نفسها ، *وهذا يعني بالضرورة حرباً إقليمية لا يتوقع أي طرف حتى الآن نهايتها أوحجمها ..

* هذه ليست حرب بين *مجرد* جيوش ، بل حرب تستدعي *النص الديني والمواجهة الهوياتية* ، وخلخلة جميع قواعد وأسس النظام الإقليمي *لأن الحالة الشعبية ستكون أكبر من الحالة العسكرية ، فهذه حرب تأخذ الكل في مداها وميدانها.

ولهذا ؛ يجب على الدول العربية الآن وليس غدا ، والأمس وليس اليوم ، أن تغير تعاطيها مع الأزمة ، وان تنسى طموحاتها الاقتصادية وخططها التنموية ، وخصوماتها السياسية ، وتستخدم ما أوتيت من قوة لوقف الحرب وإلا لن تنتهي المواجهة عند حدود غزة*..

وإن لم يكن الأمر كذلك، فستتدحرج كرة الثلج على الجميع ، *وهذا أمر يسعى له طرفان ، لن أقول إسرائيل ، ولن أقول إيران ، بل أزعم أن الإمارات وحماس هما طرفا النقيض بهذه المواجهة ، في مداها الاستراتيجي.

اي أننا أمام إرادتين :

١. *إرادة القنبلة التي ألقتها حماس في الماء الراكد ، والتي قرأت جيّداً أن مخطط إنهاء القضية الفلسطينية وتسليم مفاتيح القدس للصهاينة يتم على عجل بعد تطبيع المغرب وسيكتمل بعد تطبيع الرياض ..*

٢. *إرادة الإمارات التي تدفع لإنهاء القضية الفلسطينية تماماً وتحفز إسرائيل وتتحالف مع أقصى تياراتها تطرفا ، تلك التيارات التي كانت تتبرأ منها واشنطن والغرب ، لأن حرب الإمارات على المقاومة ومشروع التحرير عقائدية ، [ وهذا أعنيه جيدا وأعلمه جيدا معلومةً لا تحليلاً ]*..

ولهذا ، فالدول العربية ليس أمامها سوى مسار واحد يتمثل بدعم صمود غزة للنهاية ، سرا وعلنا حسب مقدرة كلٍّ منها ، حتى وإن كانت تكره ما تمثِّلُه المقاومة من سردية سياسية وأيديولجية ، وأن تعيد تصحيح بوصلتها الداخلية ، تهيُّؤاً لما يمكن أن يتبع توسع رقعة المواجهة من هزاتٍ إقليمية شرسة ومدمرة ..* ودون ذلك لا خيارات في الأفق ، *فالأوراق لا أقول قد خُلطت .. وإنما حرّقت حريقا .