الكاتب:
لارا أحمد
شكّل اغتيال سعيد إيزادي، أحد أبرز الشخصيات في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لحظة مفصلية في العلاقة بين إيران وحركة حماس، إذ وُصف إيزادي بأنه المهندس الأساسي للروابط والتنسيق العملياتي بين طهران والحركة الفلسطينية.
قُتل إيزادي في غارة إسرائيلية دقيقة استهدفته في مدينة قم الإيرانية، ما يعكس تغيّراً نوعياً في قواعد الاشتباك ويكشف مدى اختراق إسرائيل للجبهة الإيرانية الداخلية. لكن الأهم من ذلك، أن هذه الضربة حملت معها دلالة رمزية واستراتيجية: تفكك الرابط العسكري واللوجستي بين إيران وحماس، في وقت تمر فيه الحركة بمرحلة من العزلة والتآكل السياسي.
لطالما لعب إيزادي دوراً رئيسياً في نقل التمويل، السلاح، والتدريب من إيران إلى الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس. ومع غيابه، باتت الحركة تفتقد إلى القناة الأساسية التي كانت توفّر لها الدعم الإيراني، وهو ما زاد من حالة الحصار التي تعاني منها، سياسياً وعسكرياً، خاصة في ظل تراجع الدعم العربي وتنامي الضغوط الإقليمية والدولية.
منذ اغتيال إيزادي، ارتفعت الأصوات داخل وخارج فلسطين تدعو قيادة حماس إلى "تقليص الخسائر" والمضي نحو اتفاق ينهي الحرب، لتجنّب دمارٍ كامل ولإنقاذ ما تبقى من سكان قطاع غزة، الذين يعيشون تحت وطأة النزوح القسري والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة. فالوضع في غزة لم يعد يحتمل، والضغط الشعبي يزداد يوماً بعد يوم، وسط شعور بأن الحركة تقاتل وحدها في معركة خاسرة.
بموت سعيد إيزادي، خسر محور طهران-غزة أحد أعمدته، وبدون إعادة تقييم استراتيجي من قبل حماس، فإن المستقبل قد يحمل مزيداً من العزلة والدمار.