الجمعة: 30/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

في ظل عصر الروبيضات والغلمان ...

نشر بتاريخ: 29/05/2025 ( آخر تحديث: 29/05/2025 الساعة: 20:37 )

الكاتب:

يونس العموري

في ظل عصر الرويبضات الذي نحيا من المحيط الى الخليج والمسمى بالوطن العربي والتي أصبحت هويته ضائعة ولا علاقة له بالعروبة ، يكبر السؤال عن ما هية المصير ، وكان ان قال النبي العدناني العربي الثائر على الجهل والجاهلية "تأتي سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق، ويخوَّن فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن، وينطق الرويبضة، قلنا: ما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: السفيه يتكلم في أمور العامة" والسفهاء في هذا العصر العربي الهزيل يجلسون على عروش الحكم والتحكم بمصائر كل تلك العواصم الناطقة بلغة الضاد ، وايلياء بسالف العصر والزمان هي القدس الأن وفي ظل عصر الروبيضات ستتغير الأسماء والاسم هنا سيكون اورشليم عاصمة تلموديه الدولة.

والسفهاء هم الناطقون بكل اللهجات العربية الركيكة ومن يحاول ان يتمترس بلغته الفارسية وإسلامية الامامة وولاية الفقيه والفقه منهم براءة بكل الأمكنة والازمنة و سماسرة الحج والعمرة وزيارة العتبات المقدسة واضرحة أولياء الله الصالحين والممثلين والعاملين في كل الشؤون ما استتر منها وما انفضح واتضح ، ولا استثني منهم احد ، ونظل نحن الباحثون عن حقيقة الصادق وذاك الأمين القادم على صهوة الريح ليتصدر المشهد من جديد ، ومن يخاف الموج لا يركب البحر، ويظل السؤال معلقا عن موعد القدوم وركوب البحر وان كان الكثير ممن أمنوا ويؤمنون بضرورة التغير والتصدي لرويبضات المرحلة قد سكتوا واستكانوا واصبحوا ممن يحسبون حساباتهم وفقا لطبيعة المرحلة ومتطلباتها وحماية الذات ، وقالوا ما قالوا في ظل ما يسمى بالنقد والانتقاد لفعل المجانين ومن قال فعلهم قد أضاع الوطن ، والوطن المسلوب يأن تحت وطأة التنظير والاقوال وتظل الروبيضة هي الناطقة المتنطقة بالشأن العام من المحيط الى الخليج يبحثون عم أسماءهم من جديد ، والجديد هنا المجاهرة بالفعل القبيح والتنكر حتى للتاريخ وتزوير نصوص الكتاب المحفوظ ، ويظل امير الصعاليك واحد ممن قالوا كلمتهم في عمق البيداء العربية عندما ثار على كل قوانين التعقل وكانت له الامارة لجموع المجانين المنقلبين على سادة القوم المتكئين على الارائك وبرغد العيش ينعمون ، واشبعوا بطون فقراء الواحات ، والابل كان لها الكثير من النصيب ، ولأمير الصعاليك الكثير من الجولات في ساحات الوغى وقيل ما قيل بحضرة الشعر والشعراء عن جنونه وفعله الجميل الخارج عن السياق وكانت البيعة له من جموع الفقراء وهؤلاء المساكين واليتامى وعابري السبيل وانشد فصيح اللسان افصح الكلام في وقائع الألم وبلسمة الجرح وكانت ثورته ثورة المستحيل على ذوي الكروش المنتفخة وسادة النوق والأبل، وعرف معنى ان تعاكس أفعال الشياطين ونصرة الحق وخرج من عباءة سادة السادة وسدنة انتظار فتات القادم من الغرب ، وادرك حقيقة معادلة معاكسة الريح الشمالية وتلك العاصفة والمزمجرة المُقتلعة للخيام ، والسقوط ومن ثم النهوض ومواجهة النيران الملتهمة لكل اشكال الحياة ، فهذه مهمة مجانين المرحلة وصعاليك الازمان بصرف النظر عن طبيعة هذا الزمان ، والمكان هو من يقرر كيف ستكون المواجهة والنهوض من بعد السقوط وللنهوض رموز لا يعرفها من لا يؤمن بأحقيته بالوقوف شامخا ومناهضا للقادم على صهوة الروبيضات بكل مكان. ويظل من اقسم بعناقيد الغضب بمطاردة القاتل هو الصامد ومن سيخلده التاريخ والتاريخ هو اللافظ لسفهاء العصور ومن يتطاولون على امراء التغير وسماسرة المواقف القابعون بين جدران قصورهم يحاولون ستر عوراتهم من خلال قمع المقموع وسرقة المسروق وقتل المقتول والبيع والشراء بأبخس الاثمان ، ويظل النقاش سيد الموقف حول فعل مجانين المدن الثائرة وعقلانية اولي الأمر فينا ، وما بين الرضا والسكوت يكون الموقف واستنباط الحقيقة والتاريخ الشاهد على الأشهاد لمن يحاول ان معاودة القراءة من جديد .

أيها المتمرد على كل القراءات وكل تلك الأتية من نصوص فلسفة فلاسفة التهجين والتدجين ، وإشاعة الخوف والترهيب ، قف على ناصية الزقاق العتيق واعلن عن ذاتك حيث المشهد يبدو اكثر وضوحا، والعرين قد أضحى بيتا للثعابين، واقذف حقيقة حلمك بوجه العابثين بمصيرك. والطريق الى البيت قد اصبح البعيد، ونداء البعيد للبعيد صراخا عبثيا في ظل التيه.

وفي ظل الاستكانة والمهانة تطل الهرطقة باشكالها الصارخة الفاقعة اللون بالكلام الأجوف بما يخدم المصالح وتقاطعها وهي الظاهرة التي اضحت صناعة محترفة لذوي الكلام من على منصات التجويف والتسطيح الكلامي ، وظهرت وتمظهرت الشعارات التي ليس لها علاقة بأي منطق او قانون يحكم وقائع الواقع الراهن…

ويضل الثابت هو المتغير في عوالم الكثبان الرملية المتحركة. وواحة الغلمان قد أضحوا الكبار في لعبة الشد والجذب ما بين قياصرة روما الجدد .

فحينما يصبح التطاول على رموز التاريخ والحاضر ورموز المستقبل ومن يتزنر ببندقة الثائر على ابو الفقراء من غلام يقبع بصحاري التيه علنا ومصرح به اذن نحن امام لحظة انقلابات كبرى، ترمي بثقلها هنا في ظل سياسات الارضاء والتراضي للغلام وللحقيقة وجهان وتظل الحقيقة الراسخة التي كان قد اعلنها الرائد النابض بحق الشعوب بامتلاك مبادرتها واحقيتها بالتعبير عن ذاتها الناصر ( بان الشعوب التي تساوم المستعمر على حريتها توقع في نفس الوقت وثيقة عبوديتها ..) وهي الحقيقة المناهضة للغلمان الحاكمة للمنطقة في العصر الحاضر . وبالأرض السمراء نحاول الإفلات من استعبادنا وإرغام ارادتنا للإستكانة والعبث بمصائرنا لكن دون جدوى، فالرسميات هنا بجغرافيا الوطن المسلوب المُنقسم تتسابق في مبايعة غلمان النفط والغاز وصحاري التيه.