الخميس: 26/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

المخدرات وأنواع جرائم المخدرات في فلسطين

نشر بتاريخ: 25/06/2025 ( آخر تحديث: 25/06/2025 الساعة: 13:36 )

الكاتب:

الدكتور خالد أبو ظاهر
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي يصادف 26\6، قررت ان اكتب عن أنواع جرائم المخدرات التي تم ضبطها وتوثيقها في المحافظات الفلسطينية من جانب إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية.
تعرف المخدرات على انها كل مادة طبيعية او صناعية، عند تعاطيها لها تأثيرات مختلفة مثل - مسكنة أو منومة او منبهة أو مهلوسة بأي أشكال ونسب وطرق تعاط كانت، من شأنها أن تعطل العقل جزئياً أو كلياً، وتناولها يؤدي إلى الإدمان؛ الذي يقود الى تأثيرات سيئة على بنية الكائن الحي، وحالته النفسية ونشاطه الذهني وتسبب تسمم في الجهاز العصبي، فتضر الفرد والمجتمع، ويحظر تداولها أو زراعتها، أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون.
ويقصد بظاهرة تعاطي المخدرات او المؤثرات العقلية، بأنها الاستخدام المتكرر للمخدرات غير المشروعة، أو إساءة استخدام الأدوية الموصوفة أو المتاحة دون وصفة طبية، مما يؤدي إلى عواقب ضارة قد تشمل هذه العواقب مشاكل في الاسرة او المدرسة او الجامعة او العمل، او مع افراد المجتمع أو في العلاقات الشخصية، كما قد تشمل هذه العواقب أيضًا مشاكل قانونية ومخاطر جسدية مرتبطة بتعاطي المخدرات في مواقف خطيرة.
اما الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية فيعرف بأنه مرض دماغي مزمن متكرر يتميز بالبحث القهري عن المخدرات وتعاطيها، رغم العواقب الضارة التي تتبع ظاهرة التعاطي. ويعتبر مرضًا دماغيًا لأن المخدرات والمؤثرات العقلية تغير في طبيعة الدماغ، وهو مركز التحكم والسيطرة في الجسم، أي تُغيِّر بنيته وطريقة عمله، وقد تكون هذه التغيرات الدماغية قصيرة او طويلة الأمد، وقد تؤدي إلى السلوكيات والتصرفات الغريبة والمستهجنة التي تُلاحظ على المتعاطين للمواد المخدرة او المؤثرات العقلية.
ان تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية بحد ذاته سلوك إجرامي، وذلك لما لها من تأثير ضار لا يقتصر فقط على الشخص المتعاطي نفسه وإنما يمكن أن يشكل خطر على الآخرين، فالمخدرات تؤثر على عقل المتعاطي وتفقده السيطرة على سلوكه وتصرفاته وتجعله أكثر عدوانية وتحطم كل قيمه الدينية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية وتجعله غير واعي بما يقدم عليه من سلوك، فيقدم على ارتكاب أفعال غير أخلاقية قد تصل لحدود الجريمة دون إدراك أو وعي.
وسوف نتناول هذه المقالة مراجعة لجرائم المخدرات الواردة في مواقع الأجهزة الأمنية الفلسطينية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات الالكترونية ( https://www.palpolice.ps/specialized-departments/anti-narcotics-department) من صفحة رقم 1 ولغاية صفحة رقم 675، لتسليط الضوء على أنواع الجرائم المقترنة بتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية المنتشرة في المجتمع الفلسطيني حصرا.
تعريف جرائم المخدرات وتصنيفاتها:
وهناك تعريفات كثيرة لجرائم المخدرات، نذكر منها ما يلي:
 جرائم المخدرات: هي تلك الجرائم الجنائية المقصودة، والتي تشمل تعاطي وزراعة وإنتاج وصناعة واستخراج وإعداد وعرض للبيع وتوزيع وشراء وبيع وسمسرة وشحن ونقل وتوصيل واستيراد وتصدير المخدرات أو المواد المخدرة.
