الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نميمة البلد: الزعيم الخالد ... والفدائي .. ومكتب العربي الجديد

نشر بتاريخ: 13/11/2015 ( آخر تحديث: 13/11/2015 الساعة: 14:57 )

الكاتب: جهاد حرب

(1) ياسر عرفات الزعيم الخالد
لا يتمكن أحد من المرور في يوم الحادي عشر من تشرين ثاني دون النظر في سيرة أبو الوطنية الفلسطينية وباعثها ورمزها ياسر عرفات، فسيرته بحد ذاتها تاريخ ارتبط به ومعه تاريخ شعب، وهو تاريخ ينطبق عليه تعريف ابن خلدون للتاريخ " في ظاهره لا يزيد عن إخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات وحياتها دقيق، وعلم بكيفييات الوقائع واسبابها عميق". هذا الرجل العظيم يحتاج اليوم الى اعادة التعريف بمدرسته الوطنية الجامعة التي تبناها فكرا وممارسة، والتنقيب في سيرته ومسيرته النضالية الطويله، والتنوير بفكرة اكثر من إعادة نبش قبره بأسباب موته وملاحقة الفاعل دون تقديم اجابة واضحة وشفافة لشعبه.

فالشعب الفلسطيني لا يحتاج الى قرائن وبراهين وبيّنات وتحقيقات سويسرية أو روسية أو فرنسية أو حتى فلسطينية لإقناعه بمسؤولية اسرائيل وحكومتها عن اغتيال الرئيس الخالد سواء بالتسميم أو بغيره، فكل الشواهد لا تشير فقط بل تؤكد وتجزم بأنها أقدمت على اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات بحصاره بالمقاطعة بأوضاع صحية ونفسية صعبة حالة دون ممارسته لمهامه التي منحته اياها ليست فقط القوانين والدساتير بل محبة شعبه والهامة وشخصيته والكاريزما التي تحلى بها طوال نصف قرن من النضال الوطني وأكثر.

(2) المنتخب الوطني "الفدائي"
قَلَبَ الفدائي "المنتخب الوطني" مرارة وحسرة نقل المباراتين من ملعبه البيتي الى فرحة كبيرة أدخلها في قلوب جميع الفلسطينيين؛ المختلفين حتى بإدارة المعارك "السياسية منها والرياضية"، بتعادله مع المنتخب السعوي وفوزه الكبير، بل التاريخي، على المنتخب الماليزي. هذا المنتخب الذي أسعد الفلسطينيين يستحق وبجدارة الاهتمام والرعاية الشعبية والجماهيرية.

الاردن الشقيق، بيت الضيافة الاصيل، أجادت ملاعبها، بهذه الضيافة، بفوز بطعم النصر، وجمهور بإنضاب الجيش، وحضور بفرح العرس ليضع المنتخب الفلسطيني في المكانة التي يتمناها الفلسطينيون؛ وهي المنافسة للوصول للبطولات العالمية أملا بالمنافسة فيها، وهو طموح ممكن تحقيقه بإدارة فاعلة، ولاعبين فدائيين، وشعبا مصمما على الحياة والفرح والانتصار.

(3) أزمة مكتب العربي الجديد
تثير أزمة "اغلاق" مكتب العربي الجديد في رام الله من جديد مسألة آليات التعامل مع الحرية الاعلامية اكثر منها مع الحرية الاعلامية ذاتها. الاجراء المتخذ تكتنفه علّة اجرائية؛ وهنا لسنا بصدد المراجعة القانونية أو المحاكمة بقدر اعادة النظر في آليات التعامل مع وسائل الاعلام، مع ادراكي العميق لفهم وتفهم أصدقائي في وزارة الاعلام وكذلك في النيابة العامة الدقيق لحساسية الحرية الاعلامية وآليات التعامل معها.

عدم تحويل الضحية الى جلاد؛ كان يقضي أحد امرين في التعامل مع أي مقال أو خبر، ولسنا هنا لنقاش مضمون المقال المكتوب وصدق أو عدم صدق المعلومات أو صواب أو عدم صواب الاراء، هما (1) المتابعة والملاحقة يكونان إما بمطالبة رئيس التحرير بإدراج مقال في نفس المكان والحجم والبنط للرد على ما جاء في المقال، أو رفع قضية أمام المحكمة المختصة اذا تضمن المقال قدح أو ذما أو ما شابه من جنح وجنايات. أو (2) الاهمال وعدم اتخاذ أي قرار لنبش المقال، خاصة أن المقال المثار عليه الجدل نقل الاتهامات التي يسوقها بعض السياسيين الفلسطينيين في الفضاء الاعلامي الاكثر شهرة ومتابعة من موقع أو جريدة العربي الجديد، ولفت الانظار اليه.

وفقا للحكمة والحنكة التي يتحلى بها أصدقائي في وزارة الاعلام والنيابة العامة القاضية في عدم تحويل الضحية الى جلاد، المقتبس من عنوان المقال الذي قرأته بعد نشوب الازمة، وفي ظل المطالبة بالحريات الاعلامية في مواجهة العدوان الاسرائيلي والتركيز على تعدياته، وترسيخ قواعد المنهج "الحرية" مع وسائل الاعلام في الاعوام الاخيرة دون النظر إلى تصفية حسابات سياسية هنا أو هناك، تقضي انهاء هذه الازمة بوقف الاجراء وتصويب الاوضاع لتعزيز الحرية الاعلامية دون النظر الى الهوامش بقدر الجوهر.