الكاتب: إسلام ابوعرام
يتضور الإنسان جوعاً للكثير. لعله بغريزته الإنسانية الفارغة يحوم في الفراغ مناجياً؛ كل شيء. لعله يضع حداً لجشعه الآدمي.
من السخرية ان يلتفت العقل البشري رابطاً الجوع بالطعام. لم يرتدي الجوع يوماً لوناً واحد، بل انه مشيعٌ بالموضة يتلوى متجسداً عدة ألوان.
فهناك حتماً من يناجي الفتات لعل زخاته القليلة تشبع معدته الخاوية. و هناك من يناجي الشعور، يغرز نفسه بالمرارة مراراً لعله يبكي. و هناك من بخواء روحه عقيم! متعبٌ من ثقل الإحساس. يحوم بحثاً عن اخصاءٍ لفؤاده المُثَّقل. و هناك ذلك الشَّرِه المنادي بالحرية البحتة. هناك في زاوية الغرفة، من عيناه تتلفت حدة، بحثاً عن يومٍ ينادي فيه بلاده بغير مناجاة. ينادي! دون تمني و دون حاجةٍ للترجي. يصرخُ نشوةً في ذروة الشبع. يصرخ مكابرةً متجسداً زوربا؛ راقصاً.
لعله بصراخه يستحل الكرامة، الحرية، النصر، أمنياته العالقة في تفاصيل القرون. من يدري لعلنا نرى زوربا فلسطينياً.
يقول مالرو "لا يحدث للإنسان ما يستحقه بل ما يشبهه" لعل الجوع مستحقٌ مؤكد و حقيقةٌ حتمية. لعلنا لا نجوعُ لما نفتقده بل لما نجزمُ تشابهه الدفين فينا
لعلنا نجوعُ أنفسنا اولاً و اخيراً.