 جرائم المخدرات: هي تلك الجرائم الجنائية المقصودة، ويمكن التمييز بين نوعين منها لدى الشخص المدمن، فمنها ما يتعلق بالجرائم التي يرتكبها بتأثير المادة المخدرة على مقدراته ووظائفه العقلية، ومنها الجرائم التي يرتكبها وترتبط بانتهاك القوانين الخاصة بالمخدرات.
 جرائم المخدرات: هي جرائم جنائية تشمل تصنيع وتوزيع وتعاطي مواد غير مشروعة.
وهناك تصنيفات كثيرة لجرائم المخدرات، سوف نتناول في هذه المقالة أشهر تصنيفين ذكرا في الادبيات وهما:
التصنيف الأول لجرائم المخدرات:
ويمكن ان تصنف جرائم المخدرات على اساسه إلى نوعين:
أولا - الجرائم المتعلقة بالمخدرات (Drug-related offenses): ويقصد بها الجرائم مثل السرقة والحرق العمد والاعتداء على الأطفال والعنف وجرائم الشوارع والتزييف وغيرها من الجرائم التي يتم ارتكابها عندما يكون الشخص تحت تأثير المخدرات سواء اكانت طبيعية ام صناعية او المؤثرات العقلية، مثل:
1- العدوانية: هي الجرائم التي تنتج عن زيادة الميول العدوانية والانفعالية لدى المدمن تجاه الآخرين، والتي قد تؤدي إلى حدوث شجار ينتهي بجريمة قتل تجاه أحد أفراد أسرته، او لأشخاص ليس بينهم أي صلة قرابة.
2- الاغتصاب والتحرش الجنسي: وهي الجرائم التي يقوم بها المدمن بسبب فقدانه للوعي والإدراك العقلي مما يجعله يقدم على التحرش أو الاعتداء الجنسي حتى تجاه أطفاله او زوجته نتيجة غياب الوازع الديني والأخلاقي لديه، وفي كثير من الأحيان لا يذكر ماذا فعل بعد مضي وقت على قيامه بهذا السلوك الإجرامي.
3- العنف الاسري: ويقصد به أي تهديد أو اعتداء أو اساءة جسدية أو نفسية أو جنسية موجهة للشريك أو للأطفال أو لكبار السن في الاسرة، ويتمثل السلوك الإجرامي للفرد المتعاطي للمواد المخدرة في التصرف بعدوانية وعنف شديد مع جميع أفراد أسرته.
4- ضعف واختفاء القدرات العقلية وحوادث السير: هي الجرائم التي تنتج عن غياب القدرات العقلية للمتعاطي ما يتسبب بتعرضه لحوادث مثل حوادث السير على سبيل المثال حيث يرتكب الشخص المتعاطي حادث عن طريق الخطأ وذلك لعدم قدرته على التحكم بنفسه وضبط تصرفاته، في هذه الحالة لا يكون قصد المتعاطي ارتكاب الجريمة ولكنه غير قادر على تجنبها لعدم قدرته على التحكم في افعاله، فيكون السبب في حدوث الوفاة والإصابة والإعاقة، أو أن يتم استغلاله بسبب ضعف قدراته العقلية من قبل أشخاص آخرين للتغطية على أفعالهم الجرمية.
5- الميول الانتحارية: على الرغم من المتعة اللحظية الناتجة عن تعاطي المواد المخدرة، إلا أنها تتسبب للمدمن بحالة من الشعور باليأس والاحباط والاكتئاب بعد انتهاء مفعول المادة المخدرة، ويصبح هذا الشعور هو الغالب لدى الشخص المتعاطي معظم الأوقات ما يجعل أفكار مثل الانتحار تراوده كثيراً.
6- ارتكاب جرائم للحصول على المواد المخدرة: كالقيام بالسرقة من جميع أفراد الأسرة والاعتداء على أملاك الغير بقصد الحصول على مكاسب مادية يسعى من خلالها الشخص المدمن لتأمين حاجاته من المواد المخدرة.
7- ممارسة الجنس مقابل المال: بعض الفتيات تمارس الجنس مقابل المال وهن تحت تأثير المواد المخدرة، حيث يمكن أن تكون فكرة ممارسة الجنس مقابل المال، متولدة لدى الفتاة ولكن ليس لديها الجرأة على الاقدام عليها فتقوم بتعاطي المخدر لمساعدتها في تغييب عقلها وارتكابها لهذا العمل وبسهولة.
