الأربعاء: 11/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

النووي العربي .. متى يرى النور ؟؟؟

نشر بتاريخ: 06/04/2015 ( آخر تحديث: 06/04/2015 الساعة: 10:44 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

أصبح للعرب قوة عربية عسكرية تدافع من خلاله عن الوطن العربي من المخاطر التي يواجهها، وكلنا أمل أن تكون هذه القوة النواة لتأسيس تحالف عربي عسكري يحمل الأصالة العربية والصفات العسكرية الإسلامية.

لا يخفى على أحد التحديات الكبيرة والعقبات الكثيرة التي تواجه العرب في صراعهم اليوم مع الحضارات الأخرى و معاركهم مع الغرب والفرس والعدو الصهيوني؛ غير أن الصهاينة منذ احتلال أرض فلسطين، وضعوا نصب أعينهم أهداف أساسية على رأسها التفوق على العرب في مجالات الأمن والتطور العسكري ومجالات الاتصالات الحديثة؛ وإن كان بالأساس وجود الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي جاء لتفتيت الوطن العربي وتكريس الشرذمة والانقسام وقطع الوطن العربي عن فلسطين قلب الوطن العربي.

اليوم تسعى الكثير من دول العالم لامتلاك السلاح النووي بأية طرق، وذلك لحماية أمنها، وتأسيس مكانة لها بين دول العالم الكبرى التي تحظر على أية دولة أخرى امتلاك السلاح النووي أو حتى مجرد إجراء أية تجارب نووية في أي بلد عربي أو بلد نامٍ.

ولقد تحدت إيران الغرب وحققت تقدم في جولة المفاوضات على مشاريعها النووية التي أدت إلى اتخاذ قرارات أوربية برفع العقوبات بصورة تدريجية عن إيران.
لقد سعى الكيان الصهيوني لامتلاك السلاح النووي منذ تأسيسه عام 1947م، حين قام الزعيم الصهيوني (دفيد بن غوريون) بإنشاء أول قسم للأبحاث العلمية ضمن منظمة (الهاغانا) الصهيونية بحجة الاستعمال السلمي للطاقة، كما أبدى الزعيم الصهيوني (حاييم وايزمان) عالم الكيمياء الحماسة لامتلاك السلاح النوي، وأوكلت (إسرائيل) لرئيس الوزراء الصهيوني (ديفيد بن غوريون) صياغة نظريته للأمن القومي بالتعاون مع الجنرالين (حاييم لسكوف) و(إيغال يادين) لبحث دراسة تبني إستراتيجية الردع الإستباقي، وضرورة توفير أدواتها بما فيها القدرة النووية للتعويض عن الخلل الكبير في المدى الجغرافي والديمغرافي، وكان الأساس ينصب في عملهم على تفوقهم العسكرية على سائر الدول العربية المحيطة بهم، الأمر الذي أسس على صياغة اتفاقية أمريكية صهيونية وضعت قيود على الدول العربية بعدم امتلاك أسلحة أو دبابات أو طائرات تفوق العتاد العسكري عند الصهاينة.

ونستعرض في هذا المقال ما كشفه التقني الصهيوني "موردخاي فعنونو" في أكتوبر من عام 1986م لإحدى الصحف البريطانية عن امتلاك (إسرائيل) حوالي (200) قنبلة نووية، وبعدها تم اعتقاله في السجن لمدة 18 عاماً بذريعة كشفه أسرار تمس أمن الكيان العبري؛ كما يشير تقرير أميركي أن (إسرائيل) تمتلك أكثر من (200) قنبلة نووية بينها قنابل هيدروجينية، فيما كشفت صحيفة (هآرتس) الصهيونية في أكتوبر عام 1999م وثيقة سرية صدرت عن وزارة الطاقة الأميركية تصنف الكيان الصهيوني في المرتبة السادسة ضمن مجموعة الدول النووية الكبرى؛ هذا و تشير آخر الدراسات إلى أن الكيان الصهيوني يمتلك 300 قنبلة ورأس نووي، وهي قادرة على إنتاج ما لا يقل عن 35 قنبلة هيدروجينية، إضافة إلى أن الكيان الصهيوني يصنف من بين القوى النووية القادرة على تقديم خبراتها إلى دول أخرى، كما تمتلك (إسرائيل) منظومة كاملة لإيصال السلاح النووي إلى أهدافه المحتملة، إذ تحوي ترسانتها مئات الطائرات القادرة على نقل القنابل النووية.

ولا يخفى على أحد أن الدولة العبرية عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها لم توقع معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ورفضت الكشف عن برنامجها أو السماح للوكالة بتفتيش منشآتها أو مراقبتها، وذلك تطبيقا لما تسميه سياسة الغموض النووي، كما ساعدت الدول الكبرى (إسرائيل) في سياستها هذه حيث لم تطالبها بالكشف عن حقيقة برنامجها ولا المراحل التي بلغها.

وقد حاربت (إسرائيل) كافة المشاريع النووية العربية وحتى نواة الأفكار وأبحاث الطاقة، والتاريخ يسجل أن الكيان الصهيوني قام بتدمير المفاعل النووي العراقي في منتصف 1981م بعد اكتمال بنائه وقبل تشغيله، كما عمل الموساد الإسرائيلي على اغتيال العقول المفكرة، والعلماء منهم العالم المصري يحيى المشد، خبير المفاعل العراقي عام 1980م كما وقفت (إسرائيل) سدا منيعا أمام تفكير الأردن بامتلاك السلاح النووي .

إذن العالم من حولنا يسعى جاهدا لامتلاك السلاح النووي تحت أيه مسميات عبر الطاقة والسلاح السلمي، والعرب لم يصحو بعد من سباتهم العميق وأغواهم المناصب والمنازل الفارهة والمجون عبر الفضائيات، بل اختلق العدو الصهيوني والأمريكي المشاكل والاقتتال الداخلي والطائفية في البلدان العربية، وجعل الهموم العربية تنصب في البحث عن الكرامة والحقوق الوطنية الضائعة في صحاري العرب القاحلة .