الكاتب: فراس ياغي
حسم الأمر بما يخص مفاوضات صفقة تبادل الاسرى، واعلن المبعوث الأمريكي عن وضع وثيقة إتفاق أرسلت للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني "حركة حماس" لكي يتم الرد عليها، ووفق كل ما ينشر ويتم تسريبه في الإعلام فما يطرحه المبعوث الأمريكي للشرق الاوسط ويتكوف هو حل وسط كما قيل بين مطالبات الطرفين
حركة حماس إستبقت إعلان ويتكوف وهو بجانب الرئيس ترامب " هذه إشارة واضحة لدعم كامل منه لوثيقة مبعوثه التي قدمت للطرفين"، وأعلنت انها توصلت عبر مفاوضات مباشرة مع الأمريكي من خلال رجل الأعمال الامريكي الفلسطيني الاصل والمقرب من الرئيس ترامب والسيد ويتكوف "بشارة بحبح"، توصلت إلى صيغة إتفاق إطار عام سيؤدي في النهاية إلى وقف نهائي للحرب وانسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة
ما هو طبيعة إتفاق الإطار
نستطيع ان نفهم من بيان حركة حماس أن إتفاق الإطار العام الذي وافقت عليه يشمل مرحلتين:
المرحلة الاولى:
وفق المراسل الصحفي لقناة i24 news "باروخ يديد"، هي إتفاق هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما تشمل في طياتها الإفراج عن اسرى احياء "الحديث عن تسعة" وجثث "18 جثة" خلال اول اسبوع، مقابل الإفراج عن مجموعة من الاسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية وغير العالية وبالذات من إعتقلوا بعد السابع من تشرين/ أكتوبر ما عدا قوات النخبة وجثث أسرى فلسطينيين ، وتشمل ايضا تنفيذ البروتوكول الإنساني بدون شروط، والانسحاب الإسرائيلي الى خطوط ما قبل الثاني من آذار/مارس "شرق قطاع غزة"، ولكن الجديد في الإتفاق وفق ما صرحت به حركة حماس في بيانها الصادر يوم الاربعاء الموافق 28/5/2025 هو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة "حكومة تكنوقراط"، وإذا ما صح ذلك فهذا يشير بوضوح إلى أن اليوم التالي للحرب على غزة قد تم حسمها، من حيث ليس فقط شكل النظام السياسي المؤقت، وإنما تكون بمثابة دفن لكل مخططات التهجير وغيرها، اي ان الخطة المصرية "العربية" سيتم المباشرة في تنفيذها
المرحلة الثانية:
وهذه ايضا وفق بيان حركة حماس، ستبدأ فور تنفيذ المرحلة الاولى حيث يقود المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين وبمساعدة الوسطاء القطريين والمصريين للتوصل لصيغة إتفاق نهائي يؤدي إلى وقف الحرب نهائيا والإنسحاب الشامل من غزة وتبادل الأسرى المتبقين، وإعمار غزة وموضوعة السلاح، بإعتبار ان موضوع الحكم حسم من المرحلة الاولى
ملاحظات
ضمن مراقبة ما صدر من تصريحات، وما يمكن رصده من تسريبات، نستطيع ان نحدد التالي:
أولاـ إتفاق الإطار هو بين حركة حماس والمبعوث الامريكي وليس مع حكومة نتنياهو، وبالتالي فالضامن لتنفيذه هم الوسطاء وعلى راسهم الولايات المتحدة الامريكية ومع ذلك فهذا لا يلزم نتياهو كون اي وقف للحرب ستسقط حكومته لذلك يجب أن تكون الضمانات واضحة لا لبس فيها، وعدم الرهان فقط على طول مدة الهدنة
ثانياـ الاتفاق الذي قد توافق عليه حكومة نتنياهو هو فقط المرحلة الأولى اعلاه اي انه إتفاق جزئي وهدنة مؤقتة مع الموافقة على نقاش وقف دائم للحرب بالشروط الإسرائيلية " المتمثلة في النفي لقيادات من حماس ونزع سلاح المقاومة، كما أن نتنياهو سيحاول إفشال الإتفاق بالإصرار على رفض الإفراج عن نوعية من الأسرى القيادات ذوي الأحكام العالية
ثالثا- يجب الضغط فورا ومنذ بدء تنفيذ المرحلة الأولى في مسألتين، الاولى بدء تنفيذ خطة للإعمار مؤقتة، والثانية تحديد جلسات ماراثونية للتفاوض على المرحلة الثانية المتضمنة وقف الحرب والانسحاب الشامل.
رابعا- العمل فورا واثناء الهدنة لتشكيل جبهة عريضة من الكل الفلسطيني في قطاع غزة لمساندة المفاوضين وبما يؤسس لواقع سياسي جديد تأسيسا لما بعد حرب الإبادة على قطاع غزة، هذه الجبهة تستند لبرنامج واضح يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية
اخيرا، ما حدث حتى الآن يعتبر إنجاز إلى حد ما في طريق الوصول لوقف الحرب والإنسحاب الشامل وأسس لموقف دولي على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يطالب بإنهاء الحرب، وهذا يعتبر تقدم كبير عن كل الخطوات السابقة، كما أن التفاوض المباشر مع حركة حماس من قبل الولايات المتحدة يمكن البناء عليه مستقبلا في إيجاد صيغة تتجاوز الكثير من الإشتراطات الدولية السابقة، وبما يسمح بمصالحة فلسطينية تؤدي لتشكيل نظام سياسي فلسطيني جامع عبر دخول حركة حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية التي بالضرورة ستقود التحركات السياسية التي ستعقب وقف الحرب، أي التعامل مع ما سيتم طرحه من حلول نهائية وفق الرؤيا التي قد يعلن عنها الرئيس ترامب
ما حدث حتى الآن وأعتقد في المستقبل القريب هو حشر نتنياهو وحكومته في زوايا متعددة كلها تصب في العزل والنبذ وقد تصل الى فرض عقوبات إقتصادية بالذات من قبل الإتحاد الأوروبي إذا ما إستمر نتنياهو في خطة الإبادة والتهجير. فالعالم ككل تقريبا سئم نتنياه ومشاهد الإبادة والتجويع ويريد إنهاء الحرب