ثانيا - الجرائم المرتبطة بالمخدرات (Drug-defined crimes): ويقصد بها الجرائم التي يتم من خلالها انتهاك القوانين المتعلقة بالمخدرات. ويشير هذا النوع من الجرائم إلى الأفعال المتعمّدة التي قد تنطوي على انتاج أي مخدرات أو مؤثرات عقلية، أو صنعها، أو استخراجها، أو تحضيرها، أو عرضها، أو عرضها للبيع، أو توزيعها، أو بيعها، أو تسليمها بأي وجه كان، أو السمسرة فيها، أو ارسالها، أو ارسالها بطريق العبور، أو نقلها، أو استيرادها، أو تصديرها، مثل:
1- الاتجار بالمخدرات: هي جريمة الإتجار بالمخدرات وترويجها بين مجموعة من الأفراد بغرض بيعها وتحقيق مكاسب مادية.
2- زراعة المواد المخدرة: حيث يقوم بعض الأشخاص بزراعة النباتات المخدرة في مناطق ومشاتل سرية بغرض بيعها فيما بعد.
3- صناعة المخدرات: بعض العصابات المنظمة تقوم بصناعة المخدرات وانتاجها بكميات كبيرة بهدف الاتجار بها، وغالباً في هذه الحالة ننتقل من السلوك الإجرامي لفرد إلى مستوى الجريمة المنظمة.
4- التحريض على الجرائم: يمكن استخدام المخدرات كنوع من المحفزات التي يتم إعطائها لشخص بغرض دفعه للقيام بسلوك اجرامي محدد.
5- جرائم أخرى مرتبطة بالمخدرات: مثل إعطاء الفتيات مخدرات دون علمهن من أجل استغلالهن جنسياً وهن تحت تأثير المواد المخدرة، وهو ما يسمى بالاعتداء الجنسي المُيسَّر بالمخدرات ، والمعروف أيضًا باسم اغتصاب المفترس، هو اعتداء جنسي ( اغتصاب أو غير ذلك) يُنفَّذ على شخص بعد أن أصبح عاجزًا بسبب تأثير أي مواد تؤثر على العقل ، مثل تناول GHB، وبنزوديازيبينات GLB، والروهيبنول، والكيتامين، والإكستاسي ،وكغيره من أنواع الاغتصاب، يُعد جريمة عنف جسدي، وقد يكون نتيجة للمتعة الجنسية والاستحقاق و معظم الضحايا من النساء والجناة من الرجال . أوان يتم استخدامها للقيام بتخدير بعض الأفراد وخطفهم، أو تستخدم في حالات ابتزاز بعض الشخصيات النافذة.
التصنيف الثاني لجرائم المخدرات:
ويمكن ان تصنف جرائم المخدرات على اساسه إلى ثلاثة أنواع:
1- الجرائم المتعلقة بالاستخدام: وهي الجرائم التي تنتج عن أو تتضمن أفرادًا يتناولون المخدرات، ويرتكبون جرائم نتيجة لتأثير المخدرات على عمليات تفكيرهم وسلوكهم.
2- الجرائم الاقتصادية: هي الجرائم التي يرتكبها الفرد لتمويل تعاطي المخدرات، وتشمل هذه الجرائم السرقة والدعارة.
3- الجرائم المتعلقة بالنظام: هي الجرائم الناجمة عن بنية نظام المخدرات، وتشمل إنتاج المخدرات وتصنيعها ونقلها وبيعها، بالإضافة إلى العنف المرتبط بإنتاجها أو بيعها، مثل الصراعات على النفوذ.
وقد تُستخدم الجرائم المتعلقة بالمخدرات كمبرر للحظر، ولكن في حالة الجرائم المتعلقة بالنظام، فإن الأفعال لا تُعتبر جرائم إلا بسبب الحظر.
