الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطأ الرئيس محمود عباس

نشر بتاريخ: 17/01/2016 ( آخر تحديث: 17/01/2016 الساعة: 02:17 )

الكاتب: اسامة القواسمي


نقرأ في الاونة الاخيرة تقارير متسارعه متعددة حول الرئيس ابو مازن، منها ما هو اسرائيلي، ومنها ما هو عربي، وغيرها من أصحاب الاقلام الصفراء، والقاسم المشترك فيها أن الرئيس محمود عباس أخطأ في حساباته السياسية، ولم يحقق امال شعبه، وقبل أن أخوض بماذا أخطأ الرئيس، أود تذكير القارئ الكريم بأن ذات التجربة والاقلام والتحليلات كانت ترافق حصار الختيار ابو عمار، وخرجوا عليه من كل صوب وحدب قائلين : الى أين اخذنا يا ياسر عرفات، حتى وصل البعض الى الخروج في الشوارع ضد ياسر عرفات وهو محاصر.....نعم أخطأت سيدي الرئيس ابو مازن، أخطأت حينما قررت محاربة الفلتان الامني وبناء المؤسسات، اخطأت حينما قررت محاربة الفاسدين والمفسدين في الارض، ورفعت شعار من اين لك هذا، أخطأت حينما حاربت المحسوبية واعتمدت المهنيه اسلوبا في ادارة المؤسسات، أخطأت حينما صمدت في المفاوضات التي لم تستمر الا لبضعة أشهر وحافظت على الثوابت وقلت لا كبيرة للحلول الانتقاليه الجزئية ورفضت استثناء القدس وقضية اللاجئين من الحل، أخطأت حينما رفضت المفاوضات ستة سنين متواصلة دون القبول الصريح بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 ووقف كافة الانشطة الاستيطانية تمهيدا لازالتها ، أخطأت حينما قررت الذهاب للامم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين وحصلت عليها، أخطأت حينما وقعت على وثيقة الانضمام الى محكمة الجنايات الدوليه وفعلت، وأخطأت ايضا حينما وقعت على وثائق الانضمام لاكثر من خمسة وثلاثين منظمة ومعاهدة دوليه بالرغم من تهديدات كبيره، أخطأت حينما أقنعت العالم بعدالة قضيتنا وجلبت الاعترافات الدوليه المتتاليه وعزلت سياسة اسرائيل في العالم، أخطأت سيدي الرئيس حينما مددت يدك للوحدة الوطنية الحقيقية ورفعت شعارا وطن واحد لشعب واحد وتمثيل واحد، وقاتلت بكل قوة فصل القطاع، نعم سيدي الرئيس أخطأت حينما رفعت علم فلسطين خفاقا فوق الامم المتحدة...بل هذه جريمه كسابقاتها جرائم
كان يجب عليك أن تفعل الصواب كما يراه البعض الجالسين في مكاتبهم الفاخره ويراقبون وينتقدون فقط، كان يجب عليك أن تتحالف مع الفاسدين وتجعلهم يتصدرون المواقف، كان يجب عليك أن تستغل الفلتان الامني وتعززه، كان عليك واجبا أن تستمر في التفاوض لكي لا تزعل اسرائيل وامريكا، فهؤلاء اسياد العالم لا يجوز الاساءه لهم، كان من الملزم عليك ان تقبل بصيغة نتانياهو القائلة سلام اقتصادي وحلول جزئية تستثني القدس والاغوار واللاجئين، وكان ايضا لزام عليك أن لا تذهب للامم المتحدة او الجنايات الدوليه او أن ترفع علم فلسطين في الامم المتحده.....بمعنى كنت تستطيع بيعنا شعارات فضفاضه خداعه وتستمر المهاترات واضحوكة المفاوضات غير الهادفه من أجل المفاوضات وملء الفراغ السياسي لتقول للناس أن شيئا ما يحدث وتعطي غطاء للمستوطنات وتحسن اسرائيل من علاقاتها مع العالم.....

سيدي الرئيس.....في الحقيقه أنت لم تخطأ......ونعلم أنك نقلت قضيتنا من مربع الدفاع الى مربع الهجوم السياسي، ولكن البعض على عجلة من أمره لغاية في نفس يعقوب......سر يا قبطان السفينه ولا يهمك ما يحللون وما يكتبون.....فأنا أفهم جيدا أن اسرائيل تريد أن تتخلص منك، ولكن عتبي على أؤلئك اللذين ينقلون عنها ويضعون اخبارها على صفحاتهم في الصدراه، عتبي على اؤلئك اللذين لا يرون في الوطن الا مصالحهم الخاصة ويستعجلون، عتبي على رجال لم يتعلموا من تجارب الماضي أو لديهم ذاكره كذاكرة السمك قصيرة لا تتعدى لحظات......

ختما اقول أن الرجال هي الثابته على الموقف مهما تبدلت وتغيرت الامور....فسر على بركة الله ولا تخشى في الله لومة لائم...