الأحد: 01/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

أنصِفوا جامعةَ الأزهر!

نشر بتاريخ: 06/04/2015 ( آخر تحديث: 06/04/2015 الساعة: 15:06 )

الكاتب: أحمد مسمح

إن المنطقَ السليمَ يقضي بأن الحكمَ على أي مؤسسة علمية لا يكون بمعايير الحزب أو التنظيم أو القبيلة، وكذلك لا يكون باتجاهاتها السياسية وآرائها الحزبية وتوجهاتها الفصائلية؛ إنما يكون بمعايير أكاديمية وعلمية واضحة ومعروفة، فبقدر تخصصاتها ونظامها الأكاديمي والدرجات التي تمنحها ومبانيها ومكتبتها والبحوث التي تصدرها نحكم على أي جامعة من الجامعات بغض النظر عن اتجاه تلك الجامعة أو تأييدها أو معارضتها لموقف ما، فإن هذا ظلمٌ وإجحافٌ بتلك المؤسسة.

فقد ضربت الحزبيةُ في مجتمعنا الفلسطيني، ووصلت الخلافات إلى مؤسسات التعليم العالي، وتأثرت بالانقسام بين شقي الوطن، واستُخدمت الجامعات في الاصطفاف الحزبي والتنظيمي للدعاية لهذا التنظيم أو ذاك، مما أرجع تعليمنا العالي وإبداعنا العلمي والمعرفي والثقافي، وأصبح مقتصراً على احتفالاتٍ تعزز الحزب والتنظيم وترفع مكانته عالياً..

وقد أتاحت لي الدراسةُ العليا في جامعة الأزهر بغزة فرصةً كبيرةً للتعرف إلى الجامعة ونظامها الأكاديمي وأساتذتها ونظامها الإداري وطلابها أيضاً، إذ تعرفتُ إليها عن قرب، بعد أن كنت أسمع الأخبارَ عنها عن بُعد، وقد لعبت الصورةُ المسبَّقة عن الجامعة دوراً كبيراً في التسبب بإعطاء حكم مجحف عن الجامعة، بسبب صورة مشوهة انتشرت عن الجامعة بين مجتمع الطلبة، فقد ارتبط اسمُ الجامعة بالاختلاط بين الجنسين..

وشهادةً للتاريخ، فقد وجدتُ في الجامعة كفاءاتٍ علمية ونظاماً أكاديمياً راقياً وإدارةً واعية وجادة وخدمة للطلاب وتخصصاتٍ متميزة لا تجدها في الجامعات الأخرى؛ بل فيها دراسة نوعية لبعض التخصصات العلمية؛ كالقانون والطب والعلوم البحتة والهندسة والاقتصاد والسياسة وغيرها..

وقد حدثت معي عدةُ مواقف تدل على حرص أمن الجامعة على منع الاختلاط، الأول؛ وقفت في ساحة الجامعة ذات مرة مع زميلاتي في الماجستير لمناقشة الخطط المقدمة للقسم، فجاءني رجلُ أمن وأمرنا بمغادرة المكان، الثاني؛ حاولتُ العبورَ من ناحية الطالبات إلى مكتبة الطالب الجامعي استوقفني رجلُ أمن وسألني إلى أين أذهب، الثالث؛ في مكتبة الجامعة، هناك أوقات خاصة للطالبات وأيام خاصة للطلاب، ويُمنع الطلاب من دخول المكتبة في أوقات الطالبات، وعند دخولنا للمكتبة نحن طلبة الدراسات العليا يرفض أمينُ المكتبة وجود طالب وطالبة على طاولةٍ واحدة..

إنني أدعو إلى نظرةٍ منصفة للجامعات دون أن يكون في ذهن كل إنسان قرارٌ مسبَّق عن أي جهةٍ علمية، وأرجو على المهتمين أن يعدلوا في حكمهم عن جامعة الأزهر، فهي جامعة من جامعات الوطن، تأسست عام 1991م، لها نظامها الأكاديمي وعندها طاقمها التعليمي المتميز ولها درجاتها التي تمنحها، كما أدعو إدارةَ الجامعة إلى إعادة النظر واتخاذ الإجراء المناسب في التقليل من مظاهر اللباس غير اللائق عند الطالبات في ساحات الجامعة، فهو مما يعكر صورةَ الجامعة المشرقة ويقلل من هيبتها، وإن اتخاذ ذلك الإجراء يرفع اسمها ويعلي مكانتها عالياً بين الجامعات..