أنواع جرائم المخدرات المنتشرة في فلسطين:
وبعد ان تعرفنا على مفهوم جرائم المخدرات وعلى تصنيفاتها الأول والثاني، سوف نتطرق الى تعداد أنواع جرائم المخدرات المنتشرة في المجتمع الفلسطيني، بناء على محاضر ضبط الأجهزة الأمنية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية وما تنشره من قضايا واحصائيات على موقعها الالكتروني الرسمي من عام 2013 ولغاية يومنا هذا (منتصف عام 2025) او ما تعلن عنه في وسائل الاعلام الإخبارية العامة الحكومية او الخاصة او وسائل الاتصال والتواصل المجتمعية.
تحليل البيانات والنتائج:
وبعد المراجعة والتمحيص والتدقيق تبين ان هناك مجموعة من جرائم المخدرات المنتشرة في المجتمع الفلسطيني، والتي يمكن تصنيفها الى نوعين هما:
1- الجرائم المتعلقة بالمخدرات
2- الجرائم المرتبطة بالمخدرات
أولا - الجرائم المتعلقة بالمخدرات المنتشرة في المجتمع الفلسطيني:
من خلال الاطلاع على القضايا والتي تم الكشف عنها وتوثيقها من جانب إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية، فقد تبين ان هناك مجموعة متكررة من الجرائم المتعلقة بالمخدرات منتشرة في المجتمع الفلسطيني، ومن أهمها ما يلي:
1- جرائم العدوانية: فقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم، حيث يكون الشخص المتعاطي تحت تأثير المخدرات ويكون عدواني تجاه الآخرين، وانتهت بجرائم قتل تجاه أحد أفراد أسرته وحالات لأشخاص ليس بينهم أي صلة قرابة.
2- جرائم العنف الاسري: فقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم، حيث يكون الشخص المتعاطي تحت تأثير المخدرات ويكون عدواني وعنيف تجاه زوجته وابنائه وحالات تجاه اخوته وحالات تجاه والدية (امه وابوه)، وقد سببت هذه الجرائم مجموعة من الإصابات وبعضها كانت خطيرة.
3- حوادث السير: تم توثيق عدة حالات لقيادة سيارات تحت تأثير الكحول وأخرى تحت تأثير المخدرات في بعض المحافظات وأدت الى حوادث سير.
4- احداث شغب وازعاج: تم توثيق حالة احداث شغب وازعاج تحت تأثير الكحول في احدى المحافظات.
5- اتلاف ممتلكات: تم توثيق حالات اتلاف ممتلكات (بيت – محل – سيارة) تحت تأثير المخدرات في المحافظات.
6- الميول الانتحارية: تم توثيق عدة حالات من التسمم الشديد نتيجة الجرعات الزائدة من المخدرات، حيث يشعر المتعاطي بنوع الإحباط والاكتئاب والذي يدفعه الى زيادة الجرعة بدون وعي فيتسبب في حالات التسمم.
7- جرائم السرقة: تم توثيق عدة حالات من السرقة وخاصة من الزوجة او الاهل (مصاغ ذهبي) تحت تأثير المخدرات من اجل شراء مخدرات للتعاطي في بعض المحافظات.
ثانيا - الجرائم المرتبطة بالمخدرات المنتشرة في المجتمع الفلسطيني:
من خلال الاطلاع على القضايا والتي تم الكشف عنها وتوثيقها من جانب إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية، فقد تبين ان هناك مجموعة متكررة من الجرائم المرتبطة بالمخدرات منتشرة في المجتمع الفلسطيني، ومن أهمها ما يلي:
1- حيازة المخدرات: فقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في مختلف المحافظات، تنوعت بين حيازة مخدرات طبيعية، مخدرات صناعية، اشتال نباتات مخدرة، منشطات جنسية ممنوعة، ادوية وعقاقير خطرة بدون وصفات طبية خاصة، مواد كيميائية تستخدم في صناعة المخدرات.
2- تعاطي المخدرات: لقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في مختلف المحافظات، تنوعت بين تعاطي مخدرات طبيعية او مخدرات صناعية، تعاطي ادوية وعقاقير خطرة غير مسموح تعاطيها الا بإذن الطبيب.
3- الاتجار بالمخدرات: لقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في مختلف المحافظات، تنوعت بين الاتجار بالمخدرات الطبيعية او المخدرات الصناعية، او تجارة الادوية والعقاقير الخطرة غير مسموح تعاطيها الا بإذن الطبيب او المنشطات الجنسية، او أي مواد كيميائية تستخدم في تركيب وتصنيع المخدرات المختلفة.
4- الترويج للمخدرات والعملات: لقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في مختلف المحافظات، تنوعت بين الترويج للمخدرات الطبيعية او المخدرات الصناعية، او ترويج الادوية والعقاقير الخطرة غير مسموح تعاطيها الا بإذن الطبيب او ترويج المنشطات الجنسية، او أي مواد كيميائية تستخدم في تركيب وتصنيع المخدرات المختلفة، او الترويج للعملات المزيفة.
5- تنمية وزراعة المخدرات: فقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في مختلف المحافظات، تنوعت بين زراعة اشتال نباتات القنب (الحشيش) المخدرة في الكهوف او البيوت القديمة او أراضي زراعية نائية او في مشاتل خاصة.
6- جرائم السرقة: تم توثيق عدة حالات من السرقة في المحافظات، مثل سرقة المحلات التجارية والبيوت والسيارات والأثار وسرقة الوصفات الطبية الخاصة بالعقاقير الخطرة وسرقة الادوية الخطرة والمخدرة من المستشفيات والمراكز الصحية، من اجل شراء المخدرات للتعاطي.
7- جرائم التزييف والتزوير: وهي من الجرائم المرتبطة بالمخدرات، وقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في مختلف المحافظات، مثل تزييف وتزوير العملات او تزييف وتزوير الوصفات الطبية الخاصة بالأدوية والعقاقير الخطرة من اجل تسهيل شراء المخدرات والأدوية المخدرة، او تزييف وتزوير أوراق رسمية مقابل المال اللازم لشراء المخدرات، او تزوير وتزييف الادوية والمستحضرات الطبية وادوية التنحيف والمنشطات الجنسية وغيرها من المستحضرات التي تمتاز بارتفاع الطلب عليها من قبل المواطنين ، من اجل المكاسب المادية لشراء المخدرات.
8- جرائم تهريب المخدرات: وهي من الجرائم المرتبطة بالمخدرات، وقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم، مثل تهريب حبوب من الأردن في معدة تاجر مخدرات، تهريب مخدرات لموقوفين في مراكز الإصلاح والتأهيل، تهريب مخدرات في اثاث منزلي من تركيا.
9- جرائم الاحتيال والانتحال: وهي من الجرائم المرتبطة بالمخدرات، وقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في بعض المحافظات، مثل جريمة انتحال صفة طبيب لسرقة عقاقير مخدرة من مستشفى، وجريمة الاحتيال التي تكررت في أكثر من محافظة عن طريق طلب المساعدة المالية من الناس بدواعي المرض والعلاج، وتبين ان هذه الأموال ترصد لشراء المخدرات.
10- اختلاق جرائم مخدرات: تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في بعض المحافظات، مثل جريمة تلفيق حيازة مخدرات لأهل زوجته، تلفيق جريمة حيازة مخدرات لصاحب محل تجاري.
11- جرائم الاستغلال (التحريض على الجريمة): تم رصد وتوثيق حالات معدودة من تلك الجرائم في بعض المحافظات، مثل استغلال الزوج لزوجته لإخفاء المخدرات في ملابسها الداخلية لنقلها من محافظة الى أخرى، استغلال ثقة شخص وايقاعه بجريمة تعاطي المخدرات، إعطاء شاب مخدرات دون علمه لنقلها من مكان الى اخر.
12- جرائم تجارة السلاح والذخائر والمتفجرات: وهي من الجرائم المرتبطة بالمخدرات لعدة اسباب، وقد تم رصد وتوثيق مجموعة من تلك الجرائم في مختلف المحافظات.
13- جريمة الشروع بالقتل: وهي من الجرائم المرتبطة بالمخدرات، وقد تم رصد وتوثيق بعضها، مثل تاجر مخدرات يحاول دهس ضابط من إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية اثناء تأدية عمله.
14- جريمة التسول: وهي من الجرائم المرتبطة بالمخدرات، وقد تم رصدها وتوثيقها في مختلف المحافظات، مثل التسول بهدف توزيع وترويج المخدرات او التسول بهدف الحصول على المال لشراء المخدرات.
15- جرائم أخرى: ومن الجرائم المرتبطة بالمخدرات، وتم رصد وتوثيق مجموعة منها في مختلف المحافظات، مثل الاعتداء على الأشخاص وتهديدهم بالسلاح او اعتداء تجار المخدرات على بعضهم البعض بالأسلحة، او احتجاز رهائن لتحقيق بعض المصالح ومنها المكاسب المادية، او توزيع المخدرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التيليجرام، او الديليفري، او البسطات او الاكشاك او عربات بيع الخضار والفواكه.
الخلاصة:
بناء على بيانات واحصائيات وتقارير واعلانات إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية على موقعها الالكتروني الرسمي، تبين ان هناك مجموعة من جرائم المخدرات المنتشرة في المجتمع الفلسطيني، والتي يمكن تصنيفها الى نوعين، الجرائم المتعلقة بالمخدرات والجرائم المرتبطة بالمخدرات.
ونرى ان هناك مجموعة أخرى من أنواع جرائم المخدرات، حدثت في المجتمع الفلسطيني وضبطت ولكنها لم توثق ولم يتم الإعلان عنها، لأسباب نجهلها في الوقت الحالي، وفي اللحظة التي سوف يتم الإعلان عنها سنتناولها بالدراسة والتحليل، وسوف نلتزم بما أعلنت عنه إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية، لأنها صاحبة الاختصاص في هذا المجال.
ومن خلال الاطلاع على بيانات إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية ودراسة أنواع جرائم المخدرات في فلسطين، يتبين لنا ان العلاقة بين تعاطي المخدرات والجريمة معقدة، وهذه العلاقة تدمر مجتمعنا على نطاق ضيق، وتدمر الأمة والعالم على نطاق واسع.
ومن خلال دراسة تفاصيل الجرائم المتعلقة او المرتبطة بالمخدرات، نستنتج ان متعاطي المخدرات أكثر عرضة لارتكاب الجرائم من الأشخاص غير المتعاطين، سواء اكان تحت تأثير المخدرات او لم يكن وقت ارتكابهم جريمتهم.
وبالرغم من وجود النظريات التي تفسر العلاقة بين تعاطي المخدرات والجريمة، فأننا نجزم بضرورة توافر معلومات موثوقة عن الجاني وعن الجريمة، من اجل ان تكون تحليلاتنا واستنتاجاتنا موضوعية ودقيقة عن طبيعة ومدى تأثير المخدرات على الجريمة.
ونقول رأينا وبقوة ان الشرطة الفلسطينية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات وبالتعاون مع جميع تشكيلات الأجهزة الأمنية الأخرى، تبذل قصارى جهدها وتعمل ليل نهار من اجل محاربة تلك الافة الخطيرة على مجتمعنا الفلسطيني وتعمل على الحد من جرائمها وأنها تتابع كافة القضايا التي تتعلق بالمخدرات وتلاحق مروجيها ومتعاطيها ومزارعيها وتعمل على القبض عليهم وتسليمهم للقضاء، وأنها ستبقى بالمرصاد ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن وسلامة الوطن والمواطن.
ونحن نرى ان الوقاية والمكافحة من آفة المخدرات بشكل عام لا تقع كلها على إدارة مكافحة المخدرات ولا على الجانب التشريعي ولا على الجانب الأمني فقط، بل هي واجب وطني واخلاقي وديني فالمسؤولية جماعية على كل فلسطيني، فعندما تتظافر الجهود الاسرية والمجتمعية والتربوية والصحية والإعلامية والدينية والأمنية وحسن المتابعة ويقظة ووعي المجتمع نكون أمام حالة من الهمة المجتمعية الإنسانية في درء الأخطار عن حياة أبناء شعبنا والحفاظ على مجتمعنا الفلسطيني أمنا ومستقرا من آفة المخدرات.