الكاتب: سري القدوة
على العالم أجمع للعمل بشكل جدي من اجل الوقوف بوجه الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة المنكوبة، وألا يقف مكتوف الأيدي، أمام تفاقمها المستمر وأهمية التعجيل بالسماح للمساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة بالدخول الى أراضي القطاع، وأهمية إقرار تشريعات طارئة تخصص من خلالها مبالغ رمزية تعادل ثمن وجبة طعام أو لتر ماء أو علبة دواء لإنقاذ أرواح الأطفال والشيوخ والنساء الذين يموتون جوعا ومرضا وبردا وحرا .
وعلى العالم إدانة استخدام سلاح التجويع ضد العزل المدنيين وعلى الهيئات الأممية والمنظمات العالمية، ودول العالم الكبرى، أن تتولى مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية عبر العمل على إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية .
باتت الكوارث تتسع والتحدي أصبح صعب في ظل تفاقم المشكلات واستمرار الانتهاكات وممارسات الاحتلال العدوانية الإرهابية الوحشية المتصاعدة بينما يقف العالم صامتا وعاجزا ولا يمتلك القدرة على تغير مجريات الإحداث وعدم قدرة المجتمع الدولي في الإيفاء بالتزاماته إزاء الحق الفلسطيني وان سكوته على تمادي الاحتلال بعدوانه وإصراره على توسيع نطاقها دون أي رادع دولي .
حكومة الاحتلال تواصل حربها بكل وحشية حيث ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 55,959، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوانها في السابع من أكتوبر 2023، وأن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 131,242، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وأنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 51 شهيدا بينهم (3 شهداء انتُشلت جثامينهم)، و104 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 5,647 شهيدا، و19,201 إصابة، بينما لا يزال هناك عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم .
لا بد من المجتمع الدولي التدخل لحماية الشعب الفلسطيني وتقديم الإغاثة العاجلة لقطاع غزة، في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة نتيجة العدوان المتواصل، ويجب التحرك من قبل البرلمان الأوروبي، والاتحاد البرلماني العربي، والبرلمان العربي، وبرلمان منظمة التعاون الإسلامي، والشبكة البرلمانية لدول عدم الانحياز، والاتحاد البرلماني الآسيوي، والبرلمان الإفريقي، والبرلمان اللاتيني، إلى جانب البرلمانات الوطنية في الدول الصديقة، وضرورة وقف تلك الكوراث حيث يشهد قطاع غزة أوضاعا إنسانية غير مسبوقة، تشمل الموت الجماعي بالقصف، والجوع، والعطش، والتشرد، وانعدام العلاج، وانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل، وان كل مدن وبلدات قطاع غزة، من رفح إلى بيت حانون، ومن غزة إلى خان يونس، تحولت إلى مناطق منكوبة ومكتظة بالنازحين الذين يلاحقهم الموت حتى في خيام الإيواء، وفي مراكز توزيع المواد الغذائية التي تحولت إلى أهداف مباشرة للقتل .
آن الأوان لتجاوز الدبلوماسية المجاملة والانخراط في معركة الوعي العالمي، بكافة أدواتها القانونية والإعلامية والشعبية، وبخطاب واضح فلسطين ليست ملف تفاوضي، بل قضية تحرر وطني وإنساني، وأن الكرامة لا تطلب بل تنتزع، والحق لا يستجدى بل يفرض بالعدالة وهذا هو الدور الحقيقي للمجتمع الدولي قبل فوات الأوان، وان دماء الشهداء ومعاناة الأطفال والنساء هي اختبار لضمير العالم، وإن هذه المجازر الوحشية لن تمحى بصمت العالم بل ستبقى وصمة عار على جبين من صمت، ويجب مواصلة دعم نضال الشعب الفلسطيني المشروع حتى زوال الